مهنة صناعة رب الرمان او شراب الرمان صناعة تقليدية توارثها الأبناء عن الإباء والاجداد عرفت افولا بسبب الحداثة والمدنية وعادت اليوم لتشتهر بها بعض البلدات الجنوبية التي تزرع الرمان، وهي للاستهلاك المحلي اكثر من التصدير لصغر حجم المساحات المزروعة بالرمان وهي مهنة لكسب العيش ومصدر رزق للعاملين فيها ليس إلا ووصل سعر قنينة رب الرمان الى 50 الف ليرة في بعض البلدات بعدما كانت العام الماضي ب 10 الاف والسبب الازمة الاقتصادية وتنوع مراحل العمل بها من قطاف الرمان وتنظيفه الى غليه على النار لساعات طويلة ومن ثم تعبئته في قنان، والعمل في المهنة يدوي ولم تدخل اليه الصناعة الميكانيكية .
وقالت جمانة قاسم ان “صناعة شراب الرمان تعتمد على النظافة وسلامة وصحة الغذاء وتمتد في عملية صناعتها نحو 10 ساعات متواصلة، تبدأ بتحضير اكواز الرمان والكيلو ب 10 الاف وصولا الى غليه على النار وتعبئته في قنان زجاجية نظيفة معقمة لتباع الواحدة منها ب 50 الف ليرة لبنانية، ويبدأ موسم صناعة شراب ورب الرمان في نهاية ايلول من كل عام ويستمر شهرا كاملا حتى أواخر تشرين الاول، وهو يجتاز مراحل أساسية تبدأ بتنظيف “أكواز” الرمان بمياه نظيفة عدة مرات حتى يزول عنها كل بقايا الاوساخ، ثم يتم تقطيعه ففرطه بواسطة عصا خشبية صغيرة، مرورا بتنقيته وعصره وتصفيته وصولا الى غليه على نار هادئة تستمر ل 8 ساعات او اكثر”.
وتشرح منى محمد مراحل صنع شراب الرمان التي تحتاج الى جهد ووقت، “فغسيل الاكواز يعتبر في المرحلة الأولى لان النظافة اساس العمل وصحة وسلامة الغذاء الذي تحتاج له عملية صناعة شراب الرمان وهي بحاجة الى وقت، بينما الفرط بواسطة عصا يحتاج الى جهد ، فيما باقي المراحل سهلة وتحتاج الى خبرة ومراقبة دائمة لجهة عصره وتصفيته. كما ان هناك عدة أنواع من الرمان، وأهمها الرمان الحامض العادي والحلو واللفاني” مشيرا الى ان “هذه الصناعة تعتمد على الايدي ولم تقترب منها الصناعة الميكانيكية والاهم ان من يزرع رمانا يربح كثيرا في هذه الصناعة انما من يشتريه لا يحصل الا على ثمن التعب والجهد الذي يبذله خلال مراحل صناعة شراب الرمان .
ولفت محمد جميل الى انه يشتري الرمان من السوق ويقوم بتصنيع شراب ورب الرمان ويبيعه في بيروت نظرا للطلب على البلدي اكثر من المستورد، فالبلدي عليه طلب قوي رغم ارتفاع أسعاره لانه زكي ويدخل في جودة الصناعة الريفية التي يجب ان تلقى دعما لانها صناعة تقليدية كان يعتمدها الأجداد في السنوات الماضية .
ولفت رئيس جمعية “الانماء” نائب رئيس بلدية يحمر الشقيف فؤاد قرة الى “اننا في البلدية وزعنا 5 الاف شجرة مثمرة بينها الرمان ليقوم المزارعون بزرعها في أراضيهم وإنتاج رب وشراب الرمان منها ونحن اقمنا دورات ارشادية على كيفية الزراعة للرمان وكيفية انتاج شراب الرمان لأننا قادمون على ازدهار هذه الصناعة التي لا تحتاج الى أدوات انما الى خبرة وايدي عاملة فقط وجهود وقوة صلبة في الحالين”.