سمير طنوس
إرميا(5/17)”هَكَذا قالَ الرَّبُّ: مَلعُونٌ الرَّجُلُ الَّذي يَتَّكِلُ عَلى الإنسانِ، ويَجْعَلُ البَشَرَ ذِرَاعَهُ، وعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ”.
رَأَيتُ مِنْ أَعمالِ البَعضِ، ما يَدعو للأَسَف، حَيثُ تأخُذُهُ إلى الابتِعادِ عَنِ الله، فَيَبتَعِدُ عَنِ الحَقِّ، ويَعمَلُ السُّوءَ بِحقِّ نَفْسِهِ وبِحَقِّ الآخَرين.
عَرَفْتُ مَنْ يَعْبُدُ المالَ، ويَعْمَلُ طِوالَ حَياتِهِ خاضِعًا لَهُ، حَتَّى وَصَلَ بِهِ الشَّرُّ إلى مَعْجَنِ الفَقيرِ، هَذا ما يَفرِضُهُ عَليهِ مَرَضُ الطَّمَع.
عايَنْتُ مَنْ يَعشَقُ الشُّهرَةَ مِنْ أَجلِ الَّلذَّةِ العابِرَةِ وَلو على حِسابِ الآخَرين.
والأخْطَرُ، مَن عَبَدَ المَناصِبَ فَباعَ ضَميرَهُ، ثُمَّ بَلَدَهُ وشَعْبَهُ مِنْ أجلِ تِلكَ المُتعَةِ الزَّائِلة، فَخَسِرَ المُهِمَّ والأَهَمَّ.
مِنْهُم مَنْ تَأخُذُهُ الأشياءُ إلى الضَّياعِ واللّاعَودَة، هَؤلاءِ عَبَدوا المَادِّيَّاتِ الفانية، والعَبْدُ لا يَرِثُ، وحَيثُ يَكونُ قَلبُهُ تَكونُ روحُهُ.
مَنْ يَعبُدُ اللهَ، يَعْمَلُ أَعمالَ الله، وأَعمالُ اللهِ هي: المَحَبَّة، وأعمالُ المَحَبَّة هي: الخيرُ والمُسامَحَةُ والعَطاءُ والتَّضحيَّة، فهذا يُدعى ابنٌ، والابنُ يَرِثُ في المُلك، والمُلكُ هو الحَياةُ الأبَديَّة…!