«جريمة العاقبية» أبعد من «غضب الأهالي».. إبحث عن «حزب الله»!

اصبح معلوماً على إثر كُل حادث تتعرض له القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، أن يصدُرَ سيلاً من بيانات الإدانة والاستنكار من السلطات اللبنانية وعلى مختلف مستوياتها، ويُعرِبُ المسؤولون اللبُنانيون عن اسفهم واعتراضهم وإدانتهم لما جرى او يجري، وكأن الامر هو مُجرد حادثٍ عرضي بسيطٍ اوصغير، ولا يرتقي إلى مُستوى ممارسة الحُكم وما يتظهر عنها من مسؤلياتٍ وموجبات.

 

حقيقة الوقائع على الارض ووفقاً لمعلومات المواطن الجنوبي البسيط والذي يهتم في مُتابعة اشغاله فحسب يُدرك بأن الاهالي براءٌ مما يُنسبُ إليهم من اعمال تعرُض للدوريات الدولية كما العادة ايضاً في كُل حادث يتعرضُ فيه جنود القوات الدولية، تُلقى التُهم على الاهالي في تلك البلدة او ذلك الشارع او الحي، بينما حقيقة الوقائع على الارض، ووفقاً لمعلومات المواطن الجنوبي البسيط والذي يهتم في مُتابعة اشغاله فحسب، يُدرك بأن الاهالي براءٌ مما يُنسبُ إليهم من اعمال تعرُض للدوريات الدولية، لان هذه القوات ومنذُ قرار توسيعها على إثر حرب العام ٢٠٠٦ وصدور القرار ١٧٠١،

 

وحضورها الى جنوب لبنان ساهمت وبفاعلية في توفير الامن والسلام للمنطقة الجنوبية، والتي تنعم بهدوء لم تعشهُ من قبل. بل تُقدم تلك القوات مُساهمات ومساعدات فاعلة، تُعطي مفاعيلها على الارض مما ساهم ويُساهم في تنمية قطاعات متعددة، مع ما تُقدمه تلك القوات من مساعدات للمدارس والبلديات، وإقامة الدورات التدريبية وورش العمل في نواحٍ عديدة، تُساهم في تطوير حياة المواطنين الجنوبيين،

 

عدا عن مئات الشباب والصبايا منهم ممن يعملون مع تلك القوات وفي مهنٍ متعددة. إذن، الواضح للمواطن الجنوبي، بأن من يقوم بتلك الاستفزازات واعمال الشغب والتعدي على دوريات قوات اليونفيل، هم من الشباب الذين ينتمون بوضوح لقوى الامر الواقع،

 

وعلى وجه الخصوص هم عناصر مرتبطة بحزب الله، ويقومون بأعمالهم بقرارٍ واضح وصريح من قيادتهم، وبناء على مُتابعةً حثيثة من قبل اللجان الامنية التابعة لحزب الله في المناطق الجنوبية، والتي ترصُدُ كل شيء في الجنوب ولا يغيب عنها شيء .

 

الواضح للمواطن الجنوبي بأن من يقوم بتلك الاستفزازات واعمال الشغب والتعدي على دوريات قوات اليونفيل هم من الشباب الذين ينتمون بوضوح لقوى الامر الواقع وعلى وجه الخصوص هم عناصر مرتبطة بحزب الله ومن هنا، لا يختلف ما تعرضت له دورية الكتيبة الايرلندية التابعة لقوات اليونفيل في منطقة العاقبية، عما سبق وتعرضت له الدوريات السابقة في بعض القرى والبلدات، و منها شقرا، مجدل زون ، الرمادية ،

 

راميا وغيرها الكثير. ولكن ان تتعرض دورية لإطلاق نار، وفي هذا الوقت بالتحديد، لهو أمرٌ مُستجد وحديث العهد، حيث كانت الاعتداءات على تلك القوات، تقتصر قبلاً على قطع الطرقات ومحاصرة الاليات ورشقها بالحجارة والاعتداء على بعض الجنوب او سرقة بعض العتاد او الاجهزة، أما ما حصل ليل الامس من إطلاق الرصاص المباشر على سيارات اليونفيل لهو أمرٌ جديد يوجب الاهتمام والتمحص وقراءة ما خلفياته ،

 

فكانت تلك الرسالة للداخل والخارج، موقعة بقطرات دم الجنود الايرلنديين وهم في طريقهم الى المطار لمغادرة لبنان لقضاء إجازات الاعياد. وبالطبع هذا الامر، يأتي بعد ان عبر قادة حزب الله, عن امتعاضهم واعتراضهم العلني، وفي اكثر من مناسبة بعد صدور قرار التجديد لقوات اليونفيل العاملة في جنوب لبنان في الواحد والثلاثين من شهر اب – اوغسطس الماضي من هذا العام ، والذي جرى تعديل في إحدى مواده،

والتي تُعطي الحق لقوات اليونيفل بحرية التحرك جنوبي الليطاني، ومن دون طلب الإذن من اي جهة اتت، وهذا الامر تلاهُ إطلالة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اطلق من خلاله رفض حزبه وعدم القبول بمندرجات قرار التجديد، واعتبره عملٌا عِدائيا يخدم المصالح الاسرائيلية في جنوب لبنان. كانت تلك الرسالة للداخل والخارج، موقعة بقطرات دم الجنود الايرلنديين وهم في طريقهم الى المطار لمغادرة لبنان لقضاء

إجازات الاعياد ولكن، المنطق يفرض طرح السؤال التالي: لماذا سلكت الدورية تلك الطريق الساحلي، الذي يربط ما بين صور وصيدا وهو طريق مملوء بالمطبات ويمر بين البلدات الساحلية، بينما تسلك قوات اليونيفل على غير عاداتها، والتي تسلك عادةً الاوتوستراد الساحلي،

في كل تنقلاتها ما بين الجنوب وبيروت وباقي المناطق اللبنانية، والذي يُجنبها المرور بالقرى والبلدات الساحلي؟! وخصوصا ان العاقبية هي منطقةً خارج نطاق عمل القرار ١٧٠١، وبالتالي عليها الالتزام بضوابط ومندرجات تختلف عما هي عليه في منطقة جنوبي الليطاني، وفي تنقلاتها عادة ما يُرافق قوافل قوات الامم المتحدة تلك، دوريةً من الشرطة العسكرية التابعة للجيش اللبناني. هل في الامر فعلاً قُطبةً مخفية،

تُحفز حزب الله الوقوع في الخطأ وبالتالي قد يكون لهذه الحادثة إنعكاساتٍ كُبرى؟! هنا، وبعيداً عن ذهنية المؤامرة ومندرجاتها يحذو التساؤل: هل في الامر فعلاً قُطبةً مخفية، تُحفز حزب الله الوقوع في الخطأ وبالتالي قد يكون لهذه الحادثة إنعكاساتٍ كُبرى؟!

فضلا عن ان البيانات التي صدرت، وحتى عن قيادة الجيش، عبرت فقط عن اسفها وتعازيها ولم تتطرق لحقيقة الامر، بينما ماصدر من بيانات عن قوات الدفاع الايرلندية، وعن ممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان اكبر من بيانات إدانة او تعبير عن قلق. أما من ناحية تكليف اجهزة السلطات اللبنانية، التحقيق في ملابسات الحادثة والعمل على كشف الفاعلين، فتلك لاشك نكتةً سمِجة تُذكر في مسار التحقيق في قضية الشهيد لُقمان سليم، والتي جرت في منطقة جنوب الليطاني التابعة لقوات اليونيفل بتاريخ ٣ شباط – فبراير من العام ٢٠٢١، وفي قريةٍ تابعة للكتيبة الفرنسية على وجه الخصوص، والذي مضى عليها ما يُقارب السنتين، ولم يصل التحقيق فيها الى اي اتهام او اية بينات يُعتدُ بها.

اقرأ المقال كاملا: https://janoubia.com/2022/12/15/%d8%ac%d8%b1%d9%8a%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%82%d8%a8%d9%8a%d8%a9-%d8%a3%d8%a8%d8%b9%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%ba%d8%b6%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%87%d8%a7%d9%84%d9%8a/