لم تمر احتفالات رأس السنة على خير في ايران، فقد استقبل عدد من لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم عامهم الجديد في السجون، كما صدرت احكام اعدام وسجن اعتباطية بحق فنانين مناصرين للاحتجاجات التي عمت البلاد منذ حوالي 100 يوم، ا إثر وفاة الشابة، مهسا أميني، بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد أوقفت السلطات الإيرانية عددا من لاعبي كرة القدم الحاليين والسابقين خلال حضورهم حفلة مختلطة ليلة رأس السنة، وفق ما أفادت به وكالة “تسنيم” الأحد.وأشارت إلى أن “بعض هؤلاء لم يكونوا في حال طبيعية بعد استهلاكهم الكحول”.ويقول مراقبون ان السلطات الدينية تنتقم بذلك من اللاعبين الذين رفضوا ان ينشدوا نشيدهم الوطني في ملاعب قطر خلال مباريات كأس العالم قبل اسابيع، احتجاجا على حملات القمع التي يقوم بها رجال الحرس الثوري الايراني بحق المتظاهرين السلميين. ويتعرّض عدد من لاعبي كرة القدم الحاليين والسابقين، المناصرين للاحتجاجات القائمة في البلاد ضد النظام الديني، لاجراءات امنية بلغت حد ايقاف العديد منهم عن اللعب، بعدما أيدوا التحركات الاحتجاجية، فقد قال علي كريمي، أحد أشهر لاعبي كرة القدم السابقين في إيران، وأحد الداعمين للاحتجاجات، والذي كان يعيش في دبي، “إن عملاء المخابرات الإيرانية هددوه بالقتل، ما دفعه ذلك في نهاية المطاف إلى الانتقال إلى الولايات المتحدة. السلطات الايرانية أعدمت شخصين على الأقل على صلة بالاحتجاجات في إيران الشهر الماضي، أحدهما أعدم شنقا علنا وكذلك تحولت ساحة شهيد علي خاني في مدينة أصفهان الإيرانية التاريخية، محجا لأنصار لاعب كرة القدم الإيراني البارز، أمير نصر آزاداني، الذين يخشون من إعدام الشاب في الميدان، حيث تم تركيب منصة تحضيرا لذلك، حسبما قال شاهد مقرب من اللاعب لشبكة “سي إن إن”. وبالتعاون مع مجموعة النشطاء “1500Tasvir”، تحققت الشبكة من الوثائق ومقاطع الفيديو وشهادات الشهود والبيانات من داخل البلاد، والتي تشير إلى أن ما لا يقل عن 43 شخصا، بمن فيهم نصر آزاداني، قد يواجهون الإعدام الوشيك. احكام اعدام وتعذيب ورغم رضوخ السلطات وحلّ شرطة الاخلاق التي تتمتع بسمعة سيئة في البلاد، فقد قُتل أكثر من 500 متظاهر، بينهم 69 طفلاً، بحسب وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان “هرانا”، وأعدمت السلطات الإيرانية اثنين من المتظاهرين، ويواجه ما لا يقل عن 26 آخرين نفس المصير، بعد ما سمته منظمة العفو الدولية “المحاكمات الصورية”. وقالت الشبكة إن السلطات أعدمت بالفعل شخصين على الأقل، على صلة بالاحتجاجات في إيران الشهر الماضي، أحدهما أعدم شنقا علنا.
ووجدت تحقيقات سابقة لشبكة “سي إن إن” أن السجناء تعرضوا للتعذيب والاعتداء الجنسي. وتقول جماعات حقوق الإنسان إن “اعترافات” مشوبة بالتعذيب، استخدمت ضد المتهمين في محاكمات صورية. تم القبض على الممثلة الإيرانية المعروفة، تارانه عليدووستي، واحتجزت في سجن إيفين سيئ السمعة بعد أن أدانت إعدام متظاهر شاب وفي كراج، قرب طهران، أكدت الشبكة بالتعاون مع “1500 Tasvir” أن خمسة إيرانيين يواجهون الإعدام، من بينهم بطل الكراتيه من أصول كردية، محمد مهدي كرامي، 21 عاما، والذي ظهر والداه في مقطع فيديو يرجون السلطات الامتناع عن إعدامه. التنكيل بالفنانين والفنانات وأشارت “سي إن إن” إلى أن الانتظار لتطبيق العقوبة بحق بعض المدانين “أصبح أمرا لا يحتمل”، مشيرة إلى أن مغني الراب، سامان ياسين، حاول الانتحار خلال احتجازه قبل يومين، وذلك بعد أسبوعين من اعتقاله في ظروف قاسية شمالي البلاد، وفقا لمصادر من السجن. وفي أحدث مقطع فيديو له قبل احتجازه، غنى ياسين، قائلا: “حشروا حنجرتي بعنف. حظروا الجمال. عاملوني كالحيوانات. لن أرضى بالسكوت”. ومع ذلك، دافع المسؤولون الإيرانيون عن المحاكمات. في الأيام الأخيرة، قال أحد النواب الإيرانيين إنه يعتقد أنه يجب إعدام المتورطين في الاضطرابات الحالية في غضون خمسة إلى عشرة أيام بعد اعتقالهم.
ولم تتلق “سي إن إن” أي رد رسمي من المسؤولين الإيرانيين على طلبها للتعليق. وصدرت محكمة إيرانية، حكما بالإعدام على كاتب ورسام إيراني، بتهمة المشاركة في مقابلة تلفزيونية مع محطة إسرائيلية، وفقا لموقع إذاعة “فويس أوف أميركا، انتقد فيها النظام الإيراني. وتم القبض على الممثلة الإيرانية المعروفة، تارانه عليدووستي، واحتجزت في سجن إيفين سيئ السمعة بعد أن أدانت إعدام متظاهر شاب. وسبق لها أن نشرت صورة لها من دون الحجاب، الذي تفرضة السلطات على النساء، وتحمل لافتة عليها شعار المتظاهرين. وكتب أصغر فرهادي، المخرج الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلمه ذا سايلزمان الذي شاركت فيه أليدووستي، على حسابه على انستغرام “لقد عملت مع تارانه في أربعة أفلام وهي الآن في السجن لدعمها المشروع لمواطنيها ومعارضتها للأحكام الجائرة”. السلطات الايرانية تنتقم من فريق كرة القدم وتحتجز اللاعبين بتهم باطلة لأنهم رفضوا ان ينشدوا نشيدهم الوطني خلال مباريات كأس العالم وأضاف فرهادي “إذا كان إظهار مثل هذا الدعم جريمة، فإن عشرات الملايين من الناس في هذا البلد مجرمون”. أما حميد فرخنزاد، الممثل الإيراني المعروف، والذي انتقل إلى الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، فقد وصف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على الفور بأنه “ديكتاتور”، وشبهه بفرانكو وستالين وموسوليني.