وفِي الدُّنيا حُظُوظٌ! بِقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

أَلا ابْكِ ما يَرُوقُ لَكَ البُكاءُ، عَوِيلًا، أَو أَنِينًا، ما تَشاءُ

فَلَن يُجدِي البُكاءُ، ولا التَّشَكِّي، إِذا ما حُمَّ، في المَسرَى، القَضاءُ

وفي الدُّنيا حُظُوظٌ إِن تَناءَت، دَهاكَ الدَّهرُ، واحتَشَدَ البَلاءُ

فَشَمِّرْ واقْحَمِ الجُلَّى، كَمِيًّا. يَنالُ الفَوْزَ حَظٌّ أَو مَضَاءُ

وَقَد يُودِي التَّكاسُلُ حَيثُ يَنمُو. هو، ما طال، خَيْباتٌ وَداءُ

فَلا تَرْجُ مِنَ الدُّنيا عَطاءً لِوَجهِ اللهِ، فَالدُّنيا جَزاءُ

هِيَ الأَيَّامُ، إِنْ جادَت لِحِينٍ، فَجُودٌ، بَعدَ عَبْسَتِها، هَباءُ

فَنَلْ مِنها سَوانِحَها اغتِصابًا، فَحِلٌّ غَصْبُ ما حَرَمَت، سَواءُ

وَأَمْضِ حُلْمَكَ المَرسُومَ، واهْزَأْ بِأَخطارٍ يُسَكِّنُها الرَّجاءُ

فَما طابَ الأَمانُ بِفَيءِ ذُلٍّ. وَيَحلُو في إِبا الخَطَرِ الثَّواءُ

فَسِحْرُ العَيشِ في قَحْمِ المَعالِي، فَإِمَّا العِزُّ يَرفُلُ، أَو فَناءُ!