بَسَمَ الدَّهرُ لها، واخضَلَّ فِيها، مَرْجَ نَوْرٍ زادَها عُجْبًا وتِيها
وزَها الحُسنُ بِقَدٍّ ما رَأَت واحَةٌ، في نَخلِها الغَضِّ، شَبِيها
أَلَقُ النِّسرِينِ، إِغواءُ السَّنا، وجَنَى الأَكمامِ مِعطاءً نَزِيها
حَسِبَت أَنَّ اللَّيالِي لا تَنِي تَزرَعُ المَيعَةَ زَهرًا في سِنِيها
بَيْدَ أَنَّ العُمرَ وَلَّى لاهِثًا، فَإِذا البَسمَةُ آهاتٌ بِفِيها
هكذا الأَقدارُ تُعطِينا، فَلا تَبلُغُ النَّفسُ إِلى قَدْرٍ يَفِيها
فَسَلِيها، يا ابنَةَ الأَحلامِ، هَل دامَتِ الأَحلامُ، يَومًا، لِبَنِيها؟!
وسَلِيها كَيفَ يَغدُو الطِّيبُ إِن هَبَّتِ الأَرياحُ بِالطِّيبِ… سَلِيها!
***
دارَتِ الأَيَّامُ حَتَّى صَوَّحَت زَهَرَ البُستانِ، واسوَدَّت حُلِيها
فَإذا، بَعدَ حُقُولِ الخِصْبِ في زَهْوَةِ العُمرِ، أَتَى الجَدْبُ يَلِيها
هِيَ ذِي الدُّنيا، وهذا عُرْفُها، فَصَباحُ السَّعْدِ لا يَمكُثُ فِيها
وَردَةُ الذُّروَةِ يَأتِيها المَسا، فَيُرِيها غَيرَ ما كانَ يُرِيها!