اليوم الأول بعد “إنجاز” الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، باحتفالية قصيرة في رأس الناقورة ، ليس كما سبقه من شهور وسنوات، كانت فيها الدبلوماسية والعصا سيدا الموقف على جانبي الحدود. مع هذا التفاهم، الذي ساهمت بتحقيقه ، عوامل سياسية واقتصادية وعسكرية ابعد من حدود لبنان وفلسطين، تطوى مرحلة كبيرة من التوترات على الحدود الجنوبية، التي تعيش هاجس الحروب منذ نكبة فلسطين العام ١٩٤٨. مع هذا التفاهم تطوى مرحلة كبيرة من التوترات على الحدود الجنوبية التي تعيش هاجس الحروب منذ نكبة فلسطين تقع بلدة الناقورة على مساحة كبيرة تزيد على الثلاثين مليون متر مربع، ويتراوح طول شاطئها الصخري بين سبعة وتسعة كيلو مترات، يمتد من منطقة اسكندرونة إلى رأس الناقورة، عند نقطة نقق سكة الحديد ، الذي كان يربط لبنان ببئر السبع في فلسطين ، الى جانب ارضها الزراعية الخصبة واحراجها، وتجمع كل مقومات الحياة وعناصر الازدهار المستقبلية، خصوصا بعد إنجاز وثيقة تفاهم ترسيم الحدود البحرية، التي سبقها “ترسيم” الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل العام الفين. يترقب ابناء الناقورة، التي تنتظر تطوير مرفأها البحري منذ اكثر من ٢٢ عاما تحقيق التفاهم البحري مع اسرائيل التي كانت تمنع الزوارق و الصيادين من جني رزقهم في هذا البحر، الذي يعتبر من انظف الشواطىء اللبنانية، وآخرها قبيل دقائق من تسليم وثيقة تفاهم الترسيم أمس، وإشتراط أن تنكفئ، بعد توغلها امتارا في المياه الإقليمية اللبنانية، ما استدعى تاخير تسليم ورقة التفاهم بقرار من الوفد اللبناني. يتوسم بعض اهالي الناقورة، من أن الاتفاق سيمنح المنطقة عقودا من الهدوء والاستقرار وربما البحبوحة يتوسم بعض اهالي الناقورة، من أن اتفاق الترسيم الاقتصادي- الأمني سيمنح المنطقة عقودا من الهدوء والاستقرار وربما البحبوحة ، يستفاد منها في كل المنطقة. في المقابل، يقلل آخرون، من خارج الاصطفاف السياسي الكبير ( حزب الله وحركة امل) من أهمية ما انجز بشأن ترسيم الحدود، واعتباره تنازلا عن ثروات لبنان واذعان للضغوط الأميركية.