من موسوعة << المرأة والإسلام >>
للباحثة د. غادة الخرسا
تقديم: أمين عام البحوث الإسلامية د. عبد الجليل شلبي
العلامة عبد الله العلايلي
د. مصطفى محمود
المرأة المسلمة
بين الاحتشام والإباحية الغربية
قضية المرأة في حياة بني الإنسان عامةً، وحياتنا نحنُ – الشرقيينَ – خاصةً، قضية بعيدة الجذور، متشعبة الفروع، انشغل بها الناس زمناً؛ وزاد انشغال الشرقيين بها أكثرَ في العصر الحديث، لذلك فالغرب الذي سبق الشرق في كل شيء، سبقه أيضاً في إنهاض المرأة، ومنحها مكاناً أفسحَ في ميادين الثقافة والسياسة والاجتماع، ووقعت المرأة الشرقية منذ فجر النهضة الشرقية حائرةً مترددة.
أما حيرتها وترددها وارتباكها، فهذه أمورٌ كانت ترجع في أكثر الأحيان إلى الآراء الكثيرة التي تداولت موقفها، ما بين قديم ينقادُ إلى تقاليد باليةٍ، وأوهام فانيةٍ، وجديد يسابق الغرب في تبرجه وإباحيته، ومن يدعي المحافظة، ويريد المرأة متاعاً من أمتِعة البيت.
أو من يدّعي العلم ويريدها أن تكون كملكة النحل، لها وحدها كلُّ شيءٍ في مملكتها، ومن سِواها أتباعٌ وعمال.
هكذا حارت الفتاة الحديثة بين شتى السبل والآراء، وقلة قليلة جداً من مثقفي الرجال والنساء، اهتدوا إلى حلٍّ وسط، أقربَ إلى الطبيعة البشرية والكيان الإنساني؛ وأقل من القليل اهتدوا إلى حقيقة وضع المرأة، وما يجب أن تكون عليه، وأي من ميادين الحياة يجب أن تشغلها، وأي يجب أن تتلافاها؛ أولئكَ استضاؤا بنور الدين الإسلامي واهتدوا بهدي القرآن الكريم، وكان ذلك مصدّقاً قوله تعالى:
” وإنّ هذا صِراطي مستقيماً فاتبعوهُ، ولا تتبعوا السُبل، فتُفرق بكم سبيله ذلكم واصاكم به لعلكم تتقون ”
الطريق الذي رسمه القرآن للمرأة:
يتمشى مع طبيعتها ويلائم تكوينها الجسمي والوظائف التي خُلقَت لها؛ فهي أمٌّ قبلَ كلّ شيء، ومن مفاخرها أنها تكوّن نشاً جديداً قوياً صالحاً، تكوّن آباءً صالحين، وأمهاتٍ صالحاتٍ، وهذا شرفٌ كبيرٌ لها، لأنّه يُسندُ إليها تكوينَ الأمة برمتها؛ أوليست الأمة رجلاً وامرأة، والله سبحانه وتعالى خلق العالمَ كلّه من ذكرٍ وأنثى.
وبعد، ليس من مفاخر المرأة أن تزاحمَ الرجل في ميادين أعماله، لأنها بذلك تتخلى عن وظيفتها التي لا يسدها غيرها، بل من مفاخرها أن ينجح الرجل في عمله، لأنها هي التي صنعته وإليها يرجع فضل تكوينه وتأهيله للنجاح!
عليها إذن، أن تجعل تيارَ تنشئة الرجال وتكوينِهم مستمراً متدفقاً، ولا يجمل بها أن تنافس ابنها أو تقطع نفسها لعملِه، فيقف التيار ويختلُّ المجتمع؛ وعليها حينئذٍ، مسؤوليةُ فشلِهِ كما أن لها مفخرة نجاحهِ.
وكي تكون الأنثى أمَّاً ناجحةً، عليها أن تتسلح بالعلم والمعرفة، وبكلِّ ما يمكنها من إدارة مملكتها، وما يجعل ثمارها وثمارَ أعمالها أنضجَ وأشهى.
لقد نهض الإسلام بالمرأة، وبوأها مكانة علمية واجتماعية؛ لا أقول: إنها خير مما كانت عليه في جاهليتها، فالجاهلية كانت قليلة الخير في كل شيء، لكنها خير مما هي عليه زميلتها في الأمم الأوروبية الحديثة، لأنه لم يمتهن أنوثتها ويذري بعفافها وهتك حجابها.
الإسلام دين الفطرة في كل تعاليمه، وكل ما يعارض الفطرة هو شاذٌّ وقبيح 🔹
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –