هكذا يكرر التاريخ نفسه في ايران، فقد خرجت فريدة مرادخاني عن طاعة خالها المرشد السيد علي خامنئي، وسارت على خطى أبيها الذي ناصر الإمام الخميني وتسلّم منصبا قياديا بعد انتصار الثورة عام 1979،
ثم عارض الخميني وهرب الى بغداد رغم اتهامه بالخيانه، وكذلك تنضم الى فائزة رفسنجاني التي دخلت السجن لانها انتقدت النظام رغم ان والدها الراحل هاشمي رفسنجاني رئيسا سابقا للجمهورية الاسلامية الايرانية. في تغريدة عبر تويتر،
قال شقيق الناشطة فريدة مراد خاني ابنة شقيقة مرشد الثورة في ايران السيد علي خامنئي، أنه تمّ ُالقاء القبض عليها عندما ذهبت إلى مكتب النائب العام، استجابة لأمر قضائي. وخلال الفيديو، قبيل اعتقالها، دعت فريدة الناس حول العالم إلى حث حكوماتهم على قطع علاقاتها مع النظام الإيراني.
كما دعتهم إلى مطالبة حكوماتهم بـ”وقف التعامل مع هذا النظام”. وقالت فريدة “يا أيها الأحرار، كونوا معنا وقولوا لحكوماتكم أن توقف دعم هذا النظام الدموي وقاتل الأطفال. هذا النظام ليس مخلصا لأي من مبادئه الدينية ولا يعرف أي قوانين أو قواعد غير القوة والحفاظ على سلطته بأي طريقة ممكنة”.
و اعتبرت أن الشعب الإيراني في حالة حرب مع الحكومات التي تدعم النظام الإيراني، داعية الدول الديمقراطية إلى استدعاء ممثليها من إيران وطرد ممثلي إيران من دولهم. على خطى والدها الشيخ طهراني وفريدة هي ابنة القيادي السابق في النظام الشيخ علي مرادخاني المشهور بـ” طهراني”
نسبة الى العاصمة طهران، وهوالشيخ الذي انشق عن النظام، وبدأ بانتقاده علنا قبل أن يتعرض إلى الملاحقة في الثمانينات. وكان طهراني معارضًا لنظام الشاه، وأودعته أجهزته الأمنية السجن على خلفية تأييده للثورة، بقيادة مؤسس الجمهورية الإيرانية الإمام الخميني، وبعد انتصار الثورة،
العام 1979 كانت لطهراني مسيرة وجيزة في السلطة القضائية، قبل أن يتم انتخابه ممثلًا لمشهد في المجلس الذي أوكل مهمة المصادقة على دستور الجمهورية. فريدة هي ابنة القيادي السابق في النظام علي مرادخاني الذي انشق عن النظام، وبدأ بانتقاده علنا قبل أن يتعرض
إلى الملاحقة في الثمانينات وفي فترة لاحقة، بدأ “طهراني” بإطلاق مواقف ينتقد فيها إيران، والإمام الخميني، قبل أن يتم توقيفه، في حزيران/يونيو 1981، ووضعه لاحقًا قيد الإقامة الجبرية. وفي خضم الحرب الإيرانية-العراقية، غادر طهراني سرًا إلى بغداد،
في آذار/مارس 1984، حيث أدلى بمواقف عبر الإذاعة العراقية انتقد فيها طهران والسلطات الإيرانية، ولحقت به زوجته بعد عام من ذلك، عاد طهراني إلى إيران، العام 1995، وسلّم نفسه إلى السلطات، ووضع “قيد الاعتقال” دون أن يودع السجن على الفور،
وحكم عليه بعشرين عامًا خلف القضبان، أمضى منها “أكثر من 7 أعوام في سجون متعددة”. في حزيران 2021 اعلنت الصحافة الايرانية ان “الشيخ علي طهراني المعارض الايراني السابق وصهر مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي،
حاول الانتحار في سجن ايوين في طهران لكن حالته ليست في خطر”، وفي عام 2005 تم اطلاق سراحه. فريدة تنضم لفائزة رفسنجاني وفريدة هي مهندسة مدنية، وناشطة تعمل في الدفاع عن حقوق المعتقلين الإيرانيين، وقد تعرضت هي نفسها للاعتقال مرتين على الأقل،
آخرها كان في كانون الثاني الماضي بعد نشرها شعرا، يتغنى بملكة إيران السابقة فرح ديبا بهلوي، مما زاد من إحراج نظام طهران أمام العالم، ويشكل خروجها اليوم معترضة بعد اندلاع الاحتجاجات التي بدأت بعد مقتل الناشطة مهسا أميني، بسبب عدم التزامها بالحجاب الشرعي،
ونشر مقطع فيديو تنتقد فيه النظام الذي يتربع خالها على قمته منذ أكثر من ثلاثة عقود، يشكّل مزيدا من الاحراج واظهار ان اقرب المقربين عائليا من المرشد السيد خامنئي، باتوا يضيقون ذرعا بظلم رجال الباسيج وحرس الثورة الذين يقمعون المواطنين حماية لنظامه.
وتنضمّ فريدة بذلك الى فائزة رفسنجاني، ابنة الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، التي اعتقلت في شهر ايلول الماضي بعد انلاع الاحتجاجات بتهمة تحريض مثيري الشغب، وذكرت حينها وكالة تسنيم للأنباء، ات المحكمة وجهت لابنة الرئيس الإيراني الأسبق
تهم القيام بأنشطة دعائية تحريضية ضد النظام والتجديف! تنضمّ فريدة بذلك الى فائزة رفسنجاني، ابنة الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، التي اعتقلت في شهر ايلول الماضي وكانت صرحت فائزة رفسنجاني سابقا، إن “تدخل إيران في سوريا خلف 500 ألف قتيل” مشیرة إلى أن والدها عارض مشاركة إيران
في الحرب في سوريا. وانتقدت فائزة رفسنجاني سياسة إيران في المنطقة وقالت إنها “أدت إلى فقداننا أصدقاءنا، وأصبحت سياستنا الخارجية تشبه السياسة الداخلية، حيث تحول المؤيدون إلى منتقدين، ثم تبدل المنتقدون إلى معارضين”.
وبذلك تثبت انتفاضة ايران الحالية أن شرارتها ومحركها النساء بامتياز، بدأت بمهسا أميني ضدّ الحجاب، لتنتهي بعصيان بنات قيادات النظام نفسه ضدّ ارث ابائهن الثقيل!