بدعوة من الرابطة المارونية في 19 أيار 1974 في قاعة محاضرات معهد الرسل – جونيه حدد الدكتور شارل مالك 9 أخطار مطلة على لبنان “من مشارف المستقبل” وهي:
1 – بيع هذه الأرض اللبنانية المقدسة النادرة بالملايين، وبعشرات الملايين ومئاتها، والله وحده يدري من هم مشتروها الحقيقيون
2 – عدم ضبط الوجود اللالبناني على الأراضي اللبنانية بالشكل الوافي المسؤول.
3 – تغير لون الحياة والثقافة، تغير لون المرح والمعاملة، في الوجود اللبناني العام، بحيث يكاد يشعر اللبناني أنه غريب في بلده، بحيث أصبحت لبنانية لبنان التي عرفناها وورثناها من الجدود في مهب الريح.
4 – هذه الهجرة المأساوية، هذا النزف المجتمعي المتواصل الكئيب، تماماً كما كان يفعل الفينيقيون عندما كانوا أطفالهم محرقة لالههم مولوخ وهم لا يبالون.
5 – هذه القضية الفلسطينية الخطيرة المستعصية، التي سنبقى بسببها بلا راحة ولا سلام ولا اطمئنان حقيقي، الى أن تحل بشكل نهائي عادل.
6 – الاستضعاف النسبي للوجود اللبناني الدولي، مع اننا أحوج ما نكون الى صداقات وعلائق دولية متينة، ليس فقط بالعاطفة والشعور، بل بالسند الرسمي وفعل الصداقات لنتمكن، بالركون اليها، من التفرغ الى تنظيم شؤوننا الداخلية.
7 – هذه النظرات السائبة بلا ردع ولا حساب، التي تكره القيم والصلات اللبنانية المتوارثة، الاسلامية والمسيحية، وتحاربها بلا هوادة.
8 – هذا الفساد الخلقي المستشري، بحيث انتفت كل رقعة وكل حياء. بحيث يستهتر بالجديات ويعبث بالعلويات بحيث كل شيء اطلاقاً أصبح يباع ويشرى حتى المقدسات ذاتها.
9 – هذه المبالغة اللبنانية “المفشّطة”، بحيث نقرأ كل يوم خيالاً جامحاً يصور لبنان كأنه أثينا أو فلورنسا أو باريس. ونحن في الحقيقة أبعد ما نكون عن أثينا وفلورنسا وباريس
.
أما بعد:
هذا الكلام قيل سنة 1974 أي قبل 48 سنة: ألا يشبه واقعنا اليوم؟