الأزمة الاقتصادية في لبنان “تدفع العائلات إلى حافة الهاوية”

البداية مع صحيفة الفايننشال تايمز التي كتبت تقريراً بعنوان “الأزمة الاقتصادية في لبنان تدفع العائلات غلى حافة الهاوية” يتناول الأوضاع التي يعاني منها اللبنانيون، وذلك انطلاقاً من الحادثة التي شهدتها البلاد قبل أسابيع قليلة.

وكان أحد المواطنين ويدعى بسام الشيخ حسين قد احتجز أشخاصاً داخل أحد فروع المصارف في بيروت، حيث طالب بالإفراج عن أمواله المتحجزة في المصرف منذ ثلاث سنوات تقريباً إثر الانهيار المالي الذي بدأ حينها في لبنان.

وكتبت راية الجلبي أنه “مع تزايد الديون والفواتير الطبية لوالده المريض، احتاج حسين إلى الحصول على مبلغ 209 آلاف دولار الذي احتفظ به في حساب توفير في البنك الفيدرالي اللبناني”.

وأضافت “لكن مثل أغلب اللبنانيين المحاصرين في كابوس كافكاوي ناجم عن الانهيار المالي في بلادهم، فقد جمدت أمواله لأكثر من عامين، مع تحديد سقف السحوبات الشهرية بما يعادل 400 دولار وهو ما لا يكفي لعائلته للبقاء على قيد الحياة”.

وقالت إنه “في الآونة الأخيرة، وفقاً لحسين، كان فرع بيروت الغربية من مصرفه يحجب حتى هذا البدل الشهري الضئيل، على الرغم من توبيخه”.

هذا الواقع دفع بالمواطن اللبناني بعد مشادة أخرى مع مدير الفرع في 12 أغسطس/آب، إلى الذهاب إلى سيارته حيث “أخرج بندقية وعبوة بنزين، واحتجز ستة أشخاص كرهائن، مطالباً بالإفراج عن أمواله”.

وقالت الجلبي في تقريرها “انتشرت لقطات الهاتف المحمول للحادث بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي. سارع الكثيرون إلى تأييد تصرفات رجل شاركوه غضبه – حيث رأوا أنه روبن هود أكثر من كونه كلايد بارو، مدفوعاً إلى أفعال يائسة من قبل الطبقة الحاكمة الراسخة التي لم تنفذ بعد خريطة طريق للتعافي”.

وتابعت “مع وصول الشرطة إلى مكان الحادث، احتشد عشرات الأشخاص في الخارج، وحولوا الوقفة إلى احتجاج كامل ضد البنوك اللبنانية والطبقة الحاكمة. وتعالت صيحات تقول دعوه يذهب وتسقط المصارف”.

ومضى تقرير الفايننشال تايمز في سرد وقائع الحادثة وما تلاها بالقول: “أطلق حسين سراح الرهائن عندما وافق البنك على تسليم 35 ألف دولار من أمواله، بعد ست ساعات من المفاوضات المتوترة. وبعد خمسة أيام في الحجز، قضى نصفها في إضراب عن الطعام، أسقط البنك الفيدرالي التهم الموجهة إليه، وأطلق سراحه”.

وأشار إلى حديث حسين الأسبوع الماضي مع “فايس نيوز” حيث قال إنه “قد يجرب الحيلة مرة أخرى”، مضيفاً “حتى قبل نفاد الأموال، سأذهب إلى البنك وآخذ المزيد… ربما نفس البنك، بنك آخر، لكنني سأفعل ذلك مرة أخرى”.

وبحسب الجبلي، “لم يرد البنك على الفور على طلبات للتعليق”.

وقالت المراسلة إن حسين “ليس أول مودع ساخط يسرق بنكاً منذ بدء الأزمة. ففي يناير/كانون الثاني، احتجز رجل آخر مسلح بمسدس تسعة من الموظفين كرهائن في شمال وادي البقاع إلى أن أعطاه البنك ألف دولار من حسابه”.

وأشارت إلى أنه في ذلك الوقت، “كان الجمهور منقسماً حول ما إذا كان ينبغي وصفه بأنه بطل أو مجرم. ولكن بعد سبعة أشهر، كان هناك دعماً أكثر وضوحاً لحسين”.

ونقلت عن موظفة في أحد المصارف تدعى لين قولها “لا ينبغي لي حقا أن أقول هذا ولكن … كلنا نفهم ما فعله [حسين]. لقد فعل بالفعل ما يريد الكثير منا القيام به، لقد تم دفعه إلى أقصى الحدود”. وأضافت: “أنا مندهشة فقط من عدم وجود المزيد من الأشخاص الذين يحاولون سرقة البنوك حتى الآن”.

وأوضح التقرير أن الانهيار المالي في لبنان – وهو واحد من أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث – قد دخل عامه الثالث، وأصبح ثلاثة أرباع السكان تحت خط الفقر. وفقدت العملة أكثر من 90 في المئة من قيمتها”.

وأشار إلى أنه “في وقت سابق من هذا الشهر، نشر البنك الدولي تقريراً لاذعاً، اتهم فيه السلطات اللبنانية بإدارة مخطط بونزي عملاق تسبب في ألم اجتماعي واقتصادي غير مسبوق”.

وقال التقرير إن المالية العامة تستخدم للاستيلاء على موارد الدولة من أجل المحسوبية السياسية، ما يخلق كساداً “متعمداً”. وأضافت أن “جزءاً كبيراً” من مدخرات الناس “أسيء استخدامه وأسيء إنفاقه على مدى السنوات الثلاثين الماضية”.

وقال تقرير الفايننشال تايمز إنه “في غياب قوانين رسمية لمراقبة رأس المال، تقرر البنوك من يمكنه الوصول إلى أموالها، مع اقتصار معظم الناس على السحوبات الشهرية الصغيرة. لكن تقارير وسائل الإعلام تظهر أن الأشخاص المرتبطين سياسياً أرسلوا ملايين الدولارات إلى الخارج”.

وأضاف أنه في الوقت نفسه، “توقفت الحكومة عن مبادرات الإصلاح التي يمكن أن تطلق العنان لأموال المساعدات الدولية، في حين أن الفساد المستشري والافتقار إلى البنية التحتية العامة يعني معاقبة المواطنين المنهكين”.

وأشارت الجلبي إلى أنه “على الرغم من هذه المصاعب، فإن العاصمة مليئة بالسيارات الفاخرة التي تم استيرادها مؤخراً وشواطئها ومطاعمها مليئة بالمغتربين العائدين إلى وطنهم خلال فصل الصيف. لكن أيضاً هناك أطفالا يقومون بالبحث في صناديق القمامة عن قصاصات مع والديهم الذين يعانون من سوء التغذية، في حين يقضي المتقاعدون الهزيلون الذين فقدوا مدخراتهم في الأزمة، أيام الصيف الخانقة من دون كهرباء في شققهم الصغيرة الضيقة”.

وختمت بالقول إنه “في غياب جهود الدولة للتخفيف من حدة الأزمة، قد لا يكون سطو حسين على بنك هو الأخير من نوعه”.

“منعطف ثقافي نحو اليمين”

بالانتقال إلى صحيفة الغارديان، نشرت تقريراً عن تحول سياسي طرأ على أحد أشهر نجوم الروك الإسرائيليين.

وكتب بن لينفيلد مراسل الغارديان في القدس المحتلة: “أثار نجم الروك الإسرائيلي أفيف جيفن الذي كان ذات يوم رمزاً لحركة السلام في البلاد، جدلاً من خلال الاعتذار عن آرائه السابقة خلال حفل موسيقي في مستوطنة ذات نزعة قومية شديدة في الضفة الغربية المحتلة”.

وأضاف “يمكن النظر إلى التوبة العلنية يوم الخميس في مستوطنة بيت إيل على أنها منعطفاً ثقافياً في تحرك إسرائيل نحو اليمين ومسمارا آخر في نعش الإرث الأكثر توجها نحو السلام لرئيس الوزراء المغتال إسحاق رابين الذي كان جيفن مرتبطا به”.

وقال إن جيفن “أشار للمستوطنين إلى أنه خضع لعملية تحول شخصي “فتحت عيني”، وأنه كان في السابق “جاهلاً”.

وقال جيفن لجمهوره: “كنت أحاول أن أتزلّف إلى معجبي”، مشيراً من بين أمور أخرى إلى الهجمات التي شنّها على المستوطنين خلال مقابلات على مر السنين. “لقد تحدثت بدافع الجهل والتقليل من شأن الآخر. وبما أنني نضجت، أنا آسف جداً لذلك. تعلمت الكثير من الأشياء وأنا هنا بدافع الحب والوحدة”.

وفي إشارة إلى المستوطنين بوصفهم “إخوة”، خص بالذكر وزيرة الداخلية اليمينية المتشددة والمؤيدة للمستوطنين، أييليت شاكيد، لأنها ساعدته على الانفتاح على أشخاص ووجهات نظر جديدة، بحسب تقرير الغارديان.

وأضاف التقرير أنه “كجزء من اتجاهه الجديد، ظهر جيفن ليلة الأحد في كدوميم، وهي مستوطنة متشددة أخرى، لحضور حفل موسيقي مشترك مع أبراهام فريد، وهو فنان مفضل لدى المستوطنين الأيديولوجيين الذين يعتقدون أن الضفة الغربية – أو كما يسمونها، يهودا والسامرة – هي استحقاق يهودي من الله وأن التسوية الإقليمية مع الفلسطينيين تنفي عملية مجيء المسيح”.

وأوضح أن جيفن “كان معروفاً سابقاً بأنه علماني حاد لكنه بدأ في الظهور مع فريد خلال العام الماضي وأعرب أيضاً عن اهتمامه باليهودية ولقاء الحاخامات، وفقاً لدودي باتيمر، مقدّم برنامج موسيقي على محطة الإذاعة الإسرائيلية 103 أف أم. وفي حفل بيت إيل ارتدى قلنسوة كعلامة على الالتزام الديني”.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل “تحولت حتى الآن إلى اليمين منذ عهد رابين لدرجة أن السياسيين تجنبوا قول كلمة السلام، وأصبح المستوطنون التيار الرئيسي”.

وتابع التقرير إن باتيمو “قال إنه يعتقد أن تصريحات جيفن منطقية من الناحية المهنية”. وأضاف: “الناس ينضجون ويتغيرون لكنني أعتقد أنه يريد أيضاً تعزيز مسيرته المهنية وتوسيع جمهوره”.

وأشارت الغارديان إلى أن المطربين الإسرائيليين “يتجنبون اليوم السياسة إلى حد كبير في أغانيهم، وإذا أدلوا بتصريحات علنية فإنهم أكثر انسجاماً مع المواضيع اليمينية مثل الحاجة إلى القتال، بحسب باتيمر. اليوم إذا قلت إن علينا الانسحاب من جميع المناطق، فسوف تذبح كفنان”.

وقال كاتب التقرير “لم يرد جيفن على طلب لإجراء مقابلة معه في هذا المقال”.

وأوضح أن جيفن (49 عاماً) الذي استشهد ببوب ديلان وروجر ووترز كمؤثرين، “صعد إلى النجومية في التسعينيات مع نجاحات بما في ذلك شير تكفا (أغنية الأمل) والتي تم تشبيهها بأغنية “إيمجين” لجون لينون”.

وأضاف أن أغانٍ أخرى له “استخفت بالنشيد الوطني وهاجمت الجيش الذي لم يخدم فيه، باعتباره قوة الدفاع عن الموت وليس جيش الدفاع الإسرائيلي”.

وأشار التقرير إلى أنه “في ذلك الوقت، كان نجم الروك الشاب على علاقة ودّية مع رابين، رئيس الوزراء الشجاع آنذاك الذي صافح ياسر عرفات في حديقة البيت الأبيض وندد بالمستوطنات”.

وذكّر التقرير بأن “جيفن أدى حفلاً في مسيرة السلام التي نظمت في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 1995 في تل أبيب قبل اغتيال رابين مباشرة”. وبأن “آخر صورة لدى العديد من الإسرائيليين لرؤية رابين حياً هي حين كان يسير نحو جيفن ويصافحه قبل أن يتوجه إلى أسفل الدرج ويطلق عليه النار من قبل مؤيد مستوطن يدعى يغال عمير”.

وختم بالقول إن “أوري درومي الذي شغل منصب المتحدث باسم رابين، انتقد اعتذار جيفن قائلاً لا بد أن رابين يتقلب في قبره. آخر شيء سيفعله رابين هو التزلف للمستوطنين. أنا متأكد من أنه كان سيقول شيئاً قاسياً حول هذا الموضوع”.