من دون ان يسميها، ردّ مجلس القضاء الاعلى على نقابتي المحامين في بيروت والشمال اللتين دعتا امس القضاة المعتكفين الى العودة عن اعتكافهم او تقديم استقالاتهم، مُصدرا بيانا بعد اجتماع عقده اليوم برئاسة القاضي سهيل عبود،اكد فيه على ان العمل في المحاكم لم يتوقف نهائيا رغم عدم تحقق اي من التقديمات، ومبررا استمرار القضاة في اعتكافهم نتيجة الواقع الذي فرض عليهم. ردّ مجلس القضاء الاعلى على نقابتي المحامين في بيروت والشمال اللتين دعتا امس القضاة المعتكفين الى العودة عن اعتكافهم او تقديم استقالاتهم وجاء في مستهل البيان :” إرادةً منه في إيضاح الحقائق، من دون الدخول في سجالاتٍ تُفقِد مطلقيها ما يسعون إليه من اسهاماتٍ ترمي إلى تكريس دولة القانون والعدالة، ونأياً بنفسه عن لغة الاتهامات والتهديدات،
وعن الردّ على تصريحات وأقوال غير مبرّرة طاولت السلطة القضائية والقضاة،وصوناً منه لإرادات يعتبرها مشتركة، غايتها تأمين تسيير مرفق العدالة وعدم توقفه”. واكد على ان توقف القضاة القسري عن العمل، لم يكن خياراً، بل واقعاً مفروضاً عليهم، في ظلّ عدم إقرار قانون استقلالية السلطة القضائية، وتدهور أوضاعهم المعيشية والمادية، التي أمست غير مقبولة بتاتاً، بالإضافة الى تراجع التقديمات الصحية والتعليمية،
وافتقاد المحاكم إلى المقوّمات التجهيزية الأولية والضرورية. توقف القضاة القسري عن العمل لم يكن خياراً، بل واقعاً مفروضاً عليهم وربط انتهاء توقف القضاة القسري عن العمل، بجملة أمورٍ، أولها الإرادة الواضحة في إقرار قانون استقلالية السلطة القضائية،
وتصحيح الوضع المادي للقضاة بالحدّ المفترض والثابت، وتأمين المقوّمات التجهيزية الضرورية لتأمين سَير العمل في المحاكم. مجلس القضاء الأعلى قد عمد إلى الطلب من القضاة تسيير العمل القضائي للبت في القضايا الإنسانية والضرورية والملحّة ورغم عدم تحقّق الأمور المذكورة، رأى المجلس إن العمل في المحاكم لم يتوقّف نهائياً، لا بل أن مجلس القضاء الأعلى قد عمد إلى الطلب من القضاة تسيير العمل القضائي للبت
في القضايا الإنسانية والضرورية والملحّة، ضمن الإمكانات المتاحة، وذلك ايماناً منه بضرورة تأمين استمرارية مرفق العدالة حتى في أصعب الظروف وأشدّها. وقد استجاب قضاة لبنان لهذا الطلب، آملين مواكبة السلطات المعنية لهذه الإيجابية. لن يسمح بأي تدخلٍ في القضاء
وبأي تعرّضٍ للقضاة وإذ شدد على ان مجلس القضاء الأعلى، الذي أقسم اليمين على صون كرامة القضاء والقضاة، يعلم علم اليقين حجم المعاناة غير المسبوقة التي استتبعت من القضاة صموداً استثنائياً رغم كل ما تعرضوا له من اساءات وتهديدات، كما يعلم علم اليقين حرص القضاة على العدالة وعلى حقوق وكرامة المتقاضين، اكد بانه لن يسمح بأي تدخلٍ في القضاء، وبأي تعرّضٍ للقضاة،
ويعتبر أن مثل هذا الأمر غير مقبول ومرفوض ومتعارض مع ما يمثلّه القضاء من سلطة دستورية مستقلّة. وختم:”إنّ ما تقدّم هو أساس ما يُبنى عليه، لإيجاد الحلول النهائية والثابتة التي نسعى إليها جميعاً، أي الوصول إلى السلطة القضائية المستقلة وبناء دولة القانون والعدالة”.