ها هو يوم الجمعة، واحدٌ مِن سراج العمر، وفرسٌ مِن عددِ السِّنين، فلا تفوتنَّك “الوثبةُ” فيهِ نحو زادكْ، على شوقٍ مُتَوَالٍ مِن اعتقادك، فإنَّ “الطَّير” كلَّمَا فاتَها يومُها بكتْ، وحنَّتْ لِمَا مضى مِمَّا رجَتْ، ثمَّ رقتْ بجناحها، تفتِّش فضاءها، علَّها تحظَى بمُوصِل، وليس كيوم الجمعة جناح، فاعبر به نحو الأبد، فما مِن عبدٍ يطوفُ عرزاله، أو يكوِّر عليهِ آمالَه، أو يغسل بماءهِ أطلاله، إلا جاء يوم النشور، على محلِّ الرفعة مِن زاد وها أنا عابر، وفرسَاكَ الليلُ والنهار، وعدَّادُ عُمُركِ أنفاسُكْ، فاضبط عليها أجراسَكْ، ولا يفوتنَّكَ الزَّاد…
* *