رأيُ مواطنٍ حُرٍّ دِراسَتي ودِراسَتُهُم…سمير طنوس

المجد لله

أوقاتٌ مُبارَكَةٌ بِنعْمَةِ الرَّبّ

نَعمَلُ لمجد اللهِ وخيرِ الوطنِ والمواطن.

رأيُ مواطنٍ حُرٍّ

دِراسَتي ودِراسَتُهُم…

كُنتُ تِلميذًا في مَدرَسَةِ القِدِّيسِ يوسُف، بُرج حمّود، وكُنتُ مُتَفَوِّقًا في مَجالاتٍ كثيرةٍ، تَوازيًا، كانَ وطني الغالي يَتَعَرَّضُ للتَّعَدِّياتِ مِنْ قِبَلِ الغُرَباء، وقد طالَتِ الكَثيرَ مِنَ الكراماتِ الوطنيَّةِ والشَّخصيَّة، حَتَّى باتَ الوطنُ مُعَرَّضًا للزَّوال… وما مِنْ مَرْجَعٍ لِتُطالبَ بالحَقّ، كُنتُ أرفُضُ وأُواجِهُ حَتَّى الموت، وأعلنْتُ المواجَهَةَ دِفاعًا عَنْ وَطني ومُجتَمَعي بِوَجْهِ الغَريبِ فَقَط، وابتَدأتُ مَسيرَةَ النِّضالِ والتَّضحيات، شارَكْتُ بِدَوراتٍ عَديدَةٍ، كانتْ إحداها مَعْ فَريقٍ مِنْ مغاويرِ الجَيشِ اللُّبنانيّ (وأفتَخرُ)، بَعدَها كُنْتُ أخدُمُ ليلًا وأعمَلُ نَهارًا وأدرُسُ مساءً مُعَرِّضًا حَياتي للموتِ، مِنْ أجلِ الحَقِّ والكرامَةِ والحُرِّيَّة…

وفي المُقابل، كان البَعْضُ يَهتَمُّ بِدِراسَتِه، وجَمْعِ المالِ على حِسابِ تَضحياتِنا، وكما أراها، يَنالونَ هُمُ المكافأة! وبالكَثيرِ مِنَ التَّعَبِ حَصَلْتُ على شَهادَتَينِ (رَسْمِ الهندَسةِ المَدَنيَّة، والمحاسَبَةِ واللّغات)، ولكن أَفْتَخِرُ بالشَّرَفِ والكرامَةِ والوطنيَّة، وما أحمِلُهُ مِنْ مشاريعَ تَخدُمُ الوطنَ والشَّعب، بَعدَ الحَربِ، انتُخِبْتُ لسِتِّ دَوراتٍ، لِمُدَّةِ ثمانيَةَ عَشْرةَ سَنةً رئيسًا لرَهبَنةِ مار فَرَنسيس الثّالثة، فَرْعِ جبيل، لتَنموَ روحُ الخِدمَةِ والمَحَبَّةِ والعطاء…

إنْ كانَ في الأَرضِ حَقٌّ وعَدلٌ، فهو لأَصحابِ تِلكَ التَّضحياتِ والمَشاريعِ الَّتي تَخدُمُ الوطنَ والمواطنين.

قَد لا أكتَرِثُ لأُمورِ الأرضِ كثيرًا، وطموحي الأوَّلُ هو رِضَى الله…