مقاتلون «حزب الله» يقبضون بالدولار.. والمدنيون يُقبض على أنفاسهم «باللبناني»!

البنزين والمازوت وجرة الغاز “بالدولار”، والدواء “بالدولار” والاستشفاء “بالدولار”، والاتصالات “بالدولار”، ونقلات المياه “بالدولار”، وكهرباء الاشتراك في موتورات الأحياء “بالدولار”، وقريباً الكهرباء الرسمية (المفقودة كلياً) “بالدولار”، في حين أن الخبز يلهث وراء الدولار أيضاً! ومنقوشة الزعتر “بالدولار” والفلافل “بالدولار” والمشروبات الغازية “بالدولار”… وفي الأسواق، كل شيء “بالدولار” مباشرة أو غير مباشرة، أي بالليرة بحسب سعر صرف الدولار في السوق السوداء، مع إضافة فارق لصالح المتاجر والسوبرماركت (أي إذا كان سعر صرف الدولار 25.000 ليرة، فإن السلع تُحسب على سعر 28.000 ليرة). والميزة اللبنانية أنه مع أدنى ارتفاع لسعر صرف الدولار ترفع المحطات خراطيمها لكي تربح في دقائق 50 الى 90 مليون ليرة مع التسعيرة الجديدة. أما مع انخفاض سعر صرف الدولار فأسعار السلع تبقى على حالها، أو إنها ترتفع كما حصل مؤخراً مع البنزين.. الوضع جنوني! أجور اللبنانيين “باللبناني” وأجور مقاتلي حزب الله “بالفريش دولار”.. وبيئة الحزب “مدولرة” أجور اللبنانيين “باللبناني” وأجور مقاتلي حزب الله “بالفريش دولار”.. وبيئة الحزب “مدولرة”. إن هذا الواقع متواجد في كل أنحاء لبنان، بما في ذلك في بيئة حزب الله وبين جمهوره. فالعملة الأساسية المتداولة لديه هي الدولار. وليس هناك مانع لديه بذلك.. والأسعار مدولرة حتى ولو كانت الأجور “باللبناني”.. وفي المعلومات المتداولة أن مقاتلي وموظفي حزب الله يتقاضون أجورهم “بالفريش” دولار، بينما معظم العاملين من اللبنانيين يتقاضون أجورهم بالليرة اللبنانية، وإذا كانت أجور مقاتلي الحزب كافية مع بطاقة “سجاد” ومؤسساتهم الاجتماعية الايرانية التمويل، فإن أجور باقي اللبنانيين لا تكفيهم، ولو لبدلات التنقل فقط! ويستعيض بعض اللبنانيين عن استعمال سياراتهم بالمشي وبالباصات وبالدراجات النارية الصغيرة… هذا في حين أن معظم اللبنانيين يعاني إما من بطالة واضحة وإما من بطالة مقنعة! هذا الواقع متواجد في كل أنحاء لبنان بما في ذلك في بيئة حزب الله وبين جمهوره فالعملة الأساسية المتداولة لديه هي الدولار وليس هناك مانع لديه بذلك ما تزال الطبقة الحاكمة تمسك بمفاصل الحكم. وهي تراهن أن صندوق النقد الدولي سيركض لمساعدتنا من دون أن تغيّر في أدائها.. وقد يفعل، على الرغم من صعوبة الأمر! أما التغيير المرتقب، المحدود، فهو في المراقبة والمساءلة القادرة أن تفرضها القوى التغييرية المختلفة، والثورية على وجه الخصوص.. ومع ذلك، فإن انهيار الليرة لا يمكن الحد منه. وهي تتجه للموت! فلا مداخيل ولا مساعدات ولا نمو اقتصادي… أما النفط والغاز، الذي يأمل منه حزب الله باب الخلاص المالي، فهو يحتاج الى توافق دولي غير متوفر مع الأميركيين ومع العرب! وذلك، انطلاقاً من الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية.. بشروط الآخرين، والذي يُقال إنه بات قريباً. أي أن الظاهر أن “الدولة” إما ساومت وإما خضعت للتخلي عن الخط 29! أصبح اللبنانيون يشعرون بالاختناق.. وهذا الاختناق قد يقتل الكثيرين قريباً وفي كل الأحوال فإن المدخول بالليرة لا يمكنه سوى الانتحار أمام المصروف بالدولار! لأنه حتى الهواء و”التنفس” أصبح يُحسب على اللبنانيين “بالدولار”.. ولذلك، أصبح اللبنانيون يشعرون بالاختناق.. وهذا الاختناق قد يقتل الكثيرين قريباً!