صَلِّ لِرَبِّكَ! بَقَلَم: مُورِيس وَدِيع النَجَّار

 

صَلِّ لِرَبِّكَ في البَوادِي، في الرَّوضِ، في الجَبَلِ الجَمادِ

أَو في أَناجِيلٍ على صَفَحاتِها إِعجازُ فادِي

أَو في الزَّبُورِ مع المَزامِيرِ المُعِدَّةِ لِلمَعادِ

أَو جَوِّدِ القُرآنَ وانْعَمْ بينَ آياتٍ هَوادِي

هَلِّلْ لِرَبِّكَ كَيفَ شِئتَ، وكَيفَما طابَ التَّنادِي

هو حَيثُ يَدعُو القَلبُ في صِدقٍ، وفي صِرْفِ الوَدادِ

في مَجلِسِ السَّمَرِ الأَنِيسِ، وفي الحُبُورِ بِكُلِّ نادِي

في الحُزنِ مُنداحًا، وفي ظَمَأِ الحَشَى، ولَهِيبِ صادِي

في الحُسنِ لَوَّحَ، في البَلابِلِ، في السَّنابِلِ، في الحَصادِ

في وَحشَةِ الكُثبانِ، في صَخَبِ السُّيُولِ بِجَوفِ وادِي

في المَرجِ، في الطَّيرِ الصَّدُوحِ، وفي الصَّباحِ بِعَينِ غادِي

هُوَ أَينَما فَتَّشتَ إِنْ صَفَتِ السَّرِيرَةُ في الفُؤَادِ

هُوَ حَيثُ لا حِقدٌ، ولا دَنَسٌ يُعَشِّشُ في العِبادِ

رَبِّي هو الحُبُّ الَّذي هو والوُجُودُ على اتِّحادِ

وَسِعَ الزَّمانَ، قَرِيبَهُ البادِي، ومَجهُولَ البِعادِ

هُوَ نَبضَةٌ، لِلخَيرِ، في المَسعَى، وصَفْوٌ في الأَيادِي

هل غَيرَهُ يَدعُو الفَتَى قد ضاقَ بِالمِحَنِ الشِّدادِ؟!

هل في سِواهُ يَشُدُّنا الأَمَلُ المُضِيءُ مِنَ السَّوادِ؟!

رَبِّ! أَنا في الدَّربِ جافانِي الهُدَى، وحُداءُ حادِي

وسَلَوتُ ذِكرَكَ بَعدَ أَن جَنَحَ الهَوَى، وطَغَت عَوادِي

فَرَأَيتُ أَنِّي صائِرٌ، بَعدَ الجِهادِ، إِلى رَمادِ

رُحماكَ! صَفِّقْ في شَرايِينِي، ودَوِّمْ في مِدادِي

أَنا أَحرُفِي مِن رُوحِكَ العالِي، ومِنكَ مَدَى اتِّقادِي!