لَوْثَةُ الشِّعْرِ… بِقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 ،لَوْثَةَ الشِّعْرِ… أَيا أَرحَمَ داءْ

يا نَدَى اللهِ بِإِبداعِ الغِناءْ

 ،زُرتِنِي، مُنذُ وَعَيتُ الكَونَ

في شَرَرٍ أَشعَلَ في صَدرِي الجِواءْ

 ،كُلَّما قُلتُ كَفانِي هَمُّهُ

وتَجافَيتُ يَراعِي والنِّداءْ

جاءَنِي في خَيلِهِ، في

رَكْبِهِ، بِمَواضِيهِ، بِرَهْطِ الشُعَراءْ

إِرثُهُم يَدفَعُ بِي حَتَّى أَفِي

حَقَّ إِحساسِي، وتَوقِي لِلحُداءْ

أَقتَفِي آثارَهُم، أَبنِي على خَطْوِهِم ــــــــ

مِن جانِحِي أَحلَى بِناءْ

                              ***

أَنا لَم أَخفِضْ لِشِعرِي هامَةً،

وجَعَلتُ الحُسنَ لِلشِّعرِ رِداءْ

تَهزَجُ الأَوراقُ إِمَّا لَمَسَت

رِيشَتِي حِبْرَ دَواتِي بِهَناءْ

فَعَلَى صَفحَتِها يَنبُتُ مِن

رِيِّ أَفكارِي نَخِيلٌ بِسَخاءْ

سُنْبُلٌ، وَرْدٌ، أَقاحٌ، كَرمَةٌ،

ورَياحِينُ، وَنَوْرٌ في نَماءْ

هِيَ أَمداءٌ فَأَنَّى خَطَرَت

أَعيُنٌ ظِلٌّ، وَوَاحاتٌ، وَماءْ

أَنا غَنَّيتُ الهَوَى، مِن أَضلُعِي،

فَقَوافِيَّ شَجِيَّاتٌ، سَواءْ

وَسَفَحتُ العُمرَ لِلحَرفِ فَما

خُنتُ عَهْدًا، أَو جَفا صِدقِي الوَلاءْ

فَبَرَأتُ النَّظْمَ، وَضَّاحَ السَّنا،

كَشَذا المَرْجِ، كَأَنسامِ المَساءْ

فَأَبُثُّ الشَّوقَ إِمَّا هَزَّنِي،

دَلُّ حَسناءَ، وَوَجْدٌ في دِماءْ

كُلَّما واتَت يَراعِي وَمْضَةٌ

خَطَّ إِبداعًا، ولَوحاتِ بَهاءْ

صُوَرًا فَتَّانَةً، أَخيِلَةً،

لُغَةً عُلْيا،شُعُورًا وَرُواءْ

هكذا الشِّعرُ إِذا ما شِمْتَهُ

تَثِبُ الأَحرُفُ في أَبهَى أَداءْ

لا تُفَتِّشْ عَنهُ في ما رَسَمُوا أُطُرًا

ليسَ بِها غَيرُ الخَواءْ

  هو عَفْوُ القَلبِ أَضناهُ الجَوَى

  هو دِيباجٌ مُوَشًّى بِالسَّناءْ

هو حَرْفٌ صَقَلَتهُ دُربَةٌ

وكَلامٌ جاءَ مِن بَعدِ عَناءْ

هو تَصوِيرٌ ولا يَنقُلُ مِن صَفحَةِ ــــــــ

العُمرِ سِوَى الرُّوحِ الوِضاءْ

هو شُبَّاكٌ على اللهِ الَّذي

بَزَرَت نَعْماؤُهُ فِينا الذَّكاءْ

شاءَ أَن نُبدِعَ، فَلْنُعْطِ بِما

! حَطَّ فِينا، ولْنُمَجِّدْ ما يَشاءْ

                              ***

رَبِّ سامِحنِي… فَإِنِّي كُلَّما

عَصَفَ السِّحْرُ عَرَتنِي البُرَحاءْ

كُنتُ جَبَّارًا فَما ضَلَّلَنِي

وَعْدُ غَيداءَ، ولا فَيْضُ ثَناءْ

فَإِذا بِي سَقَطَت في غَفلَةٍ

جُلُّ أَسوارِي، وباتَت كَالهَباءْ

فَتَبِعتُ الحُسْنَ لا أَلوِي فَفِي

قُربِهِ الدَّافِئِ أُنْسٌ وَدواءْ

صُنتُهُ في العَينِ كَنزًا لِلرُّؤَى

حافِزًا لِلبالِ، لِلبَدْعِ مَضاءْ

رَبِّ… رُحْماكَ، ولا تَقْسُ، أَنا

! لَستُ أَيُّوبَ، وَلا مِ الأَنبِياءْ