نَمضِي مَعَ الرِّيحِ بِقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

نَمضِي مَعَ الرِّيحِ… تَبقَى بَعدَنا الدَّارُ فِيها، على الدِّفءِ، أَشواقٌ وَأَسرارُ

صَحائِفٌ حَمَلَت شَوقَ الفُؤَادِ وما عَجَّت بِهِ النَّفسُ والأَيَّامُ أَوزارُ

لَيَبسِمُ الزَّمَنُ الآتِي إِذا خَطَرَت في ـــــــ البالِ أَحلامُنا، والذِّكْرُ إِكبارُ

وَتَشتَهِي الدَّربُ لَو عادَت مَسِيرَتُنا فَعَرْفُنا في عُرُوقِ الدَّربِ آثارُ

سِرْنا، وكَم حَفَلَت أَيَّامُنا فَرَحًا، وكَم غَشانا الأَسَى، والدَّهرُ أَطوارُ

وغَيَّبَت حِقَبٌ آثارَنا، وعَفا رُواءَنا صَلَفُ الدُّنيا، وأَسفارُ

نَحنُ الأَزاهِرُ يَطوِيها الثَّرَى فَإِذا عادَ الرَّبِيعُ فَوَجهُ المَرْجِ أَزهارُ

وَكَم دَهَى الشَّوكُ مَسرانا فَما فَتَرَت ـــــــ فِينا العَزائِمُ، أَو ضاقَت بِنا الدَّارُ

مَلامِسُ الوَرْدِ مِنَّا في الأَدِيمِ نَدًى، والشَّوْكُ في يَنَعِ الأَثمارِ أَظفارُ

نَعُودُ بِالحَرفِ وَضَّاءً، صَحِيفَتُهُ فِكْرٌ وشِعْرٌ وإِبداعٌ وأَنوارُ

مُرُورُنا كَمُرُورِ العِطْرِ فَوقَ رُبًى، يُضَمِّخُ العُشبَ، تَحلُو فِيهِ أَسحارُ

يَراعَةٌ سَكَبَت طِيْبَ الكَلامِ، لَها في كُلِّ جِيْلٍ يَرُومُ الزَّهْرَ آذارُ

وَالمَوتُ يَعجِزُ أَن يَمْحُو المِدادَ وفي وَشْمِ المِدادِ شَذًا، نَوْرٌ، وجُلّنارُ

إِكسِيرَ دَهْرٍ سَيَبقَى، ما أَضَرَّ بِهِ كَرُّ العَوادِي، ولا قَضَّتهُ أَخطارُ

والخُلْدُ مَغْنًى لِحَرفٍ شَعَّ مِن شَغَفٍ ـــــــ وَجْدًا، فَطارَت سُكارَى البَدْعِ أَوتارُ!