بَيْنَ عَبْد اللهِ شحادَه وَهَذا اللُّبْنَان
الَّذِي نَعِيشُ اليَوْمَ وَنُعَايِشَ
الاحتفال التَّكريمي لذكرى عبد الله شحاده
قاعة الأونيسكو-بيروت
الجمعة 27 أيَّار (مايو) 2022
الدكتور وجيه فانوس
(رئيس المركز الثَّقافي الإسلامي)
لَيْسَ عِنْدِيَ مِنْ بَوْنٍ وُجُودِيٍّ شاسِعٍ، بَيْنَ عَبْدِ اللهِ شَحادَهْ، الَّذي وُلِدَ سَنَةَ 1910 وتُوُفِّيَ سَنَةَ 1985 مِنَ القَرنِ العِشْرِين، ومأساةِ هذا اللُّبنانَ، الذي نَعِيشُهُ اليَومَ، فِي هَذهِ السَّنَواتِ الأَخِيرَةِ، البائِسَةِ والعِجافِ مِن مَطلَعِ القَرنِ الواحِدِ والعِشرِين. إنّهَا السَّنواتُ التي ما بَرِحنا نحنُ نَغْرَقُ، مُرْغَمينَ، في لُجَجِ فَجائِعِها، ونَغُوصُ، آسِفِينَ، في أَغوارِ عَذَاباتِ آلَامِها؛ وقَد تَتَوَّجَ فِيها الوَطَنُ، مِنْ أَقْصاهُ إِلى أَقْصاه، بِإِكْلِيلِ شَوْكٍ خَسِيسٍ، ما انْفَكَّ يَمْتَصُّ الدِّماءَ الطَّاهِرَةَ مِن جَبِينِ أهْلِهِ البَرَرَةِ؛ بِجَشَعِ صَرَّافِي الهَيْكَلِ القُدامَى، وفُحْشِ سَماسِرَةِ الغازِ والبِتْرولِ المُعاصِرِينَ، بينَ ظَهْرانِنا، ولُؤْمِهِم. ولِذا، فَإنِّي لا أُبالِغُ، هَهُنا، على الإِطلاقِ، بَلْ أَرانِي أَقِفُ فِي قَلْبِ الحَقِيقَةِ الصَّادِحِ بِحَقِّ وُجُودِها، إِذْ أُؤَكِّدُ أَنَّ عبدَ الله شحادَه ولُبنان تَوأَمانِ مُلْتَصِقَانِ فِيما بَيْنَهُما، بِكُلِّ حُضُورٍ إِنْسانِيٍّ لِكُلٍّ مِنْهُما؛ وَلَمْ يُمْكِنُ، تاليًا، ولا يُمْكِنُ، بَلْ ولا يَجِبُ أَو يَجُوزُ، لا شَرعًا ولاعَقلاً، ولا قانُونًا أو حتَّى عُرفًا، أنْ يَكونَ بينهُما أيُّ فَصلٍ أَو تَفرِيقٍ.
عبدُ اللهِ شحادَه، اِبْنُ الكُورَةِ فِي لُبنانَ؛ هَذِهِ المَنْطَقَةُ الشَّمالِيَّةُ الرَّافِلَةُ دَوْمًا بِالسُّنْدُسِ الأَخْضَر فِي أَرْضِ طَبيعَتِها الرَّبَّانيَّةِ، والعابِقَةُ بِفَوْحِ بُخُورِ ما يُرْفَعُ مِن صَلَواتٍ فِي أَفياءِ كَنائِسِها وغُرَفِ أَدْيِرَتِها وحَنايا بِيَعِها وقاعَاتِ مَساجِدِها ومَحارِيبِ جَوامِعِها وسائرِ ساحاتِ عَيْشِ الطُّهْرِ الصَّافِي المِعطاءَ فِي أَفيائِها الماتِعَةِ ومَكْتَباتِ ناسِها ذَوِي الفِكْرِ الفَيَّاضِ بِعطاءَاتِ إِبْداعاتِهِ؛ وهِيَ، في هَذا كُلِّهِ، الكُورَةُ لَا تَفْرِقُ، فِي أَيِّ أَمْرٍ مِنْ كُلِّ هَذا، عَن أَيِّ مَنْطِقَةٍ أُخْرى مِنْ بِقاعِ الأَرضِ الطَّيِّبَةِ في لُبنان.
عبدُ اللهِ شحادَه، هذا الذي نَذَرَ نَفْسَهُ للدَّعوَةِ إِلى العِلْمِ والعَمَلِ، مُتَبَتِّلًا فِي رِكابِ المَعرِفَةِ البَنَّاءَةِ لِلخَيْرِ؛ وَأَوْقَفَ وُجُودَهُ، بَذُولًا، عَلى بَثِّ مَا يَكْتَنِزُهُ هَذا الوُجُودُ مِنْ غِمارِ الثَّقَافَةِ النَّاهِدَةِ إِلى مَزِيدٍ مِنَ الوَعيِ، والسَّامِيَةِ، دَوْمًا، إِلى مَعارِجِ الِاجْتِهادِ الطَّمُوحِ إِلى الانْفِتاحِ عَلى الآخَرِ. إِنَّهُ الإنْسانُ الذي مَا عاشَ حَياتَهُ إلاَّ فِعلَ نقاءَ مَحَبَّةٍ وعُمْقَ صِدْقٍ إِنْسانِيٍّ؛ ومَا نَظَرَ إِلى هَذِهِ الحَياةِ، إلاَّ بِبَصِيرَةٍ عِمادُها جُودٌ مَعرِفِيٌّ مُتْرَفُ العَطاءِ، وبَذْلٌ نَفِيسٌ بَاسِقُ الجَنَى؛ ومَا تَصَرَّفَ فِيها، إِلاَّ بِمَشاعِرَ أَخَّاذَةٍ بِسِحرِ تَواصُلِها مَعَ الحُضُورِ الإنْسانِيِّ الَأرْيَحِيِّ لِلخَيْرِ. وَهُوَ، أَيضًا وَأَيْضًا، مَن عاشَ، بَيْنَ ناسِهِ، مُحتَفِلًا، عَلَى الدَّوامِ،، بِتَلاقِي أَيْقُوناتِ المَحَبَّةِ الإِنْسانِيَّةِ، فِي ما بَيْنَها، على تَعَدُّدِ صُوَرِها، وَتَنَوُّعِ أَلْوَانِها وتَغايُرِ أَسالِيبِ وَضْعِها وتَفاوُتِ بِناياتِ تَشَكُّلِها. تُرى، أَلا يَقِفُ عبدُ اللهِ شحادَه، بَعْدَ كُلِّ هَذا، ومَعَهُ وبِهِ وفِيهِ، مِرآةً شَدِيدَةَ الصَّفاءِ وصادِقَةَ الوُضُوحِ، بِاتِّساعِ رُؤيتِها وتمَدُّدِ أُفُقِهاِ وَنَقاءِ جَوْهَرِها فِي الكَشْفِ عَن حَقِيقَةِ الحُضُورِ اللُّبنانِيِّ، عَبْرَ تَعاقُبِ القُرُونِ وتَوالِي العُهُودِ ومِن خِلَالِ تَعَدُّدِ الأَزْمِنَةِ وتَنَوُّعِها، فَجْرًا أَبَدِيًّا مُشْرِقًا، بِشَعشَعانِيَّاتِ نَقَاوَتِهِ الخَصِيبَةِ وجَزَالَةِ نَفْحِهِ السَّخِيِّ لِأخوَتِهِ وأَهلِهِ وَجِيرانِهِ وأَبناءِ جِلدَتِهِ وذَوي الإِنْسانِيَّةِ كافَّةً؟
عَبْدُ اللهِ شحادَه، المُرَبِّي الَّذي اتَّخَذَ مِنَ الكَلِمَةِ، لِسانَ صِدْقٍ لِذاتِهِ؛ وجَعَلَ الشِّعرَ بِها، وَسِيلَةَ جَمالٍ للتَّعبيرِ عن اِبداعاتِ رُوحِهِ؛ ورَسَّخَ مِنْ صّوْغِ القَوْلِ وبَيانهِ لِبْلَاغِه، رِسَالَةَ حَياةٍ حُرَّةِ وكَريمَةٍ. ولطَالَما كَانَ عَبْدُ اللهِ شحَادَه، مُراعِيًا فِي لِسانِهِ هَذا، وفي رَوْنَقَ إِيقاعَاتِ اِلانْسِجامِ في شِعرِهِ، وَفِي جَمِيعِ مَا كَانَ يَعمَلُ عَلَى اِبْتِكارِهِ مِنَ العَذْبِ والمُتْرَفِ فِي جَمالِهِ مِن لَفْظٍ وكَلامٍ، كُلَّ خَيْرٍ يَشْمُلُ إِنسانِيَّةَ التَّلاقِي الثَّقافِيِّ والمَعرِفِيِّ والجَمالِيِّ بَيْنَ بَني قَوْمِهِ وأُخْوَةِ آدَمِيَّتِهِ. ولِذا، أَفَلا يُشَكِّلُ، تالِيًا، في كُلِّ هَذا، صَدَىً صادِقًا لِواقِعِ ما عَرفَهُ الكَوْنُ مِن طُمُوحاتِ مُبْدِعي القَوْلِ وسادَةِ الشِّعرِ وجهابِذَةِ التَّربيَةِ والتَّعلِيم، مِن أَهلِ لُبنانَ، مَع ذَواتِهِم وبِيئاتِهِم ومُحِيطِهِم الإِنْسانِيِّ؟
عَبْدُ اللهِ شحادَه، وقد آثر ألاَّ يَشدُو لِسَانَهُ أو يَجُودَ قَلَمَهُ، فِي قَصائِدِهِ وأَبْياتِهِ وخُطَبِهِ وسائِرِ مَا يقُولُ أَو يَكْتُبُ، إِلاَّ مِن وُجْدانٍ، تَعبِيرُهُ وَلِيدُ سَلاسَةِ لُغَةِ العَرَبِ، ونَزيلُ دُرَرِ فَصَاحَتِها، والمُقِيمُ السَّعِيدُ الدّاَئِمُ فِي ساحاتِ بَلاغَتِها، والمُوغِلُ في النَّفِيسِ مِن جَواهِرِ تُراثِها والحَصِيفُ المُتَبَحِّرُ في المَضْنونِ بِهِ عَلى غَيْرِ أَهْلِهِ مِنْ أَسْرارِ سِحْرِها؛ فَكانَ مُعَلِّمًا لِلنَّاشِئَةِ لِيَسْلُكوا، بِهَديِهِ المُنِيرِ، فِي الأَكْثَرِ طُمَأْنِينَةً وسَلامَةً وَحُسْنًا مِنْ شِعابِ دُرُوبِها؛ وكانَ، كَذَلِكَ، وفِي كُلِّ هَذا، السَّاقِيَ الأَغَرَّ، والنَّدِيمَ السَّنِيَّ، الَّذي يُقَدِّمُ لِمُتَذَوِّقِي هذِهَ اللُّغَةِ وقادِرٍي مَزَاياها، سَكَرًا حَلالًا؛ طالَما عَرِفَ كَيْفَ يَسْتَخْرِجُهُ، بِعَبْقَرِيَّةِ وَعيِهِ ورَهافَةِ ذائِقَتِهِ، مِن كُرومِ عَطاءاتِها واِبْداعاتِ ناسِها. هَكَذا، تَمَكَّنَ عَبْدُ اللهِ شَحادَه، مِن أَنْ يَقِفَ، فِي رِحابِ العَرَبِيَّةِ، بِشُمُوخِ الشَّجَرَةِ المُمْتًلِئَةِ ثَمَرًا طَيِّبًا، ولَكِن بِرِقَّةِ تَواضُعِها، ويَنْهَضَ بِكَرَمِ السُّنْبُلَةِ المُكْتًنِزَةِ حَبًّا، مُزْدَهِيًا بِوَجْدِ فَرَحِها المِعطاءِ، وبِنَشْوَةِ أَلَقِ الزَّهَرَةِ الأَشَدّ بَهَاءً وَالأَزْكَى ضَوْعًا، وهي تَمِيسُ بَيْنَ رَياحِينِها.
عَبْدُ اللهِ شحادَه، هَذا الأَمِينُ عَلى مَسؤُولِيَّةِ وَظِيفَتِهِ الإِدَارِيَّةِ والتَّربَوِيَّةِ، في دُنيا التَّعلِيمِ؛ وَقَد أَبى، فِي يَوْمٍ إدلَهَمَّت فِيهِ نَكَباتُ الأَمْنِ وَتَجَمَّعَت، مُنْذِرَةً بِكُلِّ سُوءٍ، أنْ لا يُغَادِرَ مِن بيتِهِ، في الكُورّةِ، إِلى مَقَرِّ عَمَلِهِ، فِي بَيْروتَ، إِلاَّ وَقَد شَفَعَ هَذِهِ المُغَادَرَةَ بِمُوافَقَةٍ رَسْمِيَّةٍ مِنْ سُلُطاتِ الأَمْنِ، حِمايَةً لِمَهَمَّتِهِ، واحتِرامًا لِمَبادئِ النِّظامِ العامِّ في أَحوالِ الطَّوارئِ الأَمْنِيَّةِ، وثِقَةً مُطلَقَةً بِالأَمْنِ الوَطَنِيِّ لِلدَّولَةِ؛ فإِذَا بِهِ يُفاجَأُ بِصاعِقَةِ اتِّهامِهِ، مِنْ قِبَلِ رِجالِ الأَمنِ، بِأَنَّهُ مَن يَعتَدي عَلى الأَمْنِ، وأَنَّهُ مَن يُحَرِّضُ عَلى الشَّغَبِ، وأَنَّهُ مَن يَعمَلُ عَلى قَلبِ النِّظامِ في الدَّولةِ؛ بّلْ إِنَّهُ، فِي نِهايَةِ المَطافِ، مُتَّهَمٌ بِالإِجرامِ تِجاهَ ناسِهِ، والخِيانَةِ تِجاهَ وَطَنِهِ. ومَا كانَ لِعَبْدِ اللهِ شحادَه، والحالُ كَذَلِكَ، إِلاَّ أَنْ يُساقَ مَخفُورًا، مُكَبَّلًا بِأَصفادِ القَهْرِ، مُحاطًا بِجلاوِزَةِ الظُّلمِ والاِفتِراءِ، إِلى دَهالِيزِ السِّجنِ، حَيْثُ ظَلامُ زَنازِينِ الاعتِقالِ وظُلمَتِها.
اِتُّهِمَ عبدُ اللهِ شحادَه، تَعَسُّفًا وافْتِراءًا وبَاطِلًا وإِخْتِلاقًا، بَلْ تَدْلِيسًا وافْتِئِاتًا وإِفْكًا وبُهْتانًا، ولِغاياتٍ حَقِيرَةٍ شَدِيدَةِ الخِسَّةِ ولَئِيمَةِ الخُبْثِ؛ ومَا كَانَ هَذا الإِتِّهامُ إِلَّا لِضِيقٍ فِي أُفُقِ أَصحابِه، وإِمْلاقٍ فِي وَعْيِهِم الوَطَنِيِّ وَجَدبٍ في مَفاهِيمِهِم السِّياسِيَّةِ ورُعونَةٍ في مَسْلَكِهِم الإِنْسانِيِّ؛ إِذْ هُوَ اتِّهامٌ، بِكُلِّ ما كَانَ، عَبْدُ اللهِ شحادَه، شَخْصِيًّا وفِكْرِيًّا، فِي الواقِعِ ضُدَّهُ وخِلافَهُ؛ وقَد ناهَضَهُ بِكُلِّ ما عاشَهُ وعاشَ فِي سَبِيلِهِ مِن رُؤْيَةٍ وَطَنِيَّةٍ اعتَنَقَها، وثقافَةٍ أَدَبِيَّةٍ حَصَّلَها، وحلْمِ اِزدِهارٍ مُجْتَمَعِيٍّ سَعى إِلَيْهِ. وَهَكذا، يَلتقي، بِكُلِّ واقِعٍ مَلمُوسٍ مَا عاناهُ عبدُ اللهِ شحادَه مِن مَآسي الظُّلْمِ وفَجائِعِهِ ومِنْ بُؤْسِ الافتِراءِ ومَهازِلِهِ ومِن غَباءِ ضِيقِ الأُفُقِ الوَطَنِيِّ وجَرائِمِهِ؛ مَع ما يُعانِيهِ لُبنان في هذهِ المَرحَلَةِ الرَّاهِنَةِ مِن فَسادٍ إِداريٍّ ظالِمٍ، وهُزالٍ أَمْنِيِّ مُفْجِعٍ، ونَهْبٍ مالِيٍّ بائسٍ، وخَرابٍ سِياسِيٍّ ليسَ سِوى مهزَلةٍ وَصمَةِ عارٍ حضارِيَّةٍ كُبرى في سِجِلِّ تارِيخِ لُبنانَ.
لَقَد تَمَكَّنَ عَبْدُ اللهِ شحادَه، بنُضْجِهِ الوَطَنِيِّ، وَوَعيِهِ الحَضارِيِّ، وعُمْقِهِ الإِنْسَانِيِّ، وَانْفِتاحِهِ الثَّقافِيِّ، وَعُذُوبَةِ لُغَتِهِ التَّواصُلِيَّةِ مَعَ الآخَرِ وعُمْقِ فَاعِلِيَّتِها، وصَبْرِهِ الإِنْسانِيَّ، وإِيمَانِهِ بِلُبنانِيَّتِهِ، وذَكائِهِ الأَلْمَعِيِّ، مِنْ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِن ربْقَةِ مَا أَوْقَعُوهُ بِهِ، وَيَعُودَ، مِنْ ثَمَّ، إِلى ناسِهِ وبلدَتِهِ، قَوِيَّ الحُضُورِ، سَنِيَّ الأَلَقِ، مِعطاءَ البَهْجَةِ، جَوَادَ الحُسْنِ، فاتِنَ الرَّوْعَةِ، مُشْرِقَ الرَّوْنَقِ؛ فَهَلًّا يَكُونُ لِلُّبْنَانِيِّينَ اليَوْمَ، وَهُمْ يَتَخَبَّطُونَ فِي بَلْوَى وَطَنِهِم المُزْرِيَةِ وَالقَاتِلَةِ، أَنْ يَكُونَ لَهُم بِالوَعيِ الحَضارِيِّ لِعَبْدِ اللهِ شحادَه، وَعُمْقِهِ الإِنْسَانِيِّ وَانْفِتاحِهِ الثَّقافِيِّ وَعُذُوبَةِ لُغَةِ تَواصُلِهِ مَعَ الآخَرِ وعُمْقِ فَاعِلِيَّتِها، وَصَبْرِهِ الإِنْسانِيِّ، وَإِيمانِهِ بِوَطَنِيَّتِهِ، مَا يَنْهَضُ رَائِدًا عَمَلِيًّا مُرْشِدًا لَهُمْ إِلَى دُرُوبِ خَلاصِهِم مِمَّا مَا بَرِحَ يُحِيقُ بِهِم، وَهُمْ يَمْشونَ طَرِيقَ جُلْجُلَتِهِم هَذا، مِن ظُلْمٍ وَظَلامٍ وَبُؤْسٍ وَخَرابٍ؟
*************************