لارا يزبك
– يصرّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على وضع حد لوضعية الشغور اليوم قبل الغد. هو يرفع السقف عاليا منذ اسابيع مطالبا بوقف ما يحصل رئاسيا، وكان آخر نداءاته في عظة عيد الميلاد حيث دعا المسؤولين إلى الكفّ عن تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً أنّ “الكبرياء يمنع السياسيين من التلاقي والتحاور للخروج من الأزمة”. وقال الراعي من بكركي إنّ “الكبرياء يمنع السياسيين من التلاقي والتحاور من أجل الخروج من أزمة انتخاب رئيس، فيما أنين الشعب الجائع والمقهور لا يبلغ آذان قلوبهم وضمائرهم”، سائلاً “أين هم من وجه الرحمة الذي انكشف لنا في الميلاد”؟ وأضاف “ليكفوا عن تعطيل انتخاب رئيس لكي تعود الحياة الطبيعية إلى المؤسسات الدستورية وتخرج البلاد من أزماتها القاتلة الاقتصادية والمالية والشعب من فقره وحرمانه وقهره”.
اما امس، فأثار القضية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، اذ كشف سيد الصرح لزواره، عن أنه تلقى اتصال معايدة من بري، فقال له معاتبا “كنت أنتظر منك معايدة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية”. فأجابه “دعوتهم للحوار مرتين ولم يلبوا، فجددت له تأكيدي على ان الاولوية اليوم هي لانتخاب رئيس”. كما كرر الراعي القول إن “الدولة لا تسير من دون رأس ولبنان يموت من دون رئيس”.
غير ان مصادر سياسية معارضة تعتبر عبر “المركزية” ان من الضروري، كي تحصل الانتخابات، ان يبدأ الراعي بممارسة ضغوطه داخل البيت المسيحي. صحيح ان نواب “أمل” وحلفاء الرئيس بري في فريق 8 آذار يعطّلون الجلسات الانتخابية ويطيّرون نصابها كما انهم يقترعون بأوراق بيضاء ولا مرشّح محددا لهم بعد، الا ان موقف احد “ابناء رعيّته” مِن الاستحقاق، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يُعتبر ايضا من العوائق الاساسية امام انجاز الانتخابات.
فحتى الساعة، الاخير يرفض الاقرار باستحالة وصوله الى قصر بعبدا، ويأبى التسليم بالامر الواقع هذا. انطلاقا من هنا، ولانه رأى ان طريق “الضاحية الجنوبية”، لن تقوده الى القصر كما فعلت مع عمّه الرئيس السابق ميشال عون، فإنه قرر البحث عن طرق بديلة لتحقيق هدفه، فكثّف من حركته ومن لقاءاته، حتى مع الخصوم، وقد زار رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط نهاية الاسبوع الماضي، محاولا استمالته رئاسيا. واذا كانت ديناميته لن تجعله رئيسا، فإنه يريدها ايضا لتقطع الطريق على كل من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزيف عون، اذ يعتبر ان فوز اي منهما في السباق الى القصر، فيه خسارة سياسية وشعبية او “مناطقية” له. انطلاقا من هنا، فإنه يطرح على مضيفيه، في الداخل وفي الخارج، البحثَ عن مرشّحين لا يقضّون مضجعه، حتى انه حاول اقناع فرنجية في لقائهما السري الاخير، بالانسحاب من الحلبة الرئاسية…
عليه، تشير المصادر الى ان اتصالات باسيل في العلن وفي الكواليس، لا تهدف الى انجاز الانتخابات، بقدر ما تهدف الى انتخابه هو والى منع وصول منافسيه.. لذا لا بد للحريصين على ملء الشغور، وبكركي على رأس هؤلاء الحريصين، من تذليل عقبة باسيل قبل اي عقد أخرى، تختم المصادر.