أعطى وزير الزراعة المغربي، محمد صديقي، الأربعاء، بإقليم صفرو في سفح جبال الأطلس المتوسط، الانطلاقة الرسمية للموسم الفلاحي الجديد، مُعلنا عن حزمة من الإجراءات لدعم المزارعين والتصدي لآثار الجفاف.
وتتركز معظم التدابير المعلن عنها، حول البذور والأسمدة، وتنمية سلاسل الإنتاج وإدارة مياه الري والتأمين الفلاحي والتمويل ومواكبة المزارعين، في إطار تنزيل الخطة الحكومية “الجيل الأخضر 2020-2030”.
دعم وسائل الإنتاج
فيما يتعلق بالبذور، كشف المسؤول الحكومي توفير حوالي 1,1 مليون قنطار من البذور المدعمة بأثمان في متناول المزارعين، كما ذكر أنه سيتم تزويد السوق بما يناهز 650 ألف طن من الأسمدة الفوسفاتية مع الحفاظ على نفس مستويات الأسعار المُعتمَدة خلال السنة الماضية.
وبما أن السياق العام للسنة الفلاحية لا يزال يتسم بالضبابية، في ظل شهور عجاف بسبب ندرة الأمطار، أخذت الحكومة المغربية مجموعة من الاحتياطات خلال إعدادها للسنة الفلاحية الجديدة.
في هذا الصدد، اتخذت مجموعة من التدابير في ما يتعلق بالري؛ منها حسب ما أعلنت عنه وزارة الزراعة، “إنهاء أشغال عصرنة شبكات الري والتحويل الجماعي إلى الري الموضعي على مساحة 117 ألف هكتار ومواصلتها على مساحة 38 ألف هكتار، ومتابعة أشغال التهيئة الهيدروفلاحية لتوسيع المساحات المسقية على مساحة 37 ألف هكتار بسافلة السدود المنجزة أو المبرمجة، إضافة إلى مواصلة أشغال تهيئة وحماية دوائر الري الصغير والمتوسط على مساحة تناهز 15 ألف هكتار.”
كما أكد المسؤول الحكومي على مواصلة تشجيع الاستثمار في القطاع الزراعي من خلال منح تحفيزات في إطار صندوق التنمية الفلاحية، وإطلاق إعانات جديدة تقدر بحوالي 3,7 مليار درهم لتعبئة استثمار إجمالي يناهز 7,4 مليار درهم خلال السنة المقبلة.
تحديات صعبة
أمام تحديات الجفاف وتراجع منسوب السدود حاليا، والتساقطات غير المنتظمة، اعتبر المحلل الاقتصادي محمد جدري، أن “انطلاقة الموسم الفلاحي تأتي في ظرف اقتصادي صعب، حيث إن المغرب عرف الموسم الماضي جفافا لم يعرفه منذ أربعين سنة، وكذلك، لا زلنا لحدود الساعة في انتظار الأمطار التي تأخرت نوعا ما.”
وأضاف في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، أظن أن وزارة الزراعة ستواصل العمل من أجل تنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر”، بالإضافة إلى كل ما يتعلق بالبرنامج الاستثنائي للحد من التساقطات المطرية عن طريق تقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية من خلال توفير الأعلاف وكذلك تهيئة وتجهيز نقط مائية من أجل توريد الماشية.