عبد القادر لـ«جنوبية» عن اتفاق الترسيم: شبه تطبيع.. هدية «حزب الله» الى عون!

قبيل ساعات على انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، دخل لبنان مرحلة جديدة بعد الحدث التاريخي المتمثل بتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل، وسط احتفال داخلي بانتصار مزعوم مصحوباً بتهليل اميركي “ونشوة” اسرائيلية اختصرها رئيس الحكومة يائير لابيد بالتأكيد على “أن لبنان اعترف بدولة إسرائيل في اتفاق ترسيم الحدود”. بعد مفاوضات بوساطة أميركية بات الاتفاق واقعاً وسط تساؤلات عن دور حزب الله وسلاحه في المستقبل، وبانتظار ما ستكون عليه المستجدات ما بعد التوقيع، أكد الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر لـ”جنوبية” أن لبنان اذا كان محظوظاً واستطاع أن يجد كميات اقتصادية وتجارية من النفط، فإن ذلك سيٌعجّل من الخروج من الأزمة ويعيد تكوين دولته وإعادة احياء اقتصاده المنهار”، لافتاً الى أن “لبنان متأخر في استثمار ثرواته النفطية في حال وجودها عن اسرائيل بنحو12 الى 15 عاماً، وحان الوقت الى أن يستعجل تحصيل ما أضاعه من سنوات في المماحكة وشعارات في ظل غياب ارادة لإنهاء مشكلة الترسيم مع اسرائيل”. لبنان متأخر في استثمار ثرواته النفطية في حال وجودها عن اسرائيل بنحو12 الى 15 عاماً واعتبر أن “ما حصل ليس تطبيع علاقات حتى الآن، ولكن ما بعدها سيصبح هناك علاقات تجارية أشبه بحالة تطبيع، وستكون أمام لبنان فرصة لبنان للمشاركة في توريد الغاز الى أوروبا عبر أنبوب لجر غاز ينطلق من شرق المتوسط الى أوروبا تسعى اليونان الى ترؤسه، لأن لبنان لا يتحمّل لوحده كلفة الإنشاءات”. وأوضح “أن حدود لبنان هي الخط 23، وهناك احتمالات عالية لوجود نفط وغاز مقابل الساحل اللبناني، وبانتظار أن تتضح الأمور، كان على لبنان أن ينهي الأزمة مع اسرائيل ويحاول أن يستثمر هذا النفط في حال وجوده”. وعن موقف حزب الله، أكد عبد القادر “أن موافقة الحزب على الاتفاق جاءت لأنه يدرك مدى حاجة الرئيس ميشال عون لأي انجاز بهذا الخصوص بعد أن تسلّم الملف من الرئيس نبيه بري”، مشيراً الى “أن تحرشات حزب الله في بعض منصات استثمارات الغاز الاسرائيلية كانت قد تؤدي الى حرب، والحزب لا يريد الحرب، ويدرك أن أي حرب كبيرة أو متوسطة لن تكون في صالحه وفي صالح بيئته، وستأتي بالدمار شبه الكامل على لبنان وخصوصاً في الجنوب، وبالتالي فإن الطرفين يدركان ذلك ولا يريدان حصوله”. وشدد على “أن الإتفاق هو معاهدة دولية بين لبنان واسرائيل كما كانت اتفاقية الهدنة عام 1949، وسيُسلّم من قبل الطرفين الى الأمم المتحدة وسيكون لها طابعاً ملزماً من الدولتين، وهو بمثابة عامل استقرار في المنطقة، وهو ما تسعى اليه الولايات المتحدة الأميركية، بدليل اهتمام الرئيس الأميركي جو بايدن واتصاله بالرئيس عون”. ما حصل ليس تطبيع علاقات حتى الآن ولكن ما بعدها سيصبح هناك علاقات تجارية أشبه بحالة تطبيع واعتبر”أن حزب الله يدرك مدى حاجة الرئيس لانجاز معين قبل نهاية عهده، وبأنه لا يمكنه أن يقف في ظل هذه الأزمة المستعصية أمام امكانية استفادة لبنان من ثروات نفطية قد تكون موجودة في عمق البحار باعتبار أنها مسؤولية كبرى ستنقلب ضده حاضراً ومستقبلاً، وبغض النظر عن الخطاب الإيراني العالي اللهجة تجاه اسرائيل ما يسميها القوى الشيطانية، فالحزب يعلم من الناحية الاستراتيجية ما هي مصلحة لبنان، ولا يمكنه خصوصاً في ظل رئيس أعطاه التغطية الشرعية والقانونية والسياسية طيلة 6 سنوات وحتى قبل ذلك عبر اتفاق مار مخايل، إلا أن يُقدّم له هدية صغيرة في نهاية عهده”. موافقة الحزب على الاتفاق جاءت لأنه يدرك مدى حاجة عون لأي انجاز بعد أن تسلّم الملف من بري ودعا عبد القادر “الى وقف المكابرة الضارة بمصالح واستقرار واقتصاد لبنان ولقمة عيش اللبنانيين في ظل الأزمة المستحفلة التي يرزح تحت وطأتها البلد، وبالتالي التصرف بطريقة واقعية وعملية لصيانة مصالحه واستعادة رفاه شعبه وبناء اقتصاده ودولته”، لافتاً الى “أن الصراع العربي الاسرائيلي شبه منته بانتظار تسوية معينة، وهناك حالة جديدة في هذا الشرق، إذا أدركت الغالبية ثمن الخسائر التي يتكبدوها جراء المنطق المكابر تجاه اسرائيل”.

اقرأ المقال كاملا: https://janoubia.com/2022/10/28/%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d8%af%d8%b1-%d9%84%d9%80%d8%ac%d9%86%d9%88%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%b9%d9%86-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b1%d8%b3%d9%8a/