يتحدورن من أصولٍ عربية الأنسابِ ويعودون لوائل ابن ربيعة، – إحدى معلقات الكعبة الخمسة لعمر ابن كلثوم، الحفيد الوائلي لابن يعرب بن قحطان من اليمن، حيث مملكة سبأ حينها – هم شيوخ مشايخ بني عاملة، حيث سكن أولاد وائل بعد انهيار، سد مأرب في اليمن، وذلك قبل أن تسبغ صفة العروبة على المنطقة؛ وقد حملوا اسمهم إلى بلاد بشارة جنوب لبنان، التي سميت جبل عامل لاحقاً، وقد استقروا في « قلعة شقيف » و « قلعة تبنين »، أوائل القرن التاسع عشر، في عهد العثمانيين، ومازالت عرفياً « قلعة تبنين » لآل الأسد؛ حيث كانوا يصدرون الأحكام منها بمثابة حكم ذاتي.
تعود تسمية « آل الأسعد » إلى أحد أجدادهم للألف ق.م، أي قبل المسيحيين، الذي كان يقدم القرابين للآلهة.
منهم نصيف النصار الفارس البطل المغوار، الذي تحدى أحمد باشا الجزار، والي عكا، وشارك ضاهر عمر الثورة، ثورة الفلاحين في فلسطين، وكان النصر حليفَهم، ومنهم خليل بك الأسد، ابن أسعد بيك الخليل، الذي كان متصرفاً في نابلس، وابنه كامل بك الأسعد.
– كامل بك الأسعد عضو مجلس المبعوثين في الأستانة، ونائب عن بيروت لاحقاً، وراعي مؤتمر الحجير، حيث عُرف عنه دهاؤه السياسي وقد وافق على مشروع لبنان الكبير، ومن بعده أخوه عبد اللطيف ثم ابنه أحمد ثم حفيده كامل، الذ يتوفي عام 1924.
يومةَ ناداني الملك فهد بن عبد العزيز بـ « ابنة العم »
كنت في زيارة عمل إلى الكويت، حيث دعيت من قبل وزير الخارجية والإعلام، ” الشيخ صباح الأحمد الصباح “، الذي أصبح لاحقاً أميراً للبلاد، على مأدبة غداء، احتفاء بالملك فهد، الذي كان آنذاك ولياً للعهد.
توجه إليَّ الملك فهد قائلاً: ” أهلاً بابنة العم ” مستطرداً ” جذور آل الأسعد وآل سعود من بني وائل “، يعني أولادك هم أولادنا، وأنت ابنة العم ”
بنقلي الواقعَ لأم كامل أجابتني باعتزاز:
” يبقى أننا الرقبة، وهم الفخذ ”
بعد ناصيف النصار البطل
كامل بك الأسعد ” الجد “، الذي تعلم القراءة والكتابة على يد معلم مختص في مسقط رأسه في نابلس، ودخل بعدئذ المدرسة البطريركية في بيروت، ثم انتقل إلى المدرسة الإعدادية، وتخرج من المكتب الملكي الإعدادي الذي يدعى بالمدرسة السلطانية، الذي كان برآسة الإمام محمد عبده، صديق والده آنذاك، وكان يتمتع بالفطنة والنجابة منذ طفولته.
وهل ننسى شبيب باشا وناصيف باشا ونجيب بك وعلي نصرت بك !
وجميعهم أصحاب مقامات ومراكز؛ وليس من المستغرب أنهم كانوا متميزين وهم سليل لعائلة تميزت بالفطنة والشجاعة والفروسية والمحافظة على القيم.
بعد تخرج كامل بك الجد انتقل إلى الأستانة، فأقام بها مدة يسيرة ثم عاد إلى بلاده، وتعين مديراً لناحية النبطية.
توليه الزعامة
بعد وفاة والده خليل بك الأسعد، تولى كامل بك الأسعد الرئاسة، وكان في الثامنة والعشرين من عمره، فقام بأعبائها خير قيام، وأحرز شهرةً عظيمةً ومقاماً عظيماً في أنحاء جبل عامل… قوله مسموعٌ، وأمره متبوع.
انتخب كامل بك، عضواً للمجلس العمومي في بيروت، ثم عضواً لمجلس المبعوثين التركي، وأحرز الرتب الأولى، والنيشانَين: المجيدي، والعثماني.
كان شديد الذكاء حسن الأخلاق وذا بأسٍ وشدةٍ ومهابة، له هيبة السلاطين، وقوة الشخصية والإرادة والجرأة الأدبية، مايشير إلى أنه خُلق ليكون زعيماً أو كما قال فيه الأمير شكيب أرسلان ” خُلقَ كامل الأسعد ليكونَ سيداً، بل سيد السادات، ورئيس الرؤساء، وقد اجتمع فيه من خلال الزعامة والرئاسة ما قلما رأيته مجتمعاً في مخلوق “.
وأضاف ” كانت أخلاقه تسيل عسلاً، ومجالسته تتألق أنساً ونوراً، فاز على خصومه ومناوئيه – على شدة شكيمتهم – لما جمعه الله فيه من عرق زكي ومناقب رائدة، وهل أنا فيما أورده إلا كالدّال على القمر الطالع، ونرو الشمس الساطع !
وكيف ندرك غاية من قد اصطلح عليه المتخالفون، وسلم إليه المنازعون، أو كما قال أرسطو طاليس للإسكندر المقدوني: ” أما مناقبك فقد صارت كالشيء يوسى به، لا كالشيء يُتعجب منه “.
فكانت الإشارة إليه أبلغ من الدلاله عليه.
باعتزاز تُعلن الست ” أم كامل “:
في عهد الانتداب الفرنسي قصد الجنرال ” غورو ” قصر الطيبة في الجنوب، وقد أُقيم للمناسبة مهرجان شعبي كبير، عارضاً على كامل بك الأسعد باسم الجمهورية الفرنسية الإمارة، على غرار ما عُرض على طلال بن فيصل في الأردن، أجاب كامل بك أمام الحشود، أنا أمير ولست بحاجة لأن تنصبني الدولة الفرنسية أميراً.