وَيَلِي الفَجْرَ شُرُوق!  بِقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

«لا تَجزع مِن جُرحِكَ، وَإِلَّا كَيفَ لِلنُّورِ أَن يَتَسَلَّلَ إِلى باطِنِكَ»

          (جَلال الدِّين الرُّومِيّ)

 

كُلَّما أَظلَمَتِ الدُّنيا، وغالَت في الرُّكُودِ
وتَتالَت نُغُصاتُ العَيشِ مِن بَعدِ سُعُودِ
لَم أَشَأْ أَن أَخفِضَ الرَّايَةَ، لِلخَطْبِ الشَّدِيدِ
وتَدَرَّعتُ بِإِصرارِي، وبِالفِكرِ السَّدِيدِ
ورَفَعتُ الشُّعلَةَ الحَمراءَ بِالعَزمِ الحَدِيدِ
في دَمِي شِحنَةُ إِيمانٍ، وآمالُ وُعُودِ
لَيسَ يُبْنَى قابِلُ الأَيَّامِ في نَهْجِ القُعُودِ
بَل بِأَبصارٍ على أَلحاظِها جَمْرُ الوَقِيدِ
وثَباتٍ في مَسارِ الرِّيحِ بِالعَقلِ الرَّشِيدِ
إِنَّ ما يَرسُمُ وَجهَ الفَجْرِ تَصمِيمُ الزُّنُودِ
وَيَلِي الفَجْرَ شُرُوقُ الشَّمسِ لِلعَهدِ الجَدِيدِ
وحقُولٌ تَنفَحُ الأَشجارَ بِالشَّهْدِ الفَرِيدِ
وَتَسابِيحُ، وأَنغامٌ، ورَفَّاتُ بُنُودِ!