رسالة من لقمان (٩): اغتيالان حقيقيان وآخر مجازي

الشيخ محمد علي الحاج

 

[ألو، مولانا: تكرر على الألسنة كثيراً أن اغتيالي حصل يوم ٣ أو ٤ شباط! في الواقع هناك اغتيالات ثلاثة: اغتيالان حقيقيان وثالث مجازي.

 

الاغتيال الحقيقي الأوّل جرى عندما اتخذت “العصابة” القرار قبل عقدين من الزمن، وكانت تعمل عليه يومياً، على امتداد سنوات، فكلّ ما شهدناه من افتراءات واعتداءات، بل والفبركات التي قامت بها بعض الصحافة الورقيّة الصفراء، التي تعمل بايحاءات مراكز أمنيّة، والتي أضحت “إعلاماً حربياً” بكلّ ما للكلمة من معنى!

 

 

أين «رحلات العاملي»؟ كذلك يندرج في نفس السياق ما جرى من اعتداء على خيمتنا في وسط بيروت، في خضم الثورة، وأيضاً حينما نظّموا حفلة بايخة على جدار دارتنا في الغبيري.. كلّ هذه شكّلت “اغتيالاً دائماً” إن صحَّ التعبير، وكانت الاغتيال الحقيقي الأوّل.

 

فكانت كلّ أفعالهم في السابق تؤسس لما جرى في بدايات شباط في العدوسيَّة. والاغتيال الثاني الحقيقي هو ما جرى عقب “سقوط جسدي وارتفاع روحي” من حملة تشويه وشتم وتخوين.. فكان هذان الاغتيالان حقيقيين.

 

ما أسخف البعض الذين يحسبون أنّه تمّ اغتيالي في بدايات شباط العام الماضي في العدوسية، هذه حادثة، لا تذكر إذما قورنت بما سبقها، وما تلاها. وأمَّا سوى ذلك يا مولانا فإنَّها من نوع الإغتيالات المجازيَّة، ويبقى عليكم الرهان، أن لا نترك لهم مجال أن نصبح في عداد الموتى “فَالْمَوْتُ فِي حَيَاتِكُمْ مَقْهُورِينَ وَ اَلْحَيَاةُ فِي مَوْتِكُمْ قَاهِرِينَ”.

فلا نريد أن يبقى أي اغتيال حقيقي، وأمَّا المجازي فلا ضير منه..].