المجد لله
نعملُ لمجدِ اللهِ وخيرِ الوطنِ والمواطن.
رأيُ مواطنٍ حُرٍّ
هكذا انهارَ الوطن…
القدّيس لويس التّاسع ملك فرنسا، كانَ قانونَهُ كلمةُ الله، واختارَ حُكّامًا مِنْ أصحابِ السِّيرةِ والسِّمعةِ الجيِّدة، ومنعَ الحكَّامَ مِنْ مُمارَسةِ المصالحِ الخاصَّةِ طيلةَ فترةِ حُكمِهِم، ووضعَ مراقبينَ كفوئين لمراقبةِ سَيرِ الأعمال، وهكذا قامتِ المملكةُ على العدلِ والرّحمةِ والمُساواة، فازدهرت وعَمَّ الخيرُ والسَّلام…
عِندَما يختارُ المواطنُ مسؤولينَ بمعاييرِ الارتهانِ والتَّبعيّةِ والمرجعيّاتِ دونَ الرُّجوعِ لميزانِ القيَم، لا مقياسَ لتصرُّفاتِهِم، إنَّهُم مسؤولونَ فاسِدونَ يَستغلّونَ المناصِبَ للصّفقاتِ والمنافِعِ الشَّخصيَّة، يبنونَ ذاتَهُم على سمعةِ الآخرين، لهُم أخصامٌ في السِّياسة، لا تجمَعُهُم قضايا الوطنِ وهمومِ النّاس، يطعمونَ النّاسَ الخطاباتِ الواهيَة، والوعودَ الرَّنَّانةَ الكاذبة، يُقيمونَ أتباعَهُم في المناصبِ حتّى لو لم يكونوا أهلًا لها، أو قادرينَ على القيامِ بواجِبِهِم الوطنيِّ، وخصوصًا في القضاءِ لتمريرِ مصالِحِهِم وفسادِهم، وتأتي فرصةُ المحاسبةُ في صندوقِ الاقتراع، فيُعادُ الصَّكُّ للمسؤولِ ليستَمرَّ في فسادِهِ… مسؤولونَ ينامونَ والوطنُ تَتَقاذَفُهُ أمواجُ الخطرِ والجوع، يأتونَ بمسؤولٍ لا للإنقاذِ بَلْ لِتَقاسُمِ خيراتِ الوطنِ والشَّعب… ولا يَسعونَ لوصولِ مواطنينَ صالحينَ يعملون لمجدِ اللهِ وخيرِ الوطنِ والمواطنين، مواطنونَ يحملونَ المشاريعَ الَّتي تنعشُ البلادَ وترفَعُ مستوى مَعِيشَتِهِم، وهكذا تبنى الأوطان.
يأتي فريقٌ يَحمِلُ مُعتقدًا ومشروعًا يتنافى مع الحرّيّاتِ والسّيادة، يَقفِزُ فوقَ القانونِ ويَتَخطّى القيَمَ والدَّولةَ بأكملِها، ورئيسًا توافقيًّا صوريًّا يسمحُ بكلِّ ما يحدث وكأنَّهُ في سباتٍ عميق، لا مواطنينَ ولا نوّابَ ولا وزراءَ ولا رؤساءَ يقفونَ بوجهِ المؤامراتِ الدّاخليّةِ ولا الخارجيّة، وهكذا تنهارُ الأوطانِ…!