(صُورَةٌ طَواها النِّسيانُ لِعُقُودٍ، تَفتَحُ في الذَّاكِرَةِ كُوًى تُطِلُّ مِنها
أَشباحُ الماضِي وفي اصفِرارِها شَيءٌ مِن عَتْبٍ وَكَثِيرٌ مِن دِفْءٍ وَخَدَر!)
صُورَةَ الأَحبابِ… يا ذِكرَى ثَمِينَهْ لِأُوَيْقاتٍ مِنَ الوَجْدِ حَنُونَهْ
تَنقَضِي الأَيَّامُ، تَنهارُ القُوَى، يَذبُلُ النَّضْرُ، وَتَبقَيْنَ مَصُونَهْ
أَنتِ يا وَشْمَ الصِّبا في خاطِرٍ كُلَّما عاوَدتِهِ عاشَ ظُنُونَهْ
هاجَنا مَغناكِ، عُدْنا في الرُّؤَى، نَذكُرُ الماضِي فَنَشتاقُ شُجُونَهْ
راوِدِينا… أَظلَمَ العَيشُ، وَكَم عَصَفَ الدَّهرُ فَأَضوَى زَيزَفُونَهْ
غارَتِ الدَّربُ، وَخَطَّ الدَّهرُ في مَيْعَةِ الوَجْناتِ وَالحُلْمِ غُضُونَهْ
صَوَّحَ النِّسيانُ جَنَّاتِ الصِّبا، ودَها الدَّوْحَ وَلَم يَرحَمْ غُصُونَهْ
وَعَرا السُّقْمُ إِهابًا فائِرًا، فَبَراهُ الوَهْنُ واجتاحَ شُؤُونَهْ
ما تُرانا نَرتَجِي بَعدَ الوَنَى؟! نَحضُنُ التَّذكارَ، نَستَدفِي سُكُوْنَهْ؟!
نَرقُبُ الماضِي بِآهاتِ الجَوَى، وَعُيُونٍ ذَبُلَت تَبكِي عُيُونَهْ
أَجمَلُ العُمرِ لَيالٍ غَفَلَ العَقلُ ـــــــــــ فِيها، وَجَلا القَلبُ جُنُونَهْ!