-
يُعدّ تدخينُ السجائر السببَ الأكثر شُيُوعًا لسرطان الرئة.
-
وأحدُ الأعراض الشائعة هو السعال المستمر أو التغيّر في طبيعة السُّعال المزمن.
-
قد تكشُف الأشعَّة السِّينية للصدر عن معظم سرطانات الرئة، ولكن إجراء اختبارات تصوير إضافية أخرى وخزعات يُعدُّ أمرًا ضروريًّا.
-
يمكن استخدامُ الجراحة والعلاج الكيميائي والعَوامِل المستهدفة والعلاج الإشعاعي في معالجة سرطان الرئة.
يُعدُّ سرطانُ الرئة هو السببَ الرئيسي للوفاة بالسرطان عند الرجال والنساء على حدٍّ سواء.لقد انخفض عددُ الوفيات بسبب سرطان الرئة عندَ الرجال، ويبدو أنه يتناقص عندَ النساء بعد ازدياده لعدَّة عقود.تعكس هذه الاتجاهاتُ تغيّرًا في عدد المدخّنين خلال الثلاثين سنة الماضية.في سنة 2018، من المتوقع أن يموت أكثر من 154000 شخص بسبب سرطان الرئة، ونحو 83500 رجل و 70500 امرأة.يُمثِّل هذا الرقمُ حَوالى 25٪ من الوفيَات النَّاجمة عن السرطان.
سرطان الرِّئة الأوَّلي هو سرطان ينشأ من خلايا الرئة.يمكن أن يبدأ سرطانُ الرئة الأوَّلي في المسالك الهوائيَّة التي تتفرَّع عن الرُّغامى لتزويد الرئتين (القصبات) أو في الأكياس الهوائية الصغيرة للرئة (الأسناخ).
سرطان الرئة النَّقيلي هو سرطان انتشر إلى الرئة من أجزاء أخرى من الجسم (الأكثر شُيُوعًا من الثدي أو القولون أو البروستات أو الكلى أو الغُدَّة الدرقية أو المعدة أو عنق الرَّحم أو المستقيم أو الخُصيَتين أو العظام أو الجلد).
يوجد نوعان رئيسيَّان من سرطان الرئة الأوَّلي:
-
سرطان الرِّئة غير صغِير الخلايا: حَوالي 85-87٪ من سرطانات الرئة موجودة في هذه الفئة.ينمو هذا السرطانُ ببطء أكثر من نموِّ سرطان الرئة صغير الخلايا.ومع ذلك، وفي الوقت الذي يُوضَع فيه التشخيص في حوالى 40٪ من المرضى، يكون السرطانُ قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم خارج الصدر.وأكثر الأنواع شيوعًا من سرطان الرِّئة غير صغِير الخلايا هو السَّرَطانَةٌ الحَرشَفيَّة الخَلايا squamous cell carcinoma والسَّرطانة الغُدِّيَّة adenocarcinoma والسَّرَطانَةٌ ضَخمَةُ الخَلاَيا large cell carcinoma.
-
سرطان الرئة صغير الخلايا: يُسمّى كارسينومة الخلايا الشوفانيَّة oat cell carcinoma، ويُمثِّل هذا السرطان حَوالى 13-15٪ من سرطانات الرئة.ويُعدُّ من السرطانات الشديدة العدوانيَّة، وينتشر بسرعة.وبحلول الوقت الذي يُوضَع فيه التشخيص، يكون السرطانُ قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
تنطوي سرطاناتُ الرئة النادرة على الأنواع التالية:
-
الأورام السَّرَطاويَّة القصبيَّة Bronchial carcinoid tumors (التي قد تكون غير سرطانيَّة أيضًا)
-
السَّرطانات الغُدِّيَّة القَصبيَّة Bronchial gland carcinomas
-
الأورام اللمفاويَّة Lymphomas (سرطانات الجهاز اللمفي أو الدم)
-
ورم المتوسّطة Mesothelioma (بسبب التعرُّض للأسبست)
الأسباب
يُعدُّ تدخينُ السجائر السببَ الرَّئيسيَّ للسرطان، وهو يمثل حوالى 85٪ من حالات سرطان الرئة.يختلف خطرُ الإصابة بسرطان الرئة باختلاف عدد السجائر المُدخَّنة، وعدد سنوات التدخين.ومع ذلك، فإنَّ بعضَ المدخنين الشَّرهين لا يُصابون بسرطان الرئة.ينخفض خطرُ الإصابة بسرطان الرئة عندَ الأشخاص الذين يُقلعون عن التدخين، ولكن المدخنين السابقين سيبقون دومًا أكثر عُرضةً للإصابة بسرطان الرئة مقارنةً بالأشخاص الذين لم يُدخِّنوا على الإطلاق.
حوالى 15-20٪ من الأشخاص الذين أُصيبوا بسرطان الرئة لم يُدخِّنوا على الإطلاق أو دَخَّنوا بشكلٍ محدود؛فسببُ إصابة هؤلاء الأشخاص بسرطان الرئة غيرُ معروف، ولكن قد تكون بعض الطفرات الجينيَّة مسؤولةً عن ذلك.
تنطوي عواملُ الخطر المحتملة الأخرى على تلوّث الهواء وتدخين الماريجوانا (الحشيش) والتَّعرُّض لدخان السيجار ودخان السجائر غير المباشر والتعرّض للمواد المسرطنة، مثل الأسبستوس asbestos والإشعاع والرّادون radon والزرنيخ arsenic والكرومات chromates والنيكل nickel وإثيرات الكلوروميثيل chloromethyl ethers والهيدروكربونات العطرية المتعدّدة الحلقات polycyclic aromatic hydrocarbons وغاز الخردل، أو انبعاثات فحم الكوك coke-oven emissions التي تُصادَف أو تُستنشَق في أثناء العمل، واستخدام المواقد المكشوفة للطهي والتدفئة.ويكون خطرُ الإصابة بسرطان الرئة أكبر لدى الأشخاص الذين يتعرّضون لهذه المواد، والذين يدخنون السجائر أيضًا.
لا يزال خطرُ سرطان الرئة المرتبط بالنيكوتين الإلكتروني، مثل السجائر الإلكترونية، غير محدّد.
ما زال أمر التَّعرُّض للرادون المنزلي وكميَّته التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة من الأمور المُثيرة للجدل.ولكن، تُشير بعضُ التقارير إلى أنَّ التعرضَ للرادون هو أحد عوامل الخطر لسرطان الرئة.
تصيب سرطاناتُ الرئة في حالاتٍ نادرة، وخاصةً السرطان الغدّي وكارسينومة الخلايا السنخيَّة القصبيَّة (نوع من السرطان الغذّي)، الأشخاص الذين تَندَّبت رئاتهم نتيجة اضطرابات الرئة الأخرى، مثل داء السل.كما قد يكون المدخِّنون الذين يتناولون مكمّلات بيتا كاروتين beta-carotene supplement عُرضة لزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.
الأعراض
تختلف أعراضُ سرطان الرئة باختلاف نوعه وموضعه، والطريقة التي ينتشر بها داخل الرئتين أو إلى المناطق القريبة من الرئتين أو إلى أيِّ مكانٍ آخر من الجسم.لا تكون هناك أيَّة أعراضٍ عندَ بعض الأشخاص حين وضع التَّشخيص.
يُعدُّ السعالُ المستمرّ أحدَ أكثر الأعراض شيوعًا، أو يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من السعال المزمن حدوث تغيُّرٍ في طبيعة السعال.ويبصق بعضُ المرضى الدَّم أو يبصقون بلغمًا مخطَّطًا بالدَّم (نفثُ الدَّم).من النَّادر أن يحدثَ سرطان الرئة في وعاءٍ دمويٍّ رئيسيٍّ، ويُسبِّبَ نزفًا شديدًا.
تنطوي الأعراضُ الإضافية غير النَّوعيَّة لسرطان الرئة على نَقص الشَّهية ونَقص الوَزن والتعب وألم الصَّدر والشُّعور بالضَّعف.
مُضَاعَفاتُ سرطان الرئة
يمكن أن يؤدي سرطانُ الرئة إلى تضيُّق المسالك الهوائيَّة، ممَّا يُسبِّب صدورَ صوت أزيز.إذا كان الورمُ يسدُّ المسلك الهوائي، فقد ينخمص جزءُ الرئة المُتَّصل بهذا المسلك الهوائي، وهي حالة تسمّى الانخماص،ومن العواقب الأخرى لانسداد المسلك الهوائي نجد الشعورَ بضيق النَّفَس والالتهاب الرئوي، ممَّا قد يؤدي إلى السُّعال والحمّى وألم الصدر.
وإذا كان الورمُ ينمو في جدار الصدر، فقد يتسبّب في ألمٍ شديدٍ ومستمرٍّ في الصدر.يمكن أن تتجمَّعَ السوائلُ المحتوية على خلايا سرطانية في الحيز بين الرئة وجدار الصدر (وهي حالة يُشار إليها باسم الانصباب الجنبي الخبيث).وقد يؤدِّي تجمُّعُ كمياتٍ كبيرةٍ من السوائل إلى حدوث ضيقٍ في النَّفَس.وإذا انتشر السرطانُ في أنحاء الرئتين، تصبح مستوياتُ الأكسجين في الدَّم منخفضة، ممَّا يُسبِّب ضيقًا في النَّفَس مع تضخُّم الجانب الأيمن من القلب في النهاية، واحتمال حدوث فشلٍ في القلب (اضطراب يسمَّى القلب الرئوي).
وقد ينمو سرطانُ الرئة نحو أعصاب معيَّنة في الرقبة، ممَّا يؤدي إلى تدلِّي الجفن وتضاؤل حجم الحدقة ونقص التعرُّق في أحد جانبي الوجه — وتسمّى مجموعة الأعراض هذه مُتلازمة هورنر.وقد تنمو السرطاناتُ في الجزء العلوي من الرئة نحوَ الأعصاب التي تتَّصل بالذراع، ممَّا يجعل الذراع أو الكتف مؤلمًين ومخدَّرَيْن وضعيفين.وغالبًا ما تُسمَّى الأورام في هذا الموقع بأورام بانكوست Pancoast tumors.وعندما ينمو الورمُ نحو الأعصاب في وسط الصدر، قد يتضرَّر العصب المتّجه إلى الحنجرة ويتحوَّل الصوتُ إلى صوتٍ أجَشّ؛ ويمكن أن يتضرَّر العصب المتجه إلى الحجاب الحاجز ممَّا يسبب ضيقًا في النَّفَس وانخفاض مستويات الأكسجين في الدَّم.
وقد ينمو سرطان الرئة نحوَ المريء أو بالقرب منه، مما يؤدي إلى صعوبة في البلع أو الشُّعور بالألم عندَ البلع.
يمكن أن ينمو سرطانُ الرئة نحوَ القلب أو في منطقة منتصف الصدر (المنصفية)، مؤدِّيًا إلى حدوث اضطراب في نظم القلب أو انسداد في جريان الدَّم نحوَ القلب، أو تجمُّع سائل في الكيس المحيط بالقلب (الكيس التَّأمُورِيّ).
وقد ينمو السرطانُ نحوَ أحد الأوردة الكبيرة في الصدر، أو يضغط عليها (الوريد الأجوف العلوي)،ويطلق على هذه الحالة تسمية مُتلازمة الوريد الأجوف العلوي uperior vena cava syndrome.يؤدي انسدادُ الوريد الأجوف العلوي إلى عودة الدَّم إلى الأوردة الأخرى في الجزء العلوي من الجسم؛فتتضخَّم الأوردة في جدار الصدر.يمكن أن يتورَّم الوجهُ والرقبة والجزء العلوي من جدار الصدر – بما في ذلك الثديان – ممَّا يؤدي إلى الشعور بالألم، وتصبح تلك الأعضاءُ محتقنة بالدَّم.كما يمكن أن تتسبّب الحالة بالشعور بضيق النَّفَس والصُّدَاع وتشوُّش الرؤية والدَّوخة والنعاس.تتفاقم هذه الأَعرَاضُ عادةً عندما يستلقي الشخصُ أو ينحني إلى الأمام.
كما قد ينتشر سرطانُ الرئة عبر مجرى الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويصل إلى الكبد أو الدماغ أو الغدد الكظرية أو الحبل الشوكي أو العظام غالبًا.قد ينتشر سرطانُ الرئة في وقتٍ مبكرٍ من سير المرض، وخاصّة سرطان الرئة الصغير الخلايا.قد تظهر أعراض ـ مثل الصُّدَاع والتخليط الذهني والاختلاجات وآلام العظام ـ قبل ظهور أية مشكلة في الرئة، ممَّا يزيد من صعوبة التشخيص المُبكِّر.
تتكوََّن متلازماتُ الأباعد الورمية Paraneoplastic syndromes من تأثيرات ناجمة عن السرطان، ولكنها تحدث بعيدًا عن السرطان نفسه، مثل الأعصاب والعضلات.لا ترتبط هذه المتلازماتُ بحجم أو موضع سرطان الرئة، ولا تعطي مؤشِّراتٍ بأنَّ السرطان قد انتشر خارج الصدر.تنجم هذه المتلازماتُ عن المواد التي يفرزها السرطان (مثل الهرمونات والسيتوكينات cytokines وبروتينات أخرى مختلفة).تشتمل الآثارُ الشائعة للأباعد الورميَّة لسرطان الرئة على ما يلي:
-
فرط كالسيوم الدَّم hypercalcemia (ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدَّم) عند الأشخاص المصابين بالسَرَطانَة حَرشَفيَّة الخَلايا squamous cell carcinoma
-
تعجُّر الأصابع مع أو من دون الاعتِلاَل المَفصِلِيّ العَظمِيّ الضَخامِيّ الرِّئَوِيّ المنشأ (التهاب العظام والمَفاصِل)
-
فرط الخثورية مع الخُثار الوريدي السطحي الهاجر (مُتلازمة تروسو Trousseau)، ممَّا يُسبِّبُ تجلُّط الدَّم في الساقين
-
أعراض مشابهة لأعراض الوهن العضلي الوبيل (مُتلازمة إيتون لامبرت Eaton-Lambert)
-
أنواع أخرى مختلفة من الخلل الوظيفي في الجهاز العصبي
التشخيص
-
التصوير
-
الفحص المجهري للخلايا الورميَّة
-
الاختبار الجيني للورم
-
تحديد المرحلة
يستقصي الأطباءُ احتمالَ الإصابة بسرطان الرئة عندما يكون لدى المرضى، وخصوصًا عند المدخّنين، سعالٌ مستمرٌّ أو متفاقمٌ أو أعراض رئوية أخرى (مثل ضيق النَّفَس أو سعال مُنتِج مصطبغ بالدَّم) أو نقص في الوزن.
التَّصوير
يُعدُّ التصويرُ بالأشعَّة السِّينية للصدر الاختبارَ الأول الذي يُجرى عادةً.يمكن لصورة الأشعة السِّينية للصدر كشف معظم أورام الرئة، رغم أنَّها قد لا تكتشف الأورامَ صغيرة الحجم.يوفِّر اكتشافُ ظِلٍّ في صورة الأشعَّة السينيَّة التي أُجريَت لأسبابٍ أخرى (قبل الجراحة مثلًا) في بعض الأحيان الدليل الأوَّل للأطبَّاء، رغم أنَّ هذا الظِّلَّ لا يُشكِّل دليلًا على الإصابة بالسرطان.
يمكن بعدَ ذلك إجراء التصوير المقطعي المُحوسَب (CT)؛حيث يستطيع هذا التصويرُ إظهارَ أنماطٍ مميَّزة تُساعد الأطباء على وضع التشخيص.كما يمكنه اكتشاف الأورامٍٍ الصغيرة غير المرئية في صورة الأشعَّة السِّينية للصدر، واكتشاف وجود تضخم في العُقد اللمفيَّة داخل الصدر.
تعمل التقنيَّاتُ الحديثة، مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) وأحد أنواع التصوير المقطعي المحوسب الذي يُسمَّى التصوير المقطعي الحلزوني، على تحسين القدرة على اكتشاف الأورام السرطانيَّة الصغيرة.يستعمل اختصاصيُّو الأورام (الأطباء المتخصصون في معالجة الأشخاص المصابين بالسرطان) ماسحات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني والتصوير المقطعي الحلزوني PET-CT دائمًا، التي تجمع بين تقنية الأشعَّة المقطعية الحلزونية CT والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET في جهازٍ واحد، لتقييم المرضى المُشتبه بإصابتهم بالسرطان.كما يمكن استخدامُ التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) إذا لم توفر الأشعَّة المقطعية الحلزونية أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني معلومات كافية للأطباء.
الفحصُ المجهري
من الضروري إجراءُ فحصٍ مجهريٍّ لنسيج الرئة المأخوذ من المنطقة التي قد تكون سرطانية لتأكيد التشخيص عادةً.يمكن لعيِّنةٍ من البلغم توفير مادّة كافية لإجراء فحص (تُسمَّى سيتولوجيا القشع sputum cytology) في بعض الأحيان.وإذا تسبّب السرطانُ في حدوث انصباب جنبي خبيث، فقد يكون سحب السَّائِل الجنبي واختباره كافيين.ومع ذلك، يحتاج الأطباءُ إلى الحصول على عينة من نسيج الورم بشكلٍ مباشر عادةً.توجد طريقة واحدة شائعة للحصول على عَيِّنَة نسيجيَّة، وهي باستخدام تَنظيرُ القَصَبات.تجري مراقبة مجرى الهواء للمريض بشكلٍ مباشر، ويمكن الحصولُ على عيِّنات من الورم.
وإذا كان السرطانُ بعيدًا جدًا عن المسالك التنفسية الرئيسية التي يمكن الوصول إليها باستخدام منظار القصبات، فيمكن للأطبّاء عادةً الحصول على عينة عن طريق إدخال أداة من خلال الجلد.يُسمَّى هذا الإجراءُ بالخزعة عن طريق الجلد.لا يمكن الحصولُ على عَيِّنَة في بعض إلّا بإجراء جراحي يسمّى بضع الصدر.كما يمكن أن يجري الأطباء تنظير المنصف mediastinoscopy، حيثُ يأخذون عيِّنات من العُقد اللمفية المتضخمة (اختِزاع) من وسط الصدر، ويفحصونها لتحديد ما إذا كان الالتهابُ أو السرطان هو المسؤول عن حدوث التضخُّم.
الاختباراتُ الجينية
يطلب الأطباء اختباراتٍ جينية لعينة الأنسجة لمعرفة ما إذا كان السرطان ناجمًا عن طفرة يمكن علاجُها بالأدوية التي تستهدف تأثيرات الطفرة.
تحديد المرحلة
يقوم الأطبَّاء عادةً، وبمجرد تمييز السرطان تحت المجهر، بإجراء اختبارات لتحديد مدى انتشاره.يمكن إجراءُ تفرُّس بالأشعَّة المقطعية الحلزونية والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET-CT) وتصوير الرأس (الأشعَّة المقطعية للدماغ CT أو التصوير بالرنين المغناطيسي MRI) لتحديد ما إذا كان سرطان الرئة قد انتشر، ولاسيَّما نحوَ الكبد أو الغدتين الكظريتين أو الدِّماغ.وفي حال عدم توفُُّّر التفرُّس بالأشعَّة المقطعية الحلزونية والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET-CT، تُجرى الأشعَّة المقطعية CT للصدر والبطن والحوض والعظام.وقد يُظهِرُ فحصُ العظام أنَّ السرطان قد انتشر إليها.
تُصنّفُ السرطانات وفقًا لما يلي:
-
حجم الورم
-
ما إذا كان قد انتشر إلى العُقَد اللِّمفِية المجاورة
-
ما إذا كان قد انتشر إلى الأعضاء البعيدة
وتستخدم التصنيفاتُ المختلفة لتحديد مرحلة السرطان.تُشير المرحلةُ التي وصل إليها السرطان إلى المعالجة الأنسب، وتُمكِّن الأطباء من توقُّع مآل المرض.
استقصاء سرطان الرِّئة
لا توجد دراسات للتَّحري مقبولة عالميًّا.تشتمل اختباراتُ التحرّي أو الاستقصاء على فحص الصدر بالأشعَّة السِّينية أو التصوير المقطعي المحوسب أو بفحص البلغم أو جميع هذه الطرائق في محاولة لكشف السرطان عندما يكون في مرحلة مُبكِّرة.
لم يُظهِر تحرِّي جميع المرضى وجود فُرصٍ لتحسين البقاء على قيد الحياة عند الأشخاص المصابين بسرطان الرئة، وبذلك لا يُنصح بالقيام بالتَّحري عند الذين ليست لديهم عواملُ خطر.قد تكون الاختباراتُ مُكلفةً، وتؤدي إلى الشعور بقلقٍ شديدٍ إذا كانت نتائجها إيجابية كاذبة بحيث تشير بشكلٍ خاطئ إلى وجود سرطان.كما أنَّ العكسَ صحيحٌ أيضًا.فقد يُعطي اختبارُ التحرّي نتيجة سلبية عندما يكون السرطان موجودًا بالفعل.
ومع ذلك فتحرِّي الأشخاص المُعرَّضين لأخطارٍ شديدة قد يكون فعَّالًا.ولهذه الأَسبَاب، من المهمّ أن يحاول الأطباء تحديد خطر إصابة المريض بسرطان معين بدقة قبل إجراء اختبارات التحري.ويشتمل المرضى الذين قد يستفيدون من التحرّي عن سرطان الرئة على الأشخاص من متوسّطي الأعمار وكبار السن الذين يدخنون بشراهة أو دخنوا لسنوات كثيرة.وتوصي الدلائلُ الإرشادية الحالية بإجراء فحوصات التحري للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55-80 سنة، الذين لديهم تاريخ من تدخين السجائر لأكثر من 30 علبة/سنة (محسوبةً عن طريق ضرب السنوات التي يجري تدخينها بعدد العلب في اليوم) ، والذين ما زالوا يدخنون أو تركوا التدخين خلال السنوات الخمس عشرة الماضية.ويبدو أن التصويرُ المقطعي المحوسب سنويًا، بتقنية تَستخدم كميات أقل من المعتاد من الإشعاع، يُساعدُ على العثور على ما يكفي من السرطانات التي يمكن علاجها وتداركها لإنقاذ الأرواح.ومع ذلك، لا يوصى بالأشعّة السينية للصدر وفحص البلغم لدى هؤلاء الأشخاص المعرّضين لمخاطر عالية.
الوقاية
تشتمل الوقاية من سرطان الرئة على الإقلاع عن التدخين وتجنّب التعرّض للمواد التي من المحتمل أن تُسبِّبَ السرطان.قد يرغب المرضى في اتخاذ تدابير لخفض غاز الرادون في منازلهم.ينبغي استخدامُ عوامل وقائية محتملة أخرى فقط كجزء من تجربة سريرية.
المُعالَجة
-
العملية الجراحية
-
المُعالَجَةٌ الإِشعاعِيَّة
-
المُعالجة الكِيميائيَّة
-
المُعالجَات المستهدفة
يستخدمُ الأطباءُ علاجات مختلفة لكل من سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة وغير الصغيرة.ويمكن اللجوءُ إلى الجراحة والمُعالجة الكِيميائيَّة والمُعالَجَةٌ الإِشعاعِيَّة بشكلٍ منفرد، أو إلى توليفةٍ منها.تعتمد التوليفةُ المُحكمة من المعالجات على:
-
نمط السرطان
-
موضع السرطان
-
شدَّة السرطان
-
درجة انتشار السرطان
-
الصحَّة العامة للمريض
على سَبيل المثال، تشتمل معالجة بعض المصابين بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة المتقدِّم على العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي قبل أو بعد أو بدلًا من الاستئصال الجراحي.
المعالجةُ الجراحيَّة لسرطان الرئة
تُعدُّ الجراحةُ الخيارَ العلاجي لسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، والذي لم ينتشر خارج الرئة (المرحلة المبكرة من المرض).لا يجري اللجوءُ إلى الجراحة عادةً لتدبير سرطان الرئة الصغير الخلايا في المراحل المبكرة، لأن هذا السرطانَ العدواني يحتاج إلى استعمال العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.وقد لا تكون الجراحةُ ممكنة إذا انتشر السرطانُ خارج الرئتين، أو إذا كان قريبًا جدًا من الرغامى، أو إذا كان لدى المريض حالات خطيرة أخرى (مثل مرض القلب أو الرئة الشديدين).
يقوم الأطباءُ باختبارات وظائف الرئة قبلَ الجراحة لتحديد ما إذا كان حجم الرئة المتبقية بعد الجراحة سيكون قادرًا على توفير ما يكفي من الأكسجين والقيام بوظيفة التنفس؛فإذا كانت نتائجُ الاختبار تشير إلى أنَّ استئصالَ الجزء السرطاني من الرئة سوف يؤدي إلى عدم كفاية وظائف الرئة، فإنَّ الجراحة تكون غير ممكنة.يجري تحديدُ حجم الرئة التي يجب استئصاله من قِبل الجرَّاح، مع تفاوت الحجم من جزء صغير من قطعةٍ من الرئة إلى الرئة بأكملها.
ورغم إمكانيَّة إجراء استئصال جراحي لسرطانات الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة، إلا أنَّ الاستئصالَ لا يؤدي دائمًا إلى الشفاء.ويمكن أن يساعدَ العلاجُ الكيميائي التكميلي (الإضافي) بعدَ الجراحة في زيادة معدّل البقاء على قيد الحياة، وهو يُجرى في جميع أنواع السرطان باستثناء أصغرها.وفي بعض الأحيان، تُعطى المُعالجةُ الكِيميائيَّة قبل الجراحة (تُسمَّى المُعالجة المُساعدة الجديدة neoadjuvant therapy) للمساعدة على تقليص حجم الورم قبل الجراحة.
وفي بعض الأحيان، يجري استئصالُ السرطان الذي بدأ في مكانٍ آخر من الجسم (سرطان القولون مثلًا) وانتشر إلى الرئتين، بعدَ استئصال السرطان من مصدره.يُوصى بهذا الإجراء في حالاتٍ نادرة، ولكن ينبغي أن تُظهِر الاختبارات أنَّ السرطان لم ينتشر إلى أي موضعٍ خارج الرئتين.
المُعالجةُ الشعاعية لسرطان الرئة
يستخدم العلاجُ الإشعاعي في كل من سرطانات الرئة ذات الخلايا الصغيرة وغير الصغيرة.ويمكن استعمالُها عندَ الأشخاص الذين يرفضون الخضوع لعملية جراحية، أو العاجزين عن الخضوع لعملية جراحية لإصابتهم بحالة أخرى (مثل مرض الشريان الإكليلي الشديد)، أو الذين انتشر عندهم السرطان إلى البُنى المجاورة، مثل العقد اللَّمفيَّة.ورغم اللجوء إلى المعالجة الشعاعيَّة في علاج السرطان، عندَ بعض الأشخاص، إلا أنَّ تأثيرها قد يقتصر على انكماش السرطان أو إبطاء نُموِّه.ويؤدي الجمع بين العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي إلى تحسين فُرص البقاء على قيد الحياة عندَ هؤلاء الأشخاص.
قد يستفيد بعضُ المصابين بسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة، الذين يستجيبون بشكلٍ جيدٍ للعلاج الكيماوي، من العلاج الإشعاعي للرأس وذلك لمنع انتشار السرطان إلى الدماغ.ولكن، إذا كان السرطانُ قد انتشر بالفعل إلى الدماغ، فإن العلاج الإشعاعي للدماغ يُستخدم عادةً لتخفيف شِدَّة الأعراض، مثل الصُّدَاع والتخليط الذهني والاختلاجات.
كما يُفيد العلاجُ الإشعاعي في السيطرة على مضاعفات سرطان الرئة، مثل السُّعال المُدمَّى وألم العظام ومُتلازمة الوريد الأجوف العلوي وانضِغاط الحبل النُّخاعي.
المُعالجةُ الكِيميائيَّة لسرطان الرئة
يستخدم العلاجُ الإشعاعي في كل من سرطانات الرئة ذات الخلايا الصغيرة وغير الصغيرة.تُعدُّ المعالجة الكيميائيَّة لسرطان الرئة الصغير الخلايا، و في بعض الأحيان إلى جانب العلاج الإشعاعي، هي المعالجة الرئيسيَّة.ويُفضّل استعمالُ هذه الطريقة، لأنَّ سرطان الرئة صغير الخلايا عدواني، وغالبًا ما يكون قد انتشر إلى أجزاء بعيدة من الجسم قبلَ وضع التشخيص.يمكن للمعالجة الكيميائيَّة أن تُطيل فترة البقاء على قيد الحياة عند الذين وصل عندهم المرضُ إلى مرحلة متقدِّمة.وعندَ إهمال المعالجة، يقتصر متوسطُ فترة البقاء على قيد الحياة على 6-12 أسبوعًا.
كما يؤدي استعمالُ المعالجة الكيميائيَّة لسرطان الرئة غير الصغير الخلية إلى إطالة فترة البقاء على قيد الحياة عادةً، ويعالج الأعراض.ويزداد متوسطُ البقاء على قيد الحياة إلى 9 أشهر عند معالجة المصابين بسرطان الرئة غير الصغير الخليَّة المُنتشِر إلى أجزاء أخرى من الجسم.كما قد تُحسِّن المعالجاتُ المُستَهدفة من فرصة بقاء مريض السرطان على قيد الحياة.
المُعالجَاتُ المُستَهدِفة Targeted therapies لسَرطان الرئة
تستمرُّ حياةُ بعض الأشخاص المصابين بسرطان الرئة غير الصغير الخلايا لفترة أطول بكثير عندَ معالجتهم بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو بعض العلاجات الجديدة الُمستَهدِفة.تنطوي المُعالجَاتُ المستهدفة على الأدوية، مثل العَوامِل البيولوجية التي تستهدف أورام الرئة بشكلٍ خاص.وقد تعرَّفت الدراساتُ الحديثة إلى البروتينات داخل الخلايا السرطانية، والأوعية الدَّمويَّة التي تُغذي الخلايا السرطانية.يمكن أن تشاركَ هذه البروتيناتُ في تنظيم وتعزيز نمو السرطان والنقائل.وقد جرى تصميم الأدوية بحيث تؤثِّر بشكلٍ خاص في بنية البروتين المُشوَّهة، وربما تقتل الخلايا السرطانية أو تمنع نموها.تشتمل الأدويةُ التي تستهدف مثل هذه الشذوذات على بيفاسيزوماب bevacizumab وجيفيتينيب gefitinib وإرلوتينيب erlotinib وكريزوتينيب crizotinib وفيمورافينيب vemurafenib ودابرافينيب dabrafenib.
يوجد تصنيفٌ جديدٌ للأدوية يُسمَّى العلاجات المناعيَّة immunotherapie، وهي تشتمل على نيفولومب nivolumab وبيمبروليزوماب pembrolizumab وأتيزوليزوماب atezolizumab ، وتُمكن الجهاز المناعي للمريض من مكافحة السرطان.ويمكن استخدامُ هذه الأدوية بدلًا من أدوية العلاج الكيميائي المعتادة أو في توليفةٍ معهم أو بعدَ فشل استعمال أدوية العلاج الكيميائي التقليدية.
المعالجةُ اللَّيزريَّة لسَرطان الرئة
يُستخدم العلاجُ بالليزر في بعض الأحيان، حيث يُستخدم الليزر لاستئصال أو تقليل حجم الأورام الرئوية.ويمكن استخدامُ تيَّار عالي الطاقة (اجتثاث بالتَّواتر الرَّاديوي radiofrequency ablation) أو البرودة (الاستئصال البردي cryoablation) لتخريب الخلايا السرطانية عند الذين لديهم أورام صغيرة، أو يتعذَّر خضوعهم لعملية جراحية.
المُعالجَاتُ الأخرى
من الضروري اللجوء إلى معالجاتٍ أخرى غالبًا عند الأشخاص المُصابين بسرطان الرئة.تهدف الكثيرُ من هذه المعالجات المُسمَّاة العلاجات المُلطِّفة إلى تخفيف شِدَّة الأعراض بدلًا من علاج السرطان.
ونظرًا لمعاناة الكثير من المُصابين بسرطان الرئة من نقصٍ كبيرٍ في وظائف الرئة، سواءٌ أخضعوا للعلاج أم لم يخضعوا، فقد يكون العلاج بالأكسجين ومُوسِّعات الشعب الهوائيَّة (الأدوية التي تُوسِّع المسالك الهوائية) مُساعدًا على التنفس.
يحتاج الألمُ إلى معالجة غالبًا.ويجري استعمال المواد الأفيونية لتخفيف شِدَّة الألم غالبًا، ولكنَّها قد تتسبَّبُ في حدوث آثارٍ جانبيَّة، مثل الإمساك، والذي يحتاج إلى معالجةٍ أيضًا.