ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر موسم الأعياد ويعوّلون عليه بشكل كبير لاعادة تنشيط الدورة الإقتصادية نتيجة قدوم السواح والمغتربين الى البلاد، خصوصاً وأنه في الأعوام السابقة تأثرت الأحوال بشكل مباشر نتيجة انتشار فيروس “كورونا” والأوضاع المتردية التي عصفت بلبنان بسبب سوء الأوضاع وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة.
الواضح بحسب أرقام الوافدين والحجوزات أن لبنان يسير على طريق “إستعادة عافيته” رغم كلّ الظروف. إذ يتوقّع مدير عام الطيران المدني في مطار بيروت فادي الحسن أن “يكون شهر الأعياد “قويّاً” كما وصفه، وقد نصل الى ما بين 70 الى 80% من أعلى نسبة قدوم في الصيف التي وصلت الى 800 الف راكب، يعني من المفترض أن يحضر الى بيروت بين 500 الى 600 الف راكب”.
بنفس الوقت يشير نقيب أصحاب الفنادق بيار الاشقر الى أن “حركة الفنادق تتحسّن وفي فترة الأعياد خصوصاً، والتي لا تتجاوز العشرة أيام”، لافتاً الى أن “أغلب القادمين هم سواح عرب من الأردن ومصر وقلة من الجاليّة الكويتية،بينما باقي الدول كالسعوديين والقطريين وغيرهم ممنوع عليهم المجيء الى لبنان”، مشددا على أن “من يأتي بكثافة هو المغترب اللبناني المنتشر في كلّ أنحاء العالم”.
يشدّد بيار الاشقر على أن “أغلبية الاحتفالات بعيد الميلاد تكون في المنازلوما تبقّى هو لليلة رأٍس السنة، وحتى الساعة لا يوجد اعلانات في هذا الشأن مع التأكيد بوجود سهرات، ولكن في أماكن جبليّة كفقرا وفاريا وغيرها”، شارحا أنه “في بيروت سيكون هناك عمل في الفنادق من 22 كانون الأول ولغاية 2 كانون الثاني ونسبة الحجوزات في الفنادق هي بحدود 65 الى 70%”.
في الوقت عينه يؤكد أمين سر نقابة أصحاب المطاعم خالدنزهة فيشير الى أننا “ننتظر بفارغ الصبر موسم الاعياد خصوصا وأن القيود أزيلت”.
“من المرجح أن يدخل الى لبنان في فترة الاعياد تقريبا مليار دولار”. بحسب خالد نزهة، الذي يلفت عبر “النشرة” الى أن “كل القادمين سيأتون بعد 15 كانون الاول”، مشددا أيضا على أنه “سيتم إحياء حفلات ليلة رأس السنة ولكن البرامج ليست واضحة بعد”، بالمقابل يؤكد بيار الاشقر أن “المداخيل جراء الحجوزات زادت بنسبة 30 الى 40% هذا العام، ولكن يجب أن نأخذ بعين الأعتبار زيادة المصاريف أيضاً بنسبة كبيرة، فمثلا طن المازوت العام الماضي كان بمليونين و400 الف ليرة هذا العام أصبح بـ44 مليون ليرة”.
إذا، موسم الأعياد جيّد والواضح أن الأوضاع تتحسّن، إذ يعود فادي الحسن ليشير الى أن “قدوم المسافرين في شهر تشرين الثاني من هذا العام هو أعلى بنسبة 35% من شهر تشرين الثاني من العام 2021، ولكن لا يزال أقل من شهر تشرين الثاني من العام 2018″، مضيفا: “بدأنا نعود الى الحركة الاعتياديّة ما قبل كورونا والأزمة بنسبة 75%”.
في الخلاصة، من المتوقع أن يكون موسم الأعياد واعدا هذا العام، على أمل أن يكون بداية عودة الحياة وانعكاس هذا التحسن على العجلة الاقتصادية.