From Lona Sy…
أعتلى الشَّيخ المنبر وبدأ يقرأ ( السِّيرة )، حتَّى وصل إلى :
( هل هناك مُصيبةٌ أكبر من مُصيبة الحسين ؟)
وقف ( أبو منصور ) وهو أحد أبناء البلدة الفقراء وبصوته الجهوريِّ ، صاح :نعم ، نعم !
ضجّت القاعة وكثُرت الهمهمة : ماذا سيقول ( أبو منصور ) وكيف يتجرأ على معارضة الشيخ فهذا أمر لم يحصل سابقا ؟
قال : بالله عليكم يا شيخ ..
هل بِتَّ وزوجاتك والأبناء ليلةً واحدةً على جوع ؟
هل يُصيب بيتكم الحرَّ صيفاً والقُرّ شتاءً ؟
هل في أحذيتكَ حذاء مخروق ؟
وهل في ثيابك ثوبٌ ( مرقوع ) ؟
يا شيخ : فوق تلك الرّابية المُواجهة لقريتنا سبعة قصور لأبنائك !
تأتي بسيارتك الفارهة ونحن لا نملك ثمن عجلة من عجلاتها
.
يا شيخ ..نحنُ ننتظر المواسم كي نأكل اللّحم .
وأنتُم كلّ يوم لا تأكلون سوى لحم الضَّأن !
، إنَّ ما أرتديه الآن هي كلّ ثيابي .وحذائي مخروق !
تفرضون علينا خمس وزكاة لتتمتعوابها ونحن نتصور جوعا.
لماذا علي أن أبكي على رجل مات منذ قرون ولا ابكي على صغيري الذي يبكي لأنه جائع وانا عاجز عن تأمين الحليب والطعام والثياب له ولاخوته.
كنت بالأمس تصلي الى جانب الزعيم وتتزلف له وتدافع عنه وانت تعرف انه هو وزعرانه قد نهبوا البلد واوصلونا الى مانحن عليه.
نعم نعم .. قُلْتُ لكم . هناك مُصيبةٌ أكبر وأعظم ..
هي فيكم وبِكم وبأمثالكم يا شيخ !
منقول من صفحة صديق