” غادة الخرسا أسقطتني في الانتخابات ”
لولا دعم أحمد الأسعد لرياض الصلح؟
كان الشيخ بشارة الخوري يتقرب إلى أحمد بك الأسعد من أجل دعم رياض الصلح بعد استقالة بشارة الخوري، لولا دعم أحمد الأسعد ” لكميل شمعون لما استطاع أن يحلم بها “؛ وبعدما وصل مدعوماً أيضاً بالإنكليز، ومع علاقته بشاه إيران والملك حسين اللذين كانا على أحسن علاقة مع الإنكليز، والسعي لأسباب منها شخصية وأخرى سياسية لتدمير الزعامتين الأسعدية والحمادية، حتى إذا كان ذلك على حساب الوطن والوطنيين الشرفاء.
بعد ثورة 1958:
استطاع فريق بعهد الجنرال فؤاد شهاب، وبمؤازرة الجنرال شارل ديغول، تحقيق الكثير من أمنياتنا الوطنية، وغدا لبنان حينها كدولة متقدمة ثرية على كل الصعد.
تجدر الإشارة إلى محاربة كميل شمعون لأحمد بك الأسعد في أرض الجنوب، فأنبتت فيها ابن الخليل وابن الزين وابن عسيران.
وفي عهد الرئيس فؤاد شهاب، بعد وفاة أحمد الأسعد 1961، حارب المكتب الثاني الذي انبثق عن حكم فؤاد شهاب، ابنه كامل الأسعد.
تقليد في زعامة آل الأسعد:
يقضي أن لا يتنطح من العائلة غير الوريث للزعامة، مثاله أسعد ” زوج أخت كامل ” الذي ترشح للانتخابات النيابية خارج لوائح كامل الأسعد متدياً له في منطقة مرجعيون؛ … ولطالما ردد زوجي أمامي: ” أفضل أن تخسر جميع لوائحي، على أن يفوز أسعد في مقعد نيابي “.
في يوم الانتخابات الأشد سخونةً، كانت المنطقتان صور ورمجعيون، وبناءً عليه قرر كامل الوجود في صور ووكل إليّ مرجعيون.
رحت أتنقل في قراها، أحث الأهالي على تأييد كامل اللائحة، وبوصولي مرجعيون قصدت منزل القائمقام ” حليم طربي “، الذي تربطه علاقة صداقة ومودة مع بيت جدي لأمي، آل ” يونس ” في تنورين.
في منزل القائمقام، بلغني أن أسعد قد حصل من القرى على أصواتٍ لا بأس بها، يبقى أوصوات بلدة الخيام التي ستقرر فوزه أو فشله.
قررت الإسراع إلى الخيام
حينها تهيبت للموقف، وقررت الإسراع إلى الخيام، لعلي أغير الموازين، لكنني صُدمت بموقف القائمقام حليم، يتلو قرار منعي دخول الخيام، بأمر من المكتب الثاني، في عهد الرئيس فؤاد شهاب، الذي لا يريد أن يكتسح كامل الأسعد أصوات الجنوب، مبرراً : ” كيف نستطيع بعدها التعامل معه، الأفضل تأييد أسعد الأسعد” ، وفي سبيل هذا المخطط تقرر منعي دخول الخيام، نظراً لتأثيري في الناخبين، فكان لا بدّ للقائمقام من تنفيذ الأمر الموجه إليه، فيما أنا أصريت على التوجه إلى غايتي.
ومع تحرك سيارتي، أمر القائمقام تصويب بنادق عسكره نحوي، فلم أبالي !
بل أمرت سائقي الإقلاع لكنه تردد مشيراً بخوف إلى البنادق المصوبة نحوه، حينها أمسكتب بكتفه زاجرة: ” مايصيبك سيصيبني ، تشجع، امضِ واتكل على الله ولا تخف ! ”
عندها تشجع السائق، وأقلع بالسيارة، ما اضطر الجنود الفرار من أمام السيارة، واقعين على جانبي الطريق.
أسرع الأهالي إلى ملاقاتي بوصولي الخيام، تغمرهم فرحة اللقاء، معلنين : ” مابدنا مصرياتو ، بدنا نصوت للائحة زعيمنا كامل بك ” ، – ويقصدون رفضهم لانتخاب أسعد الأسعد – ؛ الذي باع بستاناً له ليشتري أصوات الناخبين.
اللافت أن أسعد مالبث يردد لوقت طويل حتى وفاته: ” غادة الخرسا أسقطتني في الانتخابات “.
يتبع ….