رئيسَة التّحرير غادة الخَرسا

هَلَّتِ الأَعْيادُ… د. غادة الخرسا

 

مُلِىءَ الزَّمَانُ… وَهَلَّتِ الأَعْيادُ

فَالأَهْلُ وَالأَوْلادُ وَالأَحْفَادُ

 

جَمَعْتُهُمُ فِي الإِحْتِفالِ سَوِيَّةً

حَلَقَاتُ أُنْسٍ بِالهَناءِ تُشَادُ 

 

يَتَبادَلونَ هَديَّةً بِهَدِّيةٍ

تَسْخَى المَوائِدُ وَالعَطَاءُ سَدادُ

 

إِلاّ أَنَا مَحْرومَةٌ حتَّى مِنَ

اللا شَيءِ… أَيْنَ الفَرَحُ والإِنْشَادُ؟!

 

وَحْدي مَعَ الحِرْمانِ أَحْيَا غُربَةً

تُدْمي ، وَمِنْ حَوْلي الوُجوهُ سَوادُ

 

وَيَضِيْقُ صَدْري مِنْ تَنَفُّسِ وَحْدَةٍ

لا الأَهْلُ في بَيْتي وَلا الأَوْلادُ

 

وَيَضُجُ في سَمْعي هُتَافٌ مِنْ عَلٍ:

“ألعيدُ عِنْدَكِ دَائِمٌ وَمُعادُ 

 

وَوَهَبْتُكِ الصّمْتَ امْتِيازَ مَحَبَّةٍ

كي تَسْمَعيني وَالنَّقاءُ مُرادُ

 

أَنْ تَعْرِفي ما” الما وَراءُ” فَأَيُّما

سِرٍّ بِهِ وَعْيٌ الحَياةِ يُجادُ ؟

 

دَرْبُ السُّموِّ إِلى العَزيزِ مِنَ الغِنَى

الرُّوحيّ ، مَنْ مُلِيءَ الغِنى يَزْدادُ”

 

عَاتَبْتُ نَفْسي كَيْفَ تَنْسى فَضْلَهُ

وَهُوَ السَّخيُّ الواهِبُ الجَوّادُ!

 

بَعْدَ الّذي كَسِبَتْهُ مِنْ خَيْرَاتِهِ

تَشْكو ؟ عَطاءاتِ السَما شُهّادُ

 

عَجَباً تَطَلُّعُها إِلى شَهَواتِها

لاَ الطَّيرُ مُقْتَنِعٌ وَلا الصَّيَّادُ!

 

رَبِّي، وَأَنْتَ مُسامِحٌ فَاغْفِرْ لَها

مَنْ يَمْلِكونَ سَماهُمُ الرُّوّادُ

 

آمَنْتُ أَنَّ النَّفْسَ في وِحْدَتِها

سِلْمٌ يَدومُ… وَتُهْزَمُ الأَحْقادُ