سنة ٢٠٢٢ المنصرمة يبدو أنها لن تتركنا سعداء طويلاً في كنف الكبار وفي كنف الفكر والأدب والثقافة، وفي شهرها الأخير تأخذ من الوطن العربي ركناً من أركان الثقافة العربية، وتحديداً الثقافة المصرية العريقة، فقد توفي صباح اليوم السبت الدكتور صلاح فضل رئيس “مجمع اللغة العربية” بالقاهرة،
ونعى (المجمع):” نائبًا، وأمينًا عامًّا، وأعضاء، وخبراء، وباحثين، ومحررين، وموظفين- المفكر والناقد الأدبي الكبير د.صلاح فضل (رئيس المجمع) الذي وافته المنية اليوم، سائلين الله تعالى أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يلهم أسرته ومحبيه وطلابه الصبر والسلوان”.
(من هو صلاح فضل؟) انه فقيد الفكر والأدب ورئيس”المجمع”، صاحب مسيرة علمية حافلة بالعطاء والإنجاز؛ فهو ناقد أدبي بفنون الأدب العربي والأدب المقارن ونظرية الأدب ومناهج النقد الحديث، ومترجم. وُلد “محمد صلاح الدين عبدالسميع فضل” بقرية شباس الشهداء بوسط الدلتا في عام 1938.
اجتاز المراحل التعليمية الأولى الابتدائية والثانوية بالمعاهد الأزهرية. حصل على ليسانس كلية دار العلوم– جامعة القاهرة عام 1962م. عمل معيداً بالكلية ذاتها منذ تخرجه حتى عام 1965. أُوفِد في بعثة للدراسات العليا بإسبانيا، وحصل على دكتوراه الدولة في الآداب من جامعة مدريد المركزية عام 1972. عمل في أثناء بعثته مدرساً للأدب العربي والترجمة بكلية الفلسفة والآداب بجامعة مدريد منذ عام 1968 حتى عام 1972.
وتعاقد خلال الفترة نفسها مع المجلس الأعلى للبحث العلمي في إسبانيا للإسهام في إحياء تراث ابن رشد الفلسفي ونشره. عمل بعد عودته أستاذًا للأدب والنقد بكُلِّيتى اللغة العربية والبنات بجامعة الأزهر. وعمل أستاذا زائرا بكلية المكسيك للدراسات العليا منذ عام 1974 حتى عام 1977.
وأنشأ خلال وجوده بالمكسيك قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة المكسيك المستقلة عام 1975. وانتقل للعمل أستاذا للنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس منذ عام 1979. وانتدب مستشارا ثقافيًّا لمصر ومديرا للمعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد بإسبانيا منذ عام 1980 حتى عام 1985. شغل رئيس تحرير مجلة المعهد المصري للدراسات الإسلامية بمدريد. اختير أستاذا شرفيّا للدراسات العليا بجامعة مدريد المستقلة.
انتُدب بعد عودته إلى مصر عميدا للمعهد العالي للنقد الفني بأكاديمية الفنون بمصر منذ عام 1985 حتى عام 1988. وعمل أستاذًا زائرا بجامعات صنعاء باليمن والبحرين حتى عام 1994. كما عمل أستاذا للنقد الأدبي والأدب المقارن بكلية الآداب بجامعة عين شمس ورئيسًا لقسم اللغة العربية . كما انتُدب لتولي رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية في يناير 2002 حتى مارس 2003 حينما أحيل للتقاعد بعد بلوغه السن القانونية.
انتُخب الراحل عضوا بمجمع اللغة العربية عام 2003، في المكان الذي خلا بوفاة الدكتور بدوي طبانة. وصدر قرار وزاري بتكليفه قائمًا بعمل رئيس مجمع اللغة العربية منذ نوفمبر 2020.