الأديبة الكاتبة غادة الخرسا
يَحلو لي أن أعيدَ ما سبقَ وكتبتْ ابنَتي الحبيبة المرحومة إيمان على صفحةِ كتابي «إشراقات» واليومَ أُعيد نشره في كتابي «رأيتُ المَسيح» لِما لهذه الكلمات من أثر في قلبي وذكرى باقية لا تموت.
وهل صحيح أن إيمان انتقَلَتْ إلى دارِ الحقّ؟ لا! فالحُبُّ أقوى من الموت. كلُّ همسةٍ أو لفتَةٍ أو كلمةٍ منكِ تحيا فيَّ وستَبقى.
لنقرأ كلمات الغائبة الحاضرَة، دائمةً في خَلَدي إيمان:
أمّي
شامخةً بثباتِها كجبالِ لبنان
قَويّةً بجُرأةِ حقيقتِها كعفويّةِ اللّبنانيّ
وإذا تَحلّيتَ بهبةِ التحرُّرِ تستَشرِفُ بينَ سُطورِها
روحًا تخترِقُ السّماوات
أفكارُكِ يا أمّي مِثلُكِ
فوراء سرِّ قوتكِ تَكمنُ عاطفةٌ متأجّجةٌ بالحنان
منبعُها الحُبُّ اللامتناهي
إنّ مِشعَلَكِ المتوهِّجَ يقودُ خُطواتي
وبديعَ خِصالِكِ يَتَنامى في أضلُعي
وسأحمِلهُ باعتزازٍ معي طولَ الأمد!
إبنتُكِ إيمان