المصدر: النهار
فؤاد بو غادر
“على الأرجح أنّ وسام التّلاوي باع منزله وأرضه للشخص المسؤول عن التهريب، أو سلّم له وكالة”، يقول رئيس بلدية قرقف العكّارية يحيى الرفاعي لـ”النهار”. منذ فترة، لاحظ الرفاعي أن “عمّالاً يعملون في المنزل السابق لوسام، الناجي من مركب طرطوس؛ وبعد التقصّي، تبيّن أنه يعود لأشخاص من طرابلس، قد يكونون متورّطين في قضايا التهريب”.
بعد زورق الموت في طرابلس، أُعيد المشهد إلى الواجهة من جديد مع غرق مركب قبالة شاطئ طرطوس قرب جزيرة أرواد في سوريا. 120 شخصاً (لبنانيون، وسوريون، وفلسطينيون) بين مسنّين ونساء وأطفال كانوا في طريقهم إلى قبرص، قبل التوجّه في ما بعد إلى إيطاليا. ارتفع عدد الضحايا إلى 53 جثة بحسب مصادر وزارة الصحة السورية، والرقم مرشّح للارتفاع بسبب أعداد المفقودين الكبير. ويتلقّى 21 شخصاً العلاج في مستشفى الباسل في طرطوس، منهم الناجي وسام.
“لم يُعثر بعدُ على زوجة وسام وابنيهما محمود وعمار”، تقول مصادر عائلية لـ”النهار”. وشيّعت بلدة القرقف الطفلتين “ماي وسام التلاوي” وشقيقتها مايا، صباح اليوم. وذكرت معلومات أنّ الحمولة الزائدة والرياح والأمواج العالية أدّت إلى تسرّب المياه إلى القارب، ممّا تسبّب بتحطّمه وسقوط مَن كانوا على متنه. وتوافرت معلومات أنّ مخابرات الجيش أوقفت “ب. د.” المسؤول عن تهريب المركب.
تقع بلدة القرقف، مسقط رأس وسام، فوق قرية ببنين العكارية “وهي من أكثر القرى العكّارية التي ينخرط أشخاص فيها في مجال التهريب غير الشرعيّ عبر البحر”، بحسب رئيس البلدية. نصح الأخير وسام، بشكل متكرّر، بعدم الإقدام على هذا النوع من الهجرة، خصوصاً أنّ وسام اصطحب عائلته معه.