أَتانِي النَّوَى | بقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

 

أَتانِي النَّوَى والقَلبُ يَجتاحُهُ الوَجدُ،         فَأَقوى زَمانِي، وانتَهَى ذلك الرَّغدُ
وبِتُّ أَنِيسِي الحُلْمُ أَقتاتُ وَعدَهُ،          وَهَل كانَ لِلأَحلامِ في زَمَنٍ حَصْدُ؟!
ورُحتُ أُناجِي اللَّيلَ، واللَّيلُ مُنهِكٌ       إِذا كانَ إِلفِي، في دُجَى لَيلِيَ، السُّهدُ
فَهَل يَنتَهِي سُهدِي، ويَصدُقُ، بَعدَما      أَطالَ، بِجَحْدٍ، ظُلمَتِي، ذلك الوَعدُ؟!
أَنا، في نَواكِ، لَم أَعُدْ مَن أَنا فَهَل          تَجُودِينَ بِاللُّقيا، ويُرتَجَعُ العَهدُ؟!
فَأَعفُو عن الغَدرِ الَّذي قَضَّ خاطِرِي،      ويَغمُرُنا في حِضنِهِ ذلكَ الوُدُّ،
أَم انِّي سَأَروِي، بَعدَ كَرٍّ مِن الدُّنَى،        مَقُولَةَ مَن قَد ضامَهُ النُّكْرُ والصَّدُّ،
وأَصرُخُ مِن كَرْبِي، ولو كان مُوجِعًا،     ويَحمِلُهُ – ما ليسَ مِن طَبعِيَ – الحِقْدُ:
«فَلا تَحسَبا هِنْدًا لَها الغَدْرُ وَحدَهـا          سَجِيَّةَ نَفسٍ. كُلُّ غـانِيَةٍ هِنْدُ!»*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* هذا البَيتُ هو لِلشَّاعِرِ العَبَّاسِيِّ أَبِي تَمَّام.