هفا بِي فُؤَادِي فِيْ رِياضٍ مِنَ المنَى
جَلَوْنَ بِعَيْنِي العيدَ … قَبْلَ العِيدِ
وَرَفْرَفَ فِي صَدْرِي أَلُوفٌ بِطَبْعِهِ
شَغُوفٌ بِجَأشٍ للكُمِاةِ الغِيدِ
إِذا قِيلَ مَنْ بالبَابِ قالَ مُحِبُّكُمْ
دَعَانِي لَكُمْ شَوْقِي وَدَنْدَنَ عُودِي
ومَنْ حَطَّ فِي ” الخَرْسَا ” رِحَابَ رِحَالِهِ
تَيَقَّظ الوَجْدِ بَعْدَ رُكودِ
وَمَا كُلُّ مَنْ أَبْدَى المَحَبَّةَ صَادِقٌ
وَمَا كُلُّ مَنْ يَهْوَى يَصُونُ عُهُوْدِي
قَرِيبُ الجَنَى يَرْجُوْ البَعِيدُ قِطَافَهُ
وَحُلْوُ اللَّمَا يَغْوِي بِلَثْمَةِ عُوْدِ
وَلَمَّا نَزَلْنَا ” آلْ خَرْسَا ” تَشَابَهَتْ
عَلَيْنَا ضِيَاءَاتٌ وَنَفْحَةُ جُوْدِي
وَهُمْ يَفْخَرُونَ الأَصْلَ فِي أَنَّ رَافِدا
الخَرْسَا رَوى أَرضَ تُرْكِيّا بِمَجْدِ جُدُودِي
وَمَا زَالَ حَتَّى اليَوْمَ مِنْهُمْ بَقِيَّةٌ
شَمَالِ سُوْرِيَّا حُمَاةَ حُدُوْدِ
هُنَا العَيْلَةُ العُلْيَا هُنَا حَوْمَةُ الوَغَى
هُنَا فَوْحُ تَرْتِيَلٍ وطِيبُ تَجْوِيدِ
هُنَا تَنَادَوا لِلْبِنَاءِ فَأَغْرَقُوا الرُبّى
مِنْ حُقُوْلِ العِلْمِ كُلَّ جَدِيْدِ
إذَا قِيْلَ مَنْ لِلْمَجْدِ تَهْتِفُ أُمَّةٌ
بِمَا خَبِرَتْ مِنْ طَارِفٍ وَتَلِيْدِ
وَإِسْماً يُسَمَّىْ لِلْعُلَى بِمَهَابَةٍ
هُوَالمُصْطَفَى بَاشَا سَفِيْرُ جُدوْدِيْ
فلا ضَيْرَ أَنْ يُدْعَىْ بِإِسْمِهِ شَارِعٌ
وإِزْمِيْرُ فِيها الصرْحُ خَيْرُ شُهُودِ
ويَشْهَدُ تَارِيخٍ له حِيْنَ مِحْنَةٍ
بشَعْبٍ أَلمّتْ كَاْنَ خَيْرُ حِيْدي
جَمَعَ الأَهَالِيْ وَالأَحِبَّةَ رَأْفَةً
فِي مَرْكِبٍ لِحِسَابِهِ المَفْرُوْدِي
فَأَعَادَهُمْ لِبِلادِهِمْ فِي رِفْعَةٍ لِلرَأسِ
إِنقَاذاً مِنَ التَشْريِدِ
وَكُلُّ هَوَاهُ أَنْ يُسَاعِدَ شَعْبَهُ
ويُعْطِي عَطَاْءَ الغَيْثَ دُوْنَ حُدُوْدِ
رَعَىْ صُحْبَةَ الإِخْوَانِ فِيْ شَخْصِ ” كَامِلٍ “
أَلجَدْ الوَفِيّ بإِبَائِهِ المَعْهُودِ
وامْتَدَّ وُدُّهُمَا صِلاتُ قَرَابَةٍ
لُبْنَانُ يَذْكُرُهَا مَعَ التَمْجِيدِ
واخْتَارَ بِنْتَ ” اللُوْردِ سَانْدُوزْ ” زَوْجَةً
بَثَّ الهُدَى فِي شَرْقِنَا المَحْمُودِ
وَسِتُ بَشَاوَاتِ خَرْسا تَزَيْنُوا
بذَوَاتِ حُسْنٍ وِفْقَ خَيْرِ عُهُودِ
وَمَحُوا اتِّهَاماً بِالتَّعَصُّبِ، شَأْنَنَا
نَحْنُ إِنْفِتَاحُ العَقْلِ فِي التَوْحِيدِ
وحُرٌ يُسّمى عَبْدِ القَادِر
فَدا وطَناً في سَاحَةِ التَّخْلِيد
لِيُذُودَ عَنْ لُبْنَانَ وَهُوَ مُعَلَّقٌ
على عُوْدِ طَمَاْعِ وَكُلِ حَقُوْدِ
وَأَعْلَى صَدَى صَوْتِ الحَقِيقَةِ فَارِساً
تَفَانى بِعِزَةِ مَجْدِهِ المَعْهُودِ
أُبَاهِي بِأَنِّي فِي أُنَاسٍ قُلُوبُهُمْ
نَسَائِمُ تَسْرِي عَبْرَ كُلِّ وَرِيدِي
فَيَا أَهْلَ ” خَرْسَا ” قَدْ جَلَوْتُمْ لِنَاظِرِي
قَنَادِيلَ ضَاءَتْ في جَبينِي قَصِيدِ
فَقَلْبِي سَمَا بالشِّعْرِ.. وَازَنَ نَبْضَهُ
وَدَمْعِي تَنَامَى مِنْ وُرُودِ خُدُوْدِي
شَهِدْتُ وَلا أَرْجُو سِوَى بَسْمَةِ الرِّضَا
يَطِيبُ بِهَا جُرْحِي.. تُفَكُّ قُيُوْدِي
شَهِدْتُ وَلُبْنَانُ الجَّرِيحُ مُسَافِرٌ
مَعِي فِي فُؤَادي والضُلُوعُ شُهُوْدِي
مَرَدُّ اعْتِزَازِي أَنَّنِي مِنْ عَيْلةٍ
أَعْطَتْ لِلُبْنَانَ دِمَاءَ شَهِيْدِ