رئيسَة التّحرير غادة الخَرسا

مَتَى إِنْفِراجٌ ؟! … الشاعرة د. غادة الخرسا

 

 

كُلُّ الْيَنَابِيعِ التي تَرْوِي الظَمَا

مِنْ قَلْبِ صَخْرٍ صَامِدٍ تَتَفَجَّرُ،

 

وَتَرُوحُ حَافِرَةً سَوَاقِيَ، فَيْضُهَا

خَيْرٌ عَلَى زَنْدِ الْغُصُونِ يُزَهِّرُ

 

هَلَّا تُفَجِّرُ لِلْحَقِيقَةِ مَنْبَعاً

يَنْسَابُ نَهْراً فِي السُهُولِ يُخَبِّرُ

 

قِصَصَ الْكِبَارِ الشَامِخِينَ بِرَأْسِهِمْ

مَا يُلْهِمُ الْأَبْنَاءَ أَنْ يَتَحَرَّروا؟!

 

هَلَّا سَمِعْتُمْ «یَا کِبَارُ » قَصِيدَةً

قِيلَتْ شِعَاراً لِلزَّمَانِ الْمُقْبِلِ؟!

 

«لَا تَسْقِنِي كَأْسَ الرِّضَى بِمَذَلَّةٍ

بَلْ فَاسْقِنِي بِالْعِزِّ كَأْسَ الْحَنْظَلِ»

 

 

 لا . كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونُوا قُدْوَةً

وَرَهَنْتُمُ الْأَوْطَانَ في قَلْبِ جَلِي!

 

شَارَكْتُمُ الْغُرَباءَ فِي تَمْزِيقِنَا

حَتَّى غَدَوْتُمْ لَعْنَةَ الْمُسْتَقْبَلِ

 

لُبْنانُ ضاعَ، وَمَا انْبَرى مِنْ بَينِكُمْ

مَنْ يَعْمَلونَ لِمَنْعِ هَدْمِ الهَيْكَلِ

 

يَاوَيْلَكُمْ، أََحْلامُنا قَدْ أُجْهِضَتْ

أَيْنَ الجِبالُ الخُضْرُ والشُطآنُ؟! 

 

تَتَسابَقُ الأَقْـمـارُ فِيْ ساحاتِها 

وَتَغوصُ فـِي أعْـمـاقِـهـا الأَحْــزانُ

 

أَحْـلامِـيَ الـمـِنْ فـَجْـرِهـا مَصْلوبَةٌ

فَوْقَ الـتـِلالِ، وَفَوْقَهـا الـغـِرْبـانُ

 

عَصِيَتْ عَليْها دُمُوعُها لمّا رَأَتْ

حُـكّامَـنـا وَوُحـوشَـهُـمْ سـَيّـانُ

 

وَلِأَنّها لَمْ تَبْكِ ، راحَـتْ مُقْلَتي

تَبْكي، وَيَمْسَحُ دَمْعَها الشَّيْطانُ

 

كُـلُّ الـعِبـادِ مـُكَبّـلـونَ بِظُلْمِهمْ

وَمتَى الفِكاكُ يُطِلُّ يَا لُبْنانُ؟! 

 

أيْنَ الخَلاصُ مِنَ الذينَ تَوَهَّموا 

مُتواعِدينَ بِثَورَةٍ لـِـبِـنـاءِ؟!

 

يَخْضَرُّ وَجْهُ الأَرْضِ إِنْ هِيَ أفْسَحَتْ  

 لِشَبابِها الوَثّابِ ظَرْفَ عَطاءِ

 

مَاضونَ مَا عَادوا رَهِينَةَ ضُعْفِهِمْ

لَمْ يَخْضَعُوا لـِمـَشيئَةِ الـغـُرَبـاءِ

 

 يَحْيَونَ فِيْ بـَذْلِ الـدِّمـاءِ شَـهـادَةً

لا فِـي شَــرايـِّيـنٍ بِغـيـرِ دِمـاءِ

 

فَتَّشـْتُ ، لَمْ أََلـْقَ الـشّــرائـِعَ أنّهُ 

فِيها تَســاوَى الـعـَرْضُ بـِالـطَّـلَـبِ

 

 مَنْسِيَّةً ظَلَّتْ ، وَصَارَ شَبابُنا

يَسْعَوَّنَ فِـيْ مـِلْـكِيَّـةِ الـذَّهَـبِ

 

مُتَسَرِّعينَ ولَمْ أَجِدْهُمْ عِنْدَهُمْ

هـَمٌّ سـِـوى الـتَّـوْفِـيـرِ فِـيْ التَّعَبِ

 

هَدَفٌ تـُبـَرِّرُهُ وَسيلَتُهُمْ 

هـُــمْ مــِكيـافـِلـيـونَ فـِيْ الـنَّـسـَبِ

 

مَا كُلُّ مَنْ نَجَحوا هُـمُ الأَرْقَى وَما

الـمَـوْهـوبُ مـَنْ يَمْشِي بِخَطٍّ مُلْتَوِ

 

قِيَمُ السَما تَجِدّونَ فِي أَثْقالِها 

مَا يَمْنَعُ الإِبـْحـارَ فـِي نَـوٍّ قـَوي!

 

تَرْمونَها هَرَباً مِن استِحْقاقِها

في المَجْدِ ، مَاكانَ الهُرُوبُ هُوَ السَّوِي

 

تَبْقَى حَـيـاةُ الـمَـرْءِ فَـارِغَةً كَما

لَوْ فِيْ كِتابِ الكَـوْنِ صَفْحَةُ صِفْرِ

 

 إنْ لَـمْ يـُجَـرِّبْ بِـاخْـتـِبـارٍ دائِـمٍ

نَكَباتِ عُمْرٍ عُمِّدَتْ بِالقَهْرِ

 

لا،لَيْسَ فِي غَيْرِ المَحبّةِ مَنْفَذٌ

وَمـُخـلِّـصٌ مِـنْ ظُـلْمِ جَـوْرِ الـدَّهْرِ

 

وَيَصيرُ واحِدُنا الجَميْعَ تَوَحُّداً

وَنَعودُ لُـبـْنـانَ الـمَـنـابِـعِ والـنَّهْـرِ.