اعتبر رئيس “المركز الثقافي الإسلامي” الدكتور وجيه فانوس، أن ما حصل عند شواطىء طرابلس أمس، “لا يبشر بأي خير، ولا يدعو كذلك، إلى أي اطمئنان، على مستوى مستقبل الوطن على الإطلاق”.
وقال في بيان: “أن يتحول لبنان، وخصوصا في هذه المرحلة الحرجة والحساسة الخطيرة، من تاريخه المعاصر، إلى منطلق للهجرة غير الشرعية لأبنائه؛ فهذا لا يمكن أن يعني سوى التأكيد العملي، على ما يعيشه البلد من إفلاس مالي مرعب، وقحط معيشي مجدب، وفقدان مخيف للأمن الاجتماعي. وإذا ما كان من نظر واقعي إلى أن لبنان، يستوعب اليوم، أكثر ثلاثة ملايين ونصف المليون، من إخوانه الأعزاء المهاجرين إليه من غير اللبنانيين؛ فإن في هذا ما يدفع مباشرة، ومن دون أي مواربة، إلى طرح أكثر من استفهام حول حقيقة مساعي تفريغ لبنان من مواطنيه اللبنانيين، بإرغامهم على ترك وطنهم، بهجرات غير شرعية؛ مصير غالبيتهم فيها، الموت غرقا وفجيعة؛ أو بهجرات شرعية، يعانون فيها وجع الاستحصال على تأشيرات السفر من السفارات؛ ليعيشوا، تاليا، في مغترباتهم ألم البعاد عن الأهل والأماكن”.
أضاف: “إننا لا يمكن أن ننظر بأي ارتياح ديني إسلامي وسياسي وطني، إلى كل هذا الذي يحصل. وبناء عليه، فإننا نطلب من جميع المراجع الدينية والسياسية والاجتماعية الفاعلة في البلد، على مختلف انتماءاتها وتعدد توجهاتها، أن تقف في وجه هذا التفريغ المشبوه والمرفوض، شرعا وسياسة، للبنان من ناسه؛ بعد أن أشبع معظمهم فقرا وهوانا وبؤسا في عيشهم اليومي”.
وتابع: “اننا في المركز الثقافي الإسلامي نعلن رفضنا المطلق لهذا المنحى الخطير، الذي يؤكد، باضطراد فاضح، كونه مخططا ومنظما، لتفريغ لبنان من طاقاته المنتجة والفاعلة، وتهجير أبنائه عن أرضه وعن ذويهم”.
وختم: “لا بد، تاليا، من شد للعزم الجماعي، على مستوى الوطن بكامله، منعا، منا جميعا، لانتشار هذا التفريغ وتعميم ذلك التهجير. ولذا، فإننا ندعو، جميع الخيرين من أهل الوطن، إلى الوقوف معنا في هذا المجال، ومساندتنا في همتنا في سبيله؛ وذلك ذودا، منا جميعا، عن بقاء لبنان؛ وحرصا، منا جميعا، على الحفاظ على وجودنا لبنانيين أحرارا لنعيش بعزة وكرامة ويسر، في وطننا الغالي لبنان”.