الكذب، العنّ والعتب مش لاختصاصيي الحياة.

بِقَلَم المحامي: جان بيار خليفة

 

سؤال! يا خيي بتعرف تقرا ؟ بتعرف تكتب؟
ما تستغرب سؤالي. سؤالي مش هلقدّ بسيط.
عم بسألك اذا بتعرف تقرا الحياة وتكتب مجد عا صفحات العمر!!
معيار الأمية بالعالم، كان من زمان، اذا الانسان بيعرف يقرا ويكتب الكلمات أو ما بيعرف. بعدان صار مين بيعرف يستعمل التكنولوجيا ومين ما بيعرف.

اليوم، صار المعيار أبعد من هيك بكتير.
صار مين بيعرف يقرا الحياة قراية صحيحة ومين بيعرف يكتب مجد ع صفحات العمر اللي انعطالوا!!
هَيْ بيسمّيا سعيد عقل، رومنطيقية الحياة.
بتعرفا؟! عم تعملا هوايتك، ت تتمرن شوي شوي وتحترفا؟!
بعرف، انت وعم تقرا بعدك عم تسمع صوت الانفجار!
بعرف، قبل ما تقرا، كنت عم تشوف كم شخص عايش في بعد تحت الأنقاض.
انشالله بس تخلص قراية، ما ترجع تفكر وتقول شو لها قيمة الحياة؟!
ليش هلقدّ ظالمة، ليش نيابا بينهشوا فينا أكتر من الموت؟! ليش بالموت منموت مرّة، وبالحياة منموت ألف مرة!!
بعرف انك كلما اطلّعت ببنتك عم تشوف فيا وج «الكسندرا نجار» وتقول لو كانت بنتي مطرحا شو كنت عملت!!
بعرف بكرا كلما شفت «الدفاع المدني» عم يطفي حريق، بيرجع بيشعل الحريق بقلبك لما بتتذكر فوج الاطفاء يلي استشهد هوي وعم يطفي الانفجار بمرشة مي.
بتقلي: «شو بدك تحكي ت تحكي؟ فكرك بكم كلمة تقدر تعزي أهالي الضحايا وعيالن؟
فيك تتغاضى عن الظلم الكبير اللي عم يعيشو الإنسان بكل دول العالم وتضحك ع حالك وتقول الحياة حلوة؟»

سماع شو رح قلك،
رح جاوبك بخماسية لسعيد عقل ، بتقول:

تظنّها بالكذب النجاه؟
تظنّه العمر الذي يُعطب
يشفى بأن تئنَّ أو تعتب؟
أأنت من يلعب بالحياه؟
لا، يا غبي، هي من يلعب.

عم قول هالخماسية ت قول انو الحياة شغلة كبيرة، الحياة للقوايا بنفوسن، الحياة للي بيعرفو يقرو، ويقرو منيح!

الكتاب، وقت بدّك تقراه بتنخّ راسك.
الحياة، وقت بدك تقريا بدك تطلع فوق، والا بتكون عم تقرا كل شي الا اللي لازم تقراه!
قلك المسيح «جيت أعطيك الحياة، والحياة بوفرة.»
و ما كان عم يمزح معك،
وقلك سعيد عقل : «رد الموت عنك، انت أكتر مين بيستحق الحياة.»
وكمان ما عم يمزح معك.

«ردّ الموت عنّك « يعني ثور ضدّ الظلم والقهر والفساد وين م كان ومين م كان مصدرو.
«رد الموت عنك» يعني ما تخاف تقول الحقيقة، ما تخاف تكون بطل أبطال بساحة المعركة قدّ م كان عمرك و شو م كانت الظروف اللي عم تمرق فيا.

بتعرف ليش؟
لأن الحياة، هيي اللي عم تلعب، مش انت ، والحقيقة بملعبا ، ما فيك تغير بلعبة الحقيقة وتشوها بالكذب والعن والعتب.
هيدي الحياة يلي ما لها قيمة وما لها معنى بدون الحقيقة، دورك انت توقف حدّا والا بتخسر، وبتخسر الخسارة اللي ما بتتعوض!

« ألكسندرا نجار « اللي عمرا تلات سنين نزلت ع الثورة لأن ما بدا تعيش حياة أقل من كرامة الحياة. ماتت ضحية انفجار المرفأ لأنك أنت قبلا ما عرفت تثور وتضرب بأيد من حديد، ما عرفت تقول الحقيقة اللي بتوجع، لأنك سايرت او قبلت تمشي مع اللي ساير أعدائك، لأنك قبلت تغيّر قناعاتك وتدعس ع كرامتك وتاريخك ت توصل لمبتغاك، وبترجع تقول ليش الحياة ظالمة!! لأ. انت الظالم. انت. مش الحياة.
شفت قديش بدّو يكون الإنسان صادق مع نفسو ومع الغير، مع ماضيه وحاضرو ومستقبلو!!
لأن رح يجي يوم وتنفجر الحقيقة بوج الكل يلي كذبوا وراهنوا وسايروا وساوموا وفكروا حالن هني عم يلعبو بالحياة وبالحقيقة يلي هيي اللعبة الأهم ع مسرح الحياة!!
وأكتر من الكذب، العن و العتب ، بيخربوا البيوت وبيخربوا الأوطان، !
تذكر كلمات سعيد عقل،
«ميني الدولة؟ الدولة قزم. اذا الدولة بدا تساعدني بقرش واحد أنا بفكلا رقبتا.ا نا أهم من هالدولة .انا بسترجي قول الاشيا اللي هيي ما بتسترجي تقولا»
ايه، ما تعن وما تعتب.
ثور، وثور بحرية وبكرامة، بشجاعة وبشرف!
ثور ع نفسك وع تقاليدك البالية، ثور ع كل شي بيبعدك عن الحقيقة، ثور كرمالك وكرمال ولادك يلي مسؤوليتك انت تأمنلن وطن يعيشو فيه بحرية قبل ما تأمنلن لقمة الخبز.
الكذب، العنّ والعتب، مش لإختصاصيي الحياة.
اختصاصي الحياة بتكون شغلتو الفرح، الغضب – ومش البغض – الشكر ع النعم اللي ألله عاطيك ياها وما عم تقشعا ومفكرا تحصيل حاصل، لأن «بالشكر بتدوم النعم».
وأكيد اللي بيقشع النعمة بحياتو وبيشكر الله عليا، لا بيعرف يعن ولا يعتب ولا يكذب.

وهيك بيقول شاعر الملكوت رفيق روحانا :

« هني ضلّو يبكو هني ،
و لو قلبي انجرح
مش الا الفرح ،
بشعري رح غني ،
ورقات الخريف
ل بيشوفو فيا
التعب ع الرصيف
أنا ملاقيا قصيدة دهب
شلحتا الريح ع أرض التعب.»

الحياة، لو كانت يوم أو سنة أو مية سنة، هيي شرف و كرامة الحياة . ما تقبل أقل من هيك.
قريا منيح وكتوب مجد ع صفحات عمرك.
صدّقني بتحرز!!