بَرَزتِ… فَهَزَّنِي القَدُّ الوَثِيرُ، فَنَبْضٌ في شَرايِينِي يَثُورُ
وبِتُّ كَمَن سَما حَتَّى الثُّرَيَّا، وفي كَفَّيهِ تَلتَمِعُ البُدُورُ
لَأَنتِ إِذا بَدَوتِ… كَأَنَّ فَجرًا تَشَقَّقَ فَالمَدَى آيٌ ونُورُ
فَهَل تَتَجَبَّرِينَ وفِيكِ حُسْنٌ وَفِيرٌ زانَهُ الغَزَلُ الوَفِيرُ
بَدَعناهُ فَكانَ التَّاجَ تَزهُو بِهِ، في الأَرضِ، مَلْكاتٌ وحُوْرُ؟!
أَلَيسَ بِنا رَفَلتِ؟! فَكَم قَصِيدٍ تَناقَلَهُ المَلا، وحَوَتهُ دُورُ
هَواكِ بِهِ الجَوَى، ولَأَنتِ مِنهُ الخَيالُ يَرُفُّ تَنقُلُهُ السُّطُورُ
رِقاعٌ كَالغَلائِلِ مِنْ حَرِيرٍ، شَذا مِنْ بَينِ أَحرُفِها البَخُورُ
أَلا يا قَلبُ كُفَّ عن التَّشَكِّي، فَأَنتَ مع الدَّلالِ غَوٍ غَرِيرُ
فَما كُلُّ الحِسانِ تَصُونُ عَهدًا، ولو كان الهَوَى صافٍ نَمِيرُ
غَدًا يَمضِي البَهاءُ فَلَيس إِلَّا جَنانٌ جَفَّ، واندَثَرَت زُهُورُ
فَهَل مَرْجٌ تَدُومُ بِهِ أَقاحٌ؟! وَهَل يَبقَى، إِذا اندَثَرَت، عَبِيرُ؟!
بَلَى… يَبقَى، هُناكَ، الوَشْيُ خَطَّتْ ـــــــــ سَناهُ يَراعَةٌ وبِها صَرِيرُ
ويَبقَى، في الرِّقاعِ، رَنِيمُ شِعْرٍ، يُدَغدِغُ، ما تَجُوزُ بِهِ الدُّهُورُ
ضُلُوعًا لَفَّها في الوَجْدِ دِفْءٌ، وأَشواقٌ تَؤُجُّ بِها الصُّدُورُ!