وحذرت الأمم المتحدة من أن كورونا لا تزال مدعاة للقلق العالمي فيما أدى تفشي الكوليرا والإيبولا وجدري القردة إلى تعبئة العاملين في مجال الصحة والإغاثة لاحتواء الأمراض وإنقاذ حياة الناس.
وإضافة إلى ذلك، نبهت الأمم المتحدة إلى أن هدف القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) بحلول عام 2030 في خطر، إلا أن لقاحا جديدا رفع الآمال في إمكانية التغلب على الملاريا.
وكان على سكان العالم الذين سئموا من الفوضى التي سببتها كورونا أن يتعاملوا مع متحور جديد شديد العدوى في بداية العام.
متحور أوميكرون وما بعده
ورغم أن العديد من البلدان بدأت في تخفيف الإغلاقات والقيود الأخرى على التنقلات، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن المرض لا يزال يمثل تهديدا. فبحلول آب، سُجل مليون حالة وفاة مرتبطة بكورونا.
وخلال جمعية الصحة العالمية في أيار، وهي الأولى التي تعقد شخصيا منذ انشار الجائحة عام 2019، حث مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، البلدان على عدم التخلي عن أخذ الحيطة والحذر.
وقال للمندوبين: “هل انتهى كورونا؟ لا، بالتأكيد لم ينته بعد. أعلم أن هذه ليست الرسالة التي تريدون سماعها، وهي بالتأكيد ليست الرسالة التي أريد إيصالها.”
أهداف القضاء على الإيدز خارج المسار
وأظهر تقرير صدر في تموز تباطؤ معدل انخفاض الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية إلى 3,6 في المئة بين عامي 2020 و2021، وهو أقل انخفاض سنوي في الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية منذ عام 2016.
وفي اليوم العالمي للإيدز في نوفمبر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن هدف القضاء على الإيدز بحلول عام 2030 بعيد عن المسار الصحيح.
وشهد هذا العام تطورات مشجعة في العلاجات الدوائية: ففي آذار، أُطلقت أول حقنة لتوفير حماية طويلة الأمد ضد فيروس نقص المناعة البشرية في جنوب أفريقيا والبرازيل، كبديل عن الأدوية اليومية.
وتقدر منظمة الصحة العالمية في تقرير حديث أن عدد المصابين هو نحو 430 ألف شخص في منطقة الشرق الأوسط، وتبقى هذه الأرقام عرضة للزيادة جراء نقص الفحوص الطبية وتمنع البعض عن الكشف عن الإصابة.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 14 ألف شخص من الـ430 ألف المصابين في منطقة الشرق الأوسط، هم من الأطفال. هذا فضلا عن أن البالغين والأطفال المصابين حديثا بفيروس نقص المناعة البشرية هو 42 ألفا.
الإيبولا
وقالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا: “يمكننا تغيير مسار هذه الفاشية بسرعة للأفضل لأن بحوزتنا لقاحات فعالة وخبرة يتمتع بها العاملون الصحيون في جمهورية الكونغو الديمقراطية في الاستجابة للإيبولا.”
وبحلول منتصف تشرين الثاني، أُكّدت 141 حالة إصابة في أوغندا و55 حالة وفاة، وأكدت منظمة الصحة العالمية أنها تعمل عن كثب مع السلطات الأوغندية لتسريع تطوير لقاحات جديدة، حسب أخبار الأمم المتحدة.
الكوليرا تعود إلى هايتي وتهدد الشرق الأوسط
ولم تكن هايتي الدولة الوحيدة التي تأثرت بهذا المرض البكتيري، فقد تفشى المرض في مدينة حلب السورية في سبتمبر، والذي نُسب إلى شرب المياه غير الآمنة من نهر الفرات واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، ما أدى إلى تلوث الغذاء.
وتفشى المرض في لبنان، بعد غياب دام ثلاثين عاما، وانتشر في أنحاء البلاد في نوفمبر.
جدري القردة
إلا أنه ومع تزايد الحالات العالمية، أعلنت المنظمة في تموز أن مرض جدري القردة يمثل “حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا”.
وبحلول كانون الأول، أُبلغ عن أكثر من 80 ألف حالة في 110 دول، نتج عنها 55 حالة وفاة.
اختراق كبير في مجال الملاريا
ولا تزال الملاريا إحدى أكثر الأمراض فتكا بالأطفال دون سن الخامسة.