(وَيَنطَوِي الرِّفاقُ، تِباعًا، في الرَّحِيلِ الأَمَرِّ، طُيُورًا مُهاجِرَةً لَن تَعُود… وتَبقَى الذِّكرَى!)
كَزُهُورِ الحَقلِ كانُوا، كَالأَمانِي، كَرَنِيمِ اللَّحنِ في سِلْكِ الكَمانِ
عَبَرُوا الدَّربَ ولَم يَبقَ سِوى طَيِّبِ الذِّكْرِ على كُلِّ لِسانِ!
أَينَها الأَيَّامُ، كانَت كَالرُّؤَى، عاطِراتٍ، فَأَمانِينا دَوانِي
إِن قَضَى حُلْمٌ تَراءَى، في المَدَى، إِثْرَهُ، يَسرِي كَما الأَنسامُ، ثانِي
كانَتِ البُرْدَ الَّذِي في دِفْئِهِ كَم نَعِمْنا… وسُلافًا(1) في الدِّنانِ
أَفَلَت… وانفَضَّ جَمْعٌ بَينَهُم دَندَنَ العُمرُ حُدانا والأَغانِي
وفُصُولٌ غَمَرَتنا بِالسَّنا، كَشَحَتها، في تَداعِيها، الثَّوانِي
لَم يَعُدْ في الحِضْنِ إِلَّا لَهْفَةٌ، تَملَأُ الصَّدْرَ، وطَيْفٌ في المَغانِي(2)
وحَنِينٌ كُلَّما فِئْنا إِلى رَبْعِهِم، ــــــــــ يَثْوِي شُجُونًا في الجَنانِ!
ـــــــــــــــــــ
(1): السُّلاف: أَفضَلُ الخَمرِ وأَخلَصُها / السُّلافُ مِن كُلِّ شَيء: خالِصُه
(2): مَغانٍ: جَمْعُ مَغْنًى وهو المَنزِلُ الَّذِي غَنِيَ بِهِ أَهلُهُ