*من روائع الماغوط*
———————
– القاضي: هل كنت بتاريخ كذا، ويوم كذا، تنادي في الساحات العامة، والشوارع المزدحمة، بأن الوطن يساوي حذاء؟
– المتهم: نعم.
– القاضي: وأمام طوابير العمال والفلاحين؟
– المتهم: نعم.
– القاضي: وأمام تماثيل الأبطال، وفي مقابر الشهداء؟
– المتهم: نعم.
– القاضي: وأمام مراكز التطوع والمحاربين القدماء؟
– المتهم: نعم.
– القاضي: وأمام أفواج السياح، والمتنزهين؟
– المتهم: نعم.
– القاضي: وأمام دور الصحف، ووكالات الأنباء؟
– المتهم: نعم.
– القاضي: الوطن.. حلم الطفولة، وذكريات الشيخوخة، وهاجس الشباب، ومقبرة الغزاة والطامعين، والمفتدى بكل غالِِ ورخيص، لا يساوي بنظرك أكثر من حذاء؟.. لماذا؟ لماذا؟
– المتهم: لقد كنت حافياً يا سيدي.
*محمد الماغوط:*
* من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتاً.
* من الغباء أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين.
* من الغباء أن تثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا مت.
* من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي.
* الوطن حيث تتوفر لي مقومات الحياة، لا مسببات الموت، والإنتماء كذبة اخترعها الساسة لنموت من أجلهم!
* لا أؤمن بالموت من أجل الوطن، الوطن لا يخسر أبداً، نحن الخاسرون.
* عندما يبتلى الوطن بالحرب ينادون الفقراء ليدافعوا عنه، وعندما تنتهي الحرب ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم!
* عليك أن تفهم أن في وطني تمتلئ صدور الأبطال بالرصاص وتمتلئ بطون الخونة بالأموال، ويموت من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة.
🤷♂️
هذا هو واقعنا في لبنان!