غموض حول اسباب تفشي “اليرقان” في الشمال… ونداء قبل التحول الى وباء!

جاء في “الديار”:

 

 

 

حتى الساعة لم يكشف بعد اسباب تفشي مرض اليرقان في طرابلس، رغم استنفار ادارة هيئة الكوارث والصليب الاحمر ومصلحة مياه طرابلس للكشف عن انتشار هذا المرض خصوصا في الاحياء الشعبية القبة والتبانة والاسواق الداخلية.

 

 

 

وبلغ عددٍ الاصابات في طرابلس وحدها، اكثر من مئتي حالة، وكذلك الوضع في عكار ليس بافضل حال، حيث تبين من مستشفيات المنطقة، خطورة انتشار هذا المرض الوبائي بشكل تصاعدي وسط غياب المعالجة الجدية من الهيئات الصحية في وزارة الصحة.

 

ورغم تفقد مصلحة مياه لبنان الشمالي انابيب المياه في خزانات الحاووظ بالقبة، واخذ عينات وفحصها لتبيان مدى صلاحية شرب المياه، فان مصلحة المياه كشفت من خلال بيانها انه بعد اجراء عدة فحوصات مخبرية تبين ان مياه الشفة في منطقة القبة التي ظهر فيها المرض الوبائي سليمة وخالية من اي “فيروسات” او “ميكروبات”.

 

 

 

مصادر متابعة أكدت انه بسبب انقطاع التيار الكهربائي لايام عديدة عن احياء التبانة والقبة ومعظم المنازل في هذه المناطق، حيث باتت دون كهرباء بعد ارتفاع فاتورة الاشتراك، سارع الاهالي الى نقل المياه من اماكن عمومية عديدة، خصوصا بعد عجز العائلات عن شراء المياه المعدنية وصهاريج المياه بسبب ارتفاع اسعارها، حيث وصل سعر الصهريج الواحد الى حوالى خمسمائة الف ليرة.

 

 

 

كذلك، لا تستبعد هذه المصادر ان انقطاع التيار الكهرباء بشكل مستمر عن المحلات يؤدي الى تلف بعض المواد منها البوظة والحلويات، ويمكن ان تكون سبباً في انتشار العدوى.

وذكرت معلومات أن هناك تسرباً للمياه الآسنة بالقرب من المياه الجوفية، الامر الذي ادى الى تلوث المياه في البيوت، وحتى المياه التي تباع على انها مكررة.

وأظهرت بعض تقارير المستشفيات، خصوصا في المستشفى الحكومي في طرابلس، ان نسبة مرضى اليرقان لم تتجاوز ارقاما مقلقة داخل المستشفى، لان الحالات متفاوتة بين الطفيفة والمتوسطة والشديدة، ورغم ذلك فان كلفة الاستشفاء اصبحت لمن كان ميسورا ، لكن معظم العائلات قررت رعاية مرضاها في المنزل، ويمكن نقل المريض الى المستشفى في حال وصل الى مرحلة حرجة تحتاج الى المستشفى.

 

 

 

وتكشف مصادر طبية، أنه على الاهالي توخي الحذر ومراقبة المياه التي يشربونها، خصوصا الاطفال، ويجب غسل الخضر والفواكه وتعقيمها، وفي حال اصيب احد افراد العائلة عليه عزل نفسه في غرفة خاصة وعدم مشاركته احدا لا في الحمام ولا اثناء تناول الطعام حتى يشفى بشكل تام.

 

 

 

وكشفت مصادر انه حتى الساعة لم يحدد بعد من قبل وزارة الصحة او دوائر الصحة في البلديات عن السبب الحقيقي لانتشار هذا المرض، مما زاد من المخاوف جراء ما اسموه الاستهتار بصحة المواطنين خاصة الاطفال منهم.

 

 

 

وذكر أحد اطباء الصحة العامة في طرابلس المكلفين مراقبة مدارس المدينة انه في احد المواسم تبين اصابة ما يقارب الـ300 تلميذ باليرقان، اصاباتهم متفاوتة نتيحة تلوث المياه وسوء النظافة العامة، وان العلاج متوافر، لكن على وزارة الصحة تقديم الرعاية والعناية لطرابلس والشمال قبل ان تتحول الحالة الى وباء يجتاح الشمال.