اكتشف باحثون في جامعة ييل أن سلالات معينة من بكتيريا Morganella morganii يمكن أن تنتج جزيئيات سامّة للحمض النووي، من المحتمل أن تكون مسؤولة عن سرطان القولون.
فماذا جاء في تفاصيل الدراسة؟
الأمعاء موطن البكتيريا
الأمعاء البشرية هي موطن لمليارات من البكتيريا المسؤولة عن صحتنا الجسدية والعقلية. ولكن وفقاً لدراسة جديدة نُشرت في مجلة Science في 28 أكتوبر 2022، فإنَّ ميكروبيوم الأمعاء قد يؤوي أيضاً بكتيريا أخرى أكثر ضرراً.
يعتقد بالفعل أن ميكروباً شائعاً في الأمعاء البشرية يلعب دوراً رئيسياً في تطور سرطان القولون والمستقيم، وهو ثاني أكثر السرطانات فتكاً وثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، حيث يتم تشخيص مليوني حالة ومليون حالة وفاة سنوياً.
عند الرجال، يبلغ خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم 1 من كل 23، مقارنة بـ1 من كل 25 لدى النساء. العوامل الرئيسية هي العوامل المعتادة: العمر، والتدخين، والسمنة أو حتى اتباع نظام غذائي منخفض في الفواكه والخضروات وغني جداً باللحوم وغير ذلك. يمكن أن تؤدي الإصابة بمرض التهاب الأمعاء (IBD) أيضاً إلى زيادة المخاطر.
بكتيريا تنتج خلايا سامّة للحمض النووي
النظام الغذائي الفقير بالفواكه والخضروات قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان القولون
وجد فريق الباحثين من جامعة ييل، المسؤولين عن الدراسة، أن سلالات معينة من بكتيريا Morganella morganii – وهي بكتيريا تتكاثر في أمعاء المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء- تُنتج خلايا سامّة للحمض النووي البشري. قال نوح بالم، مؤلف مشارك في الدراسة: “وجدنا أن العديد من الميكروبات المعوية أظهرت أنشطة مدمرة للحمض النووي، مما يشير إلى أن السمّية الجينية التي تتوسطها الميكروبات قد تكون أكثر انتشاراً مما كان يُعتقد سابقاً”.
حلل الباحثون بكتيريا من مرضى يعانون من مرض التهاب الأمعاء، وهو عامل خطر آخر معروف للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. بعد فحص أكثر من 100 نوع من بكتيريا الأمعاء من براز 11 مريضاً معرضاً للخطر، حددوا 18 سلالة ألحقت الضرر بجزيء الجين عبر ثلاثة أنواع فريدة.
بعد تركيز تحليلاتهم على عائلة السموم الجينية التي تنتجها Morganella morganii، والتي تسمى الإندوليمينات، وجد الباحثون أنها أدت إلى تفاقم السرطان في الفئران المصابة بأورام القولون والمستقيم. ومع ذلك، تمَّ القضاء على هذا التأثير عندما أوقف الباحثون البكتيريا من إنتاج الإندومين.
تابعي المزيد: مميزات وعيوب المحليات الصناعية
علاقة قديمة بين البكتيريا والطفرات الجينية
ليست هذه هي المرة الأولى التي أظهر فيها فريق بحث العلاقة بين البكتيريا في الجهاز الهضمي والطفرات الجينية المسببة للسرطان. في فبراير 2020، اكتشف فريق البروفيسور كاييتانو بليغيزويلوس أن سلالة معينة من بكتيريا الإشريكية القولونية أنتجت جزيئاً ساماً يسمى كوليباكتين أتلف أيضاً الحمض النووي للخلايا البشرية.
يأمل الباحثون أنه “يمكن أن يؤدي التعرّف إلى السموم الجينية الخطرة إلى تحسين تشخيص سرطان القولون والمستقيم وعلاجاته في المستقبل”. في الواقع، يمكن أن يساعد هذا الاكتشاف في إنشاء أدوات الفحص ويؤدي إلى علاجات وقائية تقلل من وفرة البكتيريا المرتبطة بالسرطان في أمعاء المرضى، وبالتالي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض.
المصدر: topsante.com