صرخ داود للرب قائلاً…. أمال البيروتي طربيه

صرخ داود للرب قائلاً:

“ارحمني يا رب. انظر مذلّتي من مبغضيَّ، يا رافعي من أبواب الموت، لكي أحدّث بكل تسابيحك… مُبتهجاً بخلاصك” (مزمور 9 : 13-14).

الموت له عدّة أوجه:

*موت روحي* يقود الإنسان إذا بقيَ على هذه الحال حتى نهاية عمره، إلى العذاب الأبدي.

و *موت نفسي*، يجعل الذي يجتاز به كأنه ميت وهو ما زال جسدياً على قيد الحياة.

و *موت جسدي* عندما تفارق الروح جسدنا.

 

*رسالة الرب لك اليوم هي*:

أنه يريد أن يرفعك من أبواب الموت، ويقول لك أنّ عنده للموت مخارج.

نعم.. الرسالة هي: يا رافعي من أبواب الموت!!!

أحبائي: على الأرجح أننا جميعنا اختبرنا أو نختبر الآن أو قد نختبر أوقات نجد أنفسنا فيها وكأننا على أبواب الموت كما حصل مع داود.

البعض مرَّ أو يمرّ أو قد يمرّ بضغوطات نفسية وحروب شرسة، تجعل نظرته للحياة سوداوية، وقد يتمنّى الموت لنفسه أحياناً لأسباب عدّة. والبعض ربمّا مريض بمرض خطير أو مُقلق.

لكن اليوم أدعوك أن تستقبل هذه الرسالة من يد الرب مباشرة، وتُدير وجهك للحظات قليلة عن كل ما تعاني منه، وتفعل كما فعل الملك حزقيا عندما مرض للموت، وجاء إليه النبي إشعياء وقال له:

“هكذا يقول الرب: أوصِ بيتك لأنك تموت ولا تعيش. فوجّهَ حزقيا وجههُ إلى الحائط وصلّى إلى الرب… وبكى حزقيا بكاءً عظيماً… فأرسل الرب إشعياء إلى حزقيا مرة ثانية، وطلب منه أن يقول له: قد سمعت صلاتك. قد رأيت دموعك. هأنذا أُضيف إلى أيامك خمس عشرة سنة” (إشعياء 38 : 1-5).

موتهُ كان محتّماً.. أدار وجهه عن هذا الموت، ووجّهَهُ إلى الحائط حيث لا يرى سوى الرب، وصرخ له وبكى أمامه بكاءً عظيماً، فسمع صاحب القلب الحنون، إله كل نعمة صالحة، الذي يرفع من أبواب الموت، الذي يسمع الصلاة الصاعدة من قلب مكسور ومتواضع، الذي يرى الدموع الصادقة وقال: لن تموت يا حزقيا.

وأنا اليوم أشجعك، إن كنت تعاني من أي موت، أو على أبواب أي موت، أن ترفع عينيك عن هذا الوضع، أن ترفع نظرك عن استحقاقك، أن ترفع نظرك حتى عن خطاياك وضعفاتك وسوءك حتّى،

وتنظر إلى الرب الحنّان، معتمداً فقط على محبته غير المشروطة، ونعمته، وأمانته، وتصرخ له قائلاً: رحمتك خير من الحياة…. ارفعني من أبواب هذا الموت الذي وصلت إليه، وابكي أمامه، واسكب قلبك أمامه. أخبره بكل ما تعاني منه، لا تخجل من أي شيء تمرّ به.

داود قال له: اكتنفتني حبال الموت. أصابتني شدائد الهاوية. كابدتُ ضيقاً وحزناً… وصرخ له: آه يا رب نجِّ نفسي.

وأكمل ليخبرنا المفتاح، إذ قال: تذلّلت فخلّصني… أنا تذلّلت جداً.. ويُكمل ليُعلن لنا النتيجة:

“ارجعي يا نفسي إلى راحتك لأن الرب قد أحسنَ إليك. لأنك أنقذتَ نفسي من الموت، وعينيّ من الدمعة ورجليّ من الزلق” (مزمور 116).

أحبائي: إجابة الرب لحزقيا كانت: قد سمعت صلاتك. قد رأيت دموعك.

أقول هذا لأنه كثيراً ما تمنعنا عزّة نفسنا أو كبرياءَنا من أن نتذلّل أمام الرب، فنفقد فرص كثيرة وثمينة تُخرجنا من الموت ومن الدموع ومن الزلق. فلنتواضع تحت يده الرحومة، ولنصرخ له، ونبكي أمامه، ونسكب قلوبنا كما فعل داود وحزقيا، وسوف نرى يده الحنونة والرحومة ترفعنا من أبواب الموت، وتحوّل نوحنا إلى رقص، ويأسنا إلى تسبيح، ورمادنا إلى جمال، وموتنا إلى حياة رائعة ومُمتعة، مملوءة بالفرح والسلام والطمأنينة.

وماذا نفعل عندها؟

كما قال داود في المزمورين اللذين نتأمل بهما:

“لكي أحدّث بكل تسابيحك… مُبتهجاً بخلاصك”

(من المزمور 9)

“ماذا أردّ للرب من أجل كل حسناته لي؟ كأس الخلاص أتناول، وباسم الرب أدعو”

(من المزمور 116).

وبالمختصر، فإن ما يجب أن نفعله، هو أن نخبر الناس عن محبة الرب لهم وعن خلاصه لهم من الهلاك الأبدي، لكي يختبروا كيف سيرفعهم الرب من أي موت، ويُعيد لهم الحياة المفرحة.. له كل المجد.