استغلّ المرشد الإيراني السيد علي خامنئي وقوع العملية الارهابية، التي تبناها تنظيم داعش في مدينة شيراز، كي يعزز سلطته بمواجهة الاحتجاجات الشعبية الرافضة لنظام ولاية الفقيه، فتوعّد بالردّ قائلا “إن من يقفون وراءه سيعاقَبون بالتأكيد، يجب علينا جميعاً التصدي للعدو وعملائه الخوَنة أو الجهلاء، ويجب على أجهزة الأمن والقضاء والنشطاء في مجال الفكر والشعب، الاتحاد ضد الاستخفاف بأرواح الناس وأمنهم ومقدساتهم”. رغم مئات القتلى واعتقال أكثر من 12 ألف شخص، فقد فشلت قوات الباسيج الموالية لخامنئي في قمع التمرد الحالي الذي دخل أسبوعه السابع جاء الحادث وسط احتدام الاحتجاجات المناهضة للنظام، فقد اشتبكت قوات الأمن مع متظاهرين خرجوا يوم الاربعاء الماضي في ذكرى مرور 40 يوماً على وفاة أميني، وقد اثارت العملية الارهابية التي نفذها داعش استغراب المراقبين في هذا التوقيت الحساس، خصوصا ان ايران لم تكن يوما مسرحا لعملياته، مما يؤشّر الى احتمال دخول عمل استخباري على الخط، عنوانه دعم السلطة في ايران بمواجهة ارهاب داعش، وذلك من اجل التمهيد لعمليات امنية واعتقالات تستهدف قادة الاحتجاجات. عودة الاحتجاجات الشعبية وعادت المسيرات الاحتجاجية بقوة إلى كبريات المدن الإيرانية ونزل الإيرانيون إلى الشوارع في مدن عدة، بما في ذلك عشرات المناطق بالعاصمة طهران؛ في تحدٍ لإجراءات أمنية مشددة، وعمت التظاهرات أصفهان وشيراز ومشهد وتبريز بالإضافة إلى قزوين وزنجان وبابُل ورشت وكرمان وأراك وأرومية وكرج، واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والذخائر الحية والهراوات لتفريق محتجين في مناطق عدة وسط طهران. وفي احدث الانباء، فقد أفادت بأن قوات الأمن الإيرانية فتحت أمس الجمعة النار على متظاهرين، في مقبرة بالقرب من مدينة خرم أباد, بعد ليلة شهدت فيها إيران واحدة من أكبر التظاهرات الاحتجاجية المناهضة للحكومة. يخشى المراقبون ان يستغل النظام عملية شيراز الارهابية التي نفذها داعش للقيام بقمع غير مسبوق بذريعة مكافحة الارهاب ورغم مئات القتلى، واعتقال أكثر من 12 ألف شخص، فقد فشلت قوات الباسيج الموالية لخامنئي في قمع التمرد الحالي الذي دخل أسبوعه السابع، وفق تقرير جديد لمجلة “الإيكونوميست” بعنوان “آيات الله يرتعدون”. وقالت منظمة «هه نغاو» الحقوقية إن قوات الأمن الإيرانية أطلقت النار والغاز المسيل للدموع على مسيرات احتجاجية على هامش مراسم أربعينية أميني، وردد المشاركون هناك شعار «الحرية… الحرية… كفانا ظلماً». كما رددوا شعار: «كردستان… كردستان… مقبرة الفاشيين». وتظهر تسجيلات الفيديو ترديد شعار «المرأة… الحياة… الحرية» باللغة الكردية. رئيسي يمهّد لقمع الاحتجاجات وانضم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى المرشد، في محاولة الربط بين هجوم شيراز الارهابي الذي تبنته داعش، وبين الاحتجاجات الشعبية ضد النظام، في مسعى يخشى منه المراقبون ان يكون تمهيدا لعمليات قمع غير مسبوقة بذريعة مكافحة الارهاب، فقال رئيسي إن «أعمال الشغب» تمهّد الأرضية لوقوع هجمات «إرهابية»، وقال إن إيران ستردّ على هجوم شيراز. وكرر رئيسي تصريحات سابقة أدلى بها في تفسير سبب الاحتجاجات، وقال، في خطاب في محافظة زنجان بشمال غرب البلاد: «نيّة العدو هي إعاقة تقدم البلاد، ومن ثم أعمال الشغب هذه تمهّد الطريق أمام أعمال إرهابية». وأضاف: «لذا يأتون إلى مرقد شاه جراغ ويطلقون النار على الأبرياء الذين كانوا يقومون بعبادة الله، ومن ثم يتبنى داعش المسؤولية». غير ان الجديد، ما سجلته وكالات الانباء عن جامعة شريف النخبوية للتكنولوجيا في إيران، وفيها ومركز ألمع العقول في البلاد، فقد تحوّلت إلى بؤرة الاحتجاج الرئيسية المؤيدة للمظاهرات الشعبية ضد النظام. ويتولى الخريجون من هذه الجامعة أعلى المناصب الحكومية، ويخدم الآلاف منهم، في مراكز حساسة، بما في ذلك الطاقة النووية والفضاء. ومع اندلاع المظاهرات في جميع أنحاء إيران، التي انطلقت لأول مرة بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في سبتمبر الماضي، تحولت الجامعة إلى مركز للمظاهرات المؤيدة للتغيير والمنددة بقمع الشرطة للشعب. وتشير مجلة اكونميست البريطانية إلى أن هذه الاحتجاجات الحالية في إيران “مختلفة تماما” عن الحركات السابقة، إذ لم يعد المتظاهرون يطالبون بإصلاح سياسي داخل النظام، لكنهم يرغبون بالإطاحة بالحكم الديني، كما أن الغضب الشعبي استمر لفترة أطول من ذي قبل، وانتشر إلى ما وراء الطبقة الوسطى واجتاح الطوائف والأعراق المختلفة، وسجل مشاهير وأبطال رياضيون ونجوم سينما الذين يتقاضون رواتب حكومية موقفا مؤيدا للمتظاهرين. وقد لفتت المرأة الايرانية الاعلام العالمي بقوله ” ان النساء قادت لأول مرة احتجاجات اعتراضا على ولاية الرجال عليهم سواء في طريقة لباسهم والسفر وحتى العمل”