ملاحظات عن الكلام عن التصحر وشح المياه في لبنان: / الهيدروجيولوجي د. سمير زعاطيطي

تعرض المياه للشمس يصبح أقل مما كان قبلا).

يبقى أن هذا من التفكير النظري الذي نعتمده بغياب الأبحاث الجدية الحقيقية عن ثروتنا المائية من قبل الدولة ومجلسها الوطني للبحوث العلمية الغائب الأكبر عن ما يجري.

بالرغم من ميزانيات هذا المجلس المرصودة سنويا والمحفوظة و التي تصرف على منح التخصص في الخارج ومنح البحث في الجامعات للأساتذة المحظوظين في الداخل.

 

جامعاتنا العريقة حذت حذو الدولة في عدم تكريس الجهد والمال والوقت في البحث عن ثروة مائية لا تهتم بها الدولة.

 

نتيجة هذا الإهمال لأهم ثروة لبنانية إكتشفها لنا الجيولوجيون الفرنسيون ” لبنان بلد المياه في الشرق الأوسط” برزت سياسة مائية تؤمن للمافيا الحاكمة بابا جديدة لهدر أموال الدولة وتشغيلا لأدوات هدم البيئة من كسارا ت ومقالع ومرامل ألا وهي سياسة السدود.

سياسة لم توصي بها أية جهة علمية ولكن أوصى بها ووافق عليها الطقم الحاكم منذ التسعينات.

هذا التخلف العام السياسي والعلمي مفروض علينا سياسيا وبقوة الهيمنة على جامعاتنا.

يشذ عن هذا التخلف العام بعض الأفراد من العلماء والخبراء المستقلين الذي يحاولون الإضاءة العلمية على بعض مشاكلنا الحياتية (كهرباء ماء طرقات نفايات) في وسط هذا الظلام الكثيف من الجهل والتجهيل المحيط ببلدنا بل وبكل الشرق الأوسط.

كنا قبل الحرب الأهلية قلب الشرق المشع بالعلم والمعرفة أصبحنا من آول الأمم فسادا وتلوثا وأمراضا فتاكة.

نقول أخيرا إلى حكلم هذا البلد الأقوياء إلى أين تأخذوننا نحن وبلدنا؟

إستمرار الوضع كما هو عليه يؤشر الى مزيد من الخراب والتدمير للبيئة والإنسان.

لكن ماذا بقي في بلدنا لتخريبه؟

تدمير سهل بسري قطع أشجاره خنق أرضه بالباطون والزفت وشفط رموله وطحن صخوره وقمع وحبس مياهه الجوفية التي تود الوصول الى السطح.

بقي لدينا جونا الملوث أصلا لتلويثه أكثر فأكثر بمحارق النفايات المستعملة التي تنفث سمومها في أجسامنا السقيمة.

بقي لدينا شاطيء الرملة البيضاء مسبح فقراء بيروت ومأوى السلاحف البحرية الذي صادره جهازكم التنفيذي ومنع الدخول اليه وخروج المعدات منه.

حتى القمم اللبنانية لم تسلم من شركم وتلويثكم حرضتم عليها أزلامكم لتقاسمها و هي محميات طبيعية لتخزين فائض المياه السطحية وتوفيرها لينابيعنا وأنهارنا وآبارنا.

إلى متى السكوت عن الجرائم البيئية التي ترتكبها أيادي ومؤسسات رسمية ظالمة وفاسدة؟

الكلام لا ينفع مع الحكام الظلمة

كلامنا موجه لشعبنا اللبناني المقهور

التغيير يبدأ أولا بمعرفة الحقيقة ليأتي بعدها العمل.

 

الهيدروجيولوجي

د. سمير زعاطيطي