قالُوا تَجَنَّى… زادَ في النَّكَدِ(1)، أَأَمامَهُ تَبقَى على جَلَدِ؟
أَتَرُومُ مِنهُ، بَعدَ خِسَّتِهِ، خَيْرَ الأَلِيفِ، وصادِقَ السَّنَدِ؟
أَعطَيتَهُ حُرَّ الوَفاءِ فَكان أَنْ عادَ الوَفاءُ عَلَيكَ بِالكَمَدِ
هَل تُصلِحُ الخَتاَّل، إِنْ عَرَضَت مِنهُ الخَساسَةُ، حِكمَةُ الرَّشَدِ؟!
دَعْ عَنكَ ذا الدَّاءَ الَّذي اندَرَأَت أَوزارُهُ كَالسَّيْلِ مِنْ جَرَدِ(2)
فِيهِ الدَّواهِي السُّودُ تَنْغَرُ(3) في غِلِّ(4) الحَقُودِ، وَوَفْرَةِ النَّكَدِ
فَأَجَبتُهُم، والقَلبُ في سَكَنٍ، مِنهُ، وَصَفْوُ البالِ في رَغَدِ
أَنا مِنْ جَنَى رُوحِي بَذَلتُ ولا أَبغِي المُقابِلَ، أَو أَمُدُّ يَدِي
أَمضِي لِشَأنِي لَيسَ يُؤْلِمُنِي كُرْهٌ مَقِيتٌ مِنهُ في فَنَدِ(5)
والرِّيحُ تَجرِي لَيسَ تَأْبَهُ ـــــــــــ بِالسَّدِّ المَشِيدِ(6) بِقُوَّةِ الوَتَدِ
خَلُّوهُ… نارُ الحِقدِ تُحرِقُهُ، يَكفِيهِ ما يَبرِيهِ مِن حَسَدِ!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): نَكَد: شَكاسَة / سُوء خُلُق
(2): أَلجَرَدُ مِنَ الأَرض: فَضاءٌ لا نَبْتَ فِيه
(3): نَغَرَتِ القِدْرُ: غَلَت وفارَت
(4): الغِلُّ: العَداوَةُ والحِقدُ الكامِن / الغِشّ
(5): أَلفَنَد: أَلخَرَفُ وضَعفُ العَقل / أَلكُفْرُ بِالنِّعمَة
(6): مَشِيد: إِسمُ المَفعُولِ مِن شادَ / شادَ البِنَاءَ: بَناهُ، رَفَعَهُ، أَعلاهُ